خلف ظهور المسئول الاستخباري السعودي السابق سعد الجبري إعلاميا، تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد فتح ملفات حساسة تورط بها ولي العهد محمد بن سلمان.
وأكد الجبري في لقائه يوم أمس ببرنامج 60 دقيقة على شاشة قناة CBS الأمريكية؛ على أن السلطة تبتزه عبر استمرار احتجاز نجليه “عمر وسارة”.
كما أشار إلى أنه يمتلك معلومات حساسة تتعلق بتورط ابن سلمان في السعي لاغتيال عمه الملك عبد الله، فضلا عن جرائم أخرى عديدة.
وتحتجز السلطات السعودية عمر وسارة، نجلي سعد الجبري المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية، لابتزازه وإجباره على الانصياع وعدم كشف الفضائح التي يمتلكها ضد سلطة بن سلمان.
ويعد الابتزاز، من الأساليب البارزة الوحشية التي تستخدمها السلطة ضد معارضيها، وهو ما يعد انتهاكا صريحا للقانون، وعقابا جماعيا بحسب ما نشرت منظمة سند لحقوق الإنسان.
ويبرز مراقبون أن تصريحات الجبري تدلل مجددا على ضعف عائلة آل سعود وحدة الصراعات بين أركانها فقط من أجل السلطة والمال.
ويعتبر المراقبون أن ما كشفه الجبري يعد مفيدا في استمرارية تعريف الشعب بحقيقة خيانة وهشاشة النظام السعودي ولعله يحرك شخصيات أخرى تقدم معلومات تفضح هذا النظام وكذلك حتى يفهم الشعب حجم خيانة وخطورة النظام عليه وعلى الأمة وأنه لا خلاص من هذا الوضع البائس إلا بالتغيير الجذري.
وهناك شبه إجماع لدى شرائح واسعة محلياً وعربياً ودولياً أن محمد بن سلمان فاسد وطاغية وذو إمكانيات ذهنية محدودة.
إذ انه استثمر خلال السنوات الخمس الماضية في استعداء المجتمع المحلي والإقليمي، زد على ذلك فشله في خلق سياسة إيجابية للحالة السعودية.
فالحرب على اليمن والأزمة الخليجية وبوادر التطبيع مع إسرائيل واغتيال الراحل جمال خاشقجي، بالإضافة إلى ملفات الاعتقالات وحقوق الإنسان وغيرها التي طبعت بصمة لفشل بن سلمان في إدارة الدولة في الملفات الحاسمة.
إضافة إلى أن العامل الاقتصادي هو الأكثر أهمية في المشهد المحلي، حيث أن غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب هي الأكثر تأثيراً لدى المواطنين في تغير رأيهم حول محمد بن سلمان، إذ لم تسلم أي شريحة اجتماعية من الضرائب التي ترتفع حسب خطة مرسومة تشمل المشتريات والمبيعات وأيضا النشاط التجاري المتوسط والصغير لدى الفئات الصغرى من التجار المحليين. وأهم عامل يلعب دوراً حاسماً في تقويض بن سلمان هو زيادة أعداد العاطلين عن العمل.
عند قدومه للسلطة كان الوعد الذي أطلقه عبر حملات علاقات عامة محلية ودولية من أجل إبراز صورته كمصلح سياسي وصاحب رؤية نه محارب للفساد وأنه يعد الشباب بمستقبل باهر.
لكن ظهر للعلن أنه مركز الفساد وبؤرة لسرقة المال العام وسالب لأحلام الكثير من الشرائح الاجتماعية التي تسعى للعيش الكريم.
التغير الاجتماعي في نظر بن سلمان يتغير بالتدريج حتى يصل إلى انعدام الثقة به. وقد كانت واضحة لدى الخبراء والمختصين المتعلمين “الصادقين” من بداية الأيام الأولى أن ما يقوله هو هراء وغير منطقي، لكن مع الأيام تظهر هذه الحقيقة للناس أن “محمد بن سلمان ما عنده سالفه” كما يقال هذا الكلام في المجالس العامة والاستراحات. حتى من كان ليس له اهتمام بالمجال العام أصبح يكتوي من ارتفاع أسعار البنزين.
ما يقوم به محمد بن سلمان هو بكل وضوح فتح الباب على مصراعيه لأجل الانتقام السياسي منه ومن خططه الفاشلة ومن رؤيته التي جلبت الفقر والفاقة على المجتمع المحلي. الحلول القمعية التي يعتمد عليها هي ناجحة بكل صدق، ولكن على المدى القصير أما على المدى البعيد فهي بكل تأكيد وباء عليه.
وأول من يسعى للانتقام من محمد بن سلمان هم أفراد الأسرة الحاكمة، هناك ثلاث أمراء أصحاب وزارت عسكرية تم تجريدهم وقمعهم من مكانتهم، فضلاً عن السطو على ثروات الأثرياء من الأسرة الحاكمة.
لهذا هناك رأي جوهري وأساسي لدى أفراد الأسرة يرى أن هذا الشاب خطر ليس فقط عليهم، بل على الدولة ومؤسساتها. هناك لحظة مفصلية سوف تحدث وهي تجريد مبس من سلطته، نتمنى أن تمر على خير وأن يتجنب المجتمع الآثار السيئة لهذه العملية الاستئصالية.