شن الذباب الإلكتروني السعودي حملة مكثفة ضد ضابط الاستخبارات السابق “سعد الجبري”، طالت أيضا ولي العهد السابق “محمد بن نايف”، حيث اتهمها مغردون وأصحاب حسابات مقربة من الحكومة، بالفساد والتآمر ضد المملكة، وذلك بالتزامن مع تصاعد قضية ملاحقة ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” له.
وجاءت الحملات على “تويتر”، عبر آلاف من التغريدات ضد “بن نايف” و”الجبري” تزامنت مع تصعيد وسائل إعلام سعودية من حملتها ضد الضابط المتواجد في كندا، بعد فراره من المملكة قبل 3 أعوام.
ونقلت وكالة “رويترز”، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، عن مصدرين سعوديين قولهما إن تلك التغريدات عبارة عن حملة شرسة موجهة لتشويه سمعة “بن نايف” و”الجبري” قبل توجيه اتهامات محتملة إليهما بالفساد واختلاس مليارات الدولارات.
وأشارت الوكالة إلى أن “عاصفة” الهجوم على “بن نايف” و”الجبري” جاءت مباشرة بعد إعلان دخول العاهل السعودي إلى المستشفى، فجر الإثنين.
وقال المصدران السعوديان، اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن الحملة التي قام بها مستخدمو “تويتر” المؤيدون للحكومة تهدف إلى التأثير على الرأي العام قبل الإعلان المتوقع عن اتهامات بالفساد ضد “بن نايف”.
وقال أحد المصادر، المطلعة على الأمر: “إنهم يعدون وثائق ضده منذ مارس”، مضيفًا أن المسؤولين عن الحملة ضد “بن نايف” و”الجبري” على “تويتر” أرادوا “تشويه صورتهما محليا إلى أقصى مدى”.
وقال المصدر السعودي الثاني إن الحملة حظيت بدعم حكومي واضح، بدليل أن السعوديين البارزين المقربين من ولي العهد على “تويتر” كانوا يضخمون التغريدات.
وأشار إلى أن أحد الحسابات السعودية البارزة على “تويتر”، والتي كثيرا ما تغرد بمحتوى مؤيد للحكومة ولديها أكثر من 1.2 مليون متابع، ويدعى “الرعد السعودي”، غرد قائلا إن “محمد بن نايف سمح لشبكة الفساد التي يديرها الجبري بالعمل”.
وأوضحت الوكالة أن تلك التحركات ضد “بن نايف” هي الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز قوة “محمد بن سلمان” داخل عائلة “آل سعود” الحاكمة وإزالة التهديدات المتصورة لسلطته قبل خلافته، في نهاية المطاف، بعد وفاة الملك أو التنازل عن السلطة، وهو أمر يبدو أنه قد اقترب للغاية.
وقال المصدر السعودي الأول إن مساعدي “محمد بن سلمان”، “يسرعون الحملة” ضد “بن نايف” و”الجبري” قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في حالة فقدان الرئيس “دونالد ترامب” لمنصبه، وهو الذي أعرب علنا عن دعمه الكامل لـ”بن سلمان”، لاسيما بعد الموقف المتشدد الذي أعلنه منافس “ترامب”، “جو بايدن” ضد ولي العهد السعودي.
وألمحت “رويترز” إلى أن “تويتر” هو الساحة المفضلة التي يظهر بها نفوذ أحد كبار مساعدي “بن سلمان” السابقين، وهو “سعود القحطاني”، والذي تم طرده عام 2018 لتورطه في مقتل الكاتب “جمال خاشقجي” بتركيا، لكن تمت تبرأته من التهم، وقالت مصادر إنه لا يزال يعمل ضمن الدائرة الداخلية لولي العهد.
وفي يونيو/حزيران الماضي، نقلت “رويترز” عن مصادر سعودية وثيقة الصلة بالملف قولها إن “محمد بن سلمان” يسعى لتوجيه اتهامات ضد “بن نايف” تتعلق بمزاعم فساد خلال فترة وجوده في وزارة الداخلية، ويريد وثائق تمكن “سعد الجبري” من الوصول إليها.
وتصاعدت الحملة الإعلامية السعودية ضد “سعد الجبري”، على الخصوص، بعد تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن محاولة المملكة استدراجه إلى تركيا، لإمكانية قتله هناك، علاوة على سرد أدوارا لعبها “الجبري” لإدارة صندوق أموال ضخم تابع لوزارة الداخلية تحت إشراف العاهل السعودي السابق الملك “عبدالله”.