وصفت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، عمليات الهدم التي تجري في مدينة جدّة السعودية بأنها “سمة من السمات الاستبدادية لولي العهد محمد بن سلمان”، مشيرة إلى تخوفات بشأن تهميش المدينة لصالح الرياض.

وفي تقرير لها قالت الصحيفة: “لا يحتمل أي معارضة ولو قليلة، إذ اعتقل معارضين، بمن فيهم نشطاء وأكاديميون، وحاسب البعض بطريقة خاطئة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن جدة معروفة بالنهج الليبرالي نسبيًا تجاه الأعراف الاجتماعية، ولطالما كان شعارها “جدة مختلفة”.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن بعض أكبر الشركات المملوكة للعائلات في السعودية خسرت في عهد محمد بن سلمان، مثل مجموعة بن لادن، التي كانت ضحية لحملة عام 2017، وهي حملة شهدت اعتقال كبار رجال الأعمال وحتى الأمراء في فندق ريتز كارلتون بالرياض، بذريعة مكافحة الفساد، لكن معارضون قالوا إنها لتثبيت قوة بن سلمان في الحكم.

ونقلت “فايننشال تايمز” عن رجل أعمال متقاعد قوله: “إنه مثل العلاج بالصدمة”، في إشارة إلى بن سلمان.

وأضاف رجل الأعمال: “النكتة هنا هي أن شخصًا مهمًا حلّق بالطائرة فوق جدة ونظر إليها بازدراء وقال: غيّرها الآن”.

وتسببت حملة الهدم في جدة حتى الآن بتشريد عشرات آلاف السعوديين، مع بقاء الكثيرين منهم دون مأوى، ورغم ذلك اكتفت السلطات بالقول إنها ستنظر في طلبات المتضررين وتدرس أحقيتهم.

وتم هدم ما لا يقل عن 10 أحياء بالكامل حتى الآن، مع استمرار العمل في حوالي 10 مناطق أخرى، وتستهدف الخطة نحو 60 منطقة تقع معظمها في الجزء الجنوبي من المدينة ومن المتوقع أن تستمر لأشهر.