تسببت سيول وصفها ناشطون بـ”المدمرة” في مصرع شخصين وتعليق الدراسة ورحلات جوية بمحافظة جدة غربي السعودية، وإغلاق عدد من الطرق والأنفاق في محافظة مكة المكرمة المجاورة.

وقال متحدث الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة العقيد “محمد القرني” إنه “سُجلت حالتي وفاة حتى الآن”، وذلك في اتصال هاتفي مع قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.

وأهاب “القرني” بـ”الجميع عدم الخروج إلا للضرورة حتى نرى مستجدات الأرصاد”.

وبثت القناة ذاتها لقطات متلفزة قالت إنها “توضح غرق بعض الأحياء في جدة”، وسط مشاهد لاندفاع كبير لمياه الأمطار في الشوارع، وأخرى تظهر سقوط أشجار بأحد الطرق.

كذلك بث ناشطون مشاهد تظهر سيول عارمة، وهي تجرف في طريقها كل شيء، بما في ذلك عدد كبير من السيارات.

في السياق ذاته، أعلنت إدارة التعليم في جدة وجامعة الملك عبد العزيز، في بيانين الخميس، تعليق الدراسة؛ “نظرًا للحالة المطرية وحفاظًا على سلامة الطلاب”.

كما أعلن مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، عبر حسابه في تويتر “تأخُّر إقلاع بعض الرحلات الجوية نظرًا للظروف الجوية”.

فيما تحدث مواطنة سعودية في مقطع فيديو عن مشاهد من الرعب حدثت لها أثناء هبوط طائرة ركاب في مطار الملك عبد العزيز في جدة، وبثت مقطع فيدو يظهر عملية الهبوط.

وقالت إنها متواجدة في جدة ولا تستطيع الذهاب إلى منزلها في مكة بسبب السيول.

من ناحية أخرى، حملت المعارضة السعودية سلطات المملكة مسؤولية تلك السيول وما سببته من أضرار، بسبب التراخي والفساد في التعامل مع هذا الملف الحساس.

فعلق الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، على ذلك بقوله: “غرقت مدن السودان؛ فانتفض الملك سلمان لإغاثتها! وغرقت جدة؛ فصمت الملك سلمان، ولم يستيقظ من غفوته!”.

وتابع “الغفيلي” في تغريدة منفصلة قائلاً: لا تصدّقوا كل من يقول لكم أن ابن سلمان يريد أن ينهض بالوطن! هو يريد أن يبني مجدًا شخصيًا له… يريد تحقيق إنجازات تسجّل باسمه ويخلدها التاريخ! أما حال المواطن وشؤون البلد، فليست على رأس أولوياته، والدليل فضائح الغرق التي تشهدها جدة”.

بينما قال الناشط السعودي المعارض المقيم بلندن، غانم الدوسري: “سيول جدة تكشف النقاب عن روية الملهم محمد بن سلمان، إذا فشلت في تصريف المياه فهل ستبنى مدينة نيوم؟! لا أعتقد”.

بينما دعت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي، الشعب السعودي للانتفاض ضد فساد “آل سعود”، قائلة: “لن يصح حال بلاد الحرمين إلا بثورة شعبية، واقتلاع عائلة آل سعود من جذورها ومحاسبتهم”.

فيما علق الناشط السعودي المعارض المقيم بكندا، عمر الزهراني، على مشاهد الدمار بسبب السيول بقوله: “غير مسبوقة المشاهد من ٢٠٠٩”، موجهًا رسالة للذباب الإلكتروني الذي حاول حذف الوسوم الخاصة بالسيول قائلاً: “#جده_تغرق، يا اللي تحذف الهاشتاق ما بينفعك شغلك هذا لا دنيا ولا آخرة”.

في حين ربط الناشط السعودي المعارض بالخارج، ناصر القرني، بالحريات وما حدث، موضحًا: “كانت من مطالب جمعية حسم محاسبة الفاسدين بعد كارثة سيول جدة عام 2009، مع الأسف اعتقلوا أعضاء حسم، ولم يُحاسب المتسبب بالسيول أو تُحل المشكلة، واليوم يتكرر المشهد #جدة_تغرق والفاسد سيفلت من المحاسبة”.

بينما علق الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض بالخارج، الدكتور عبد الله العودة، على أحد المشاهد بقوله: “إحدى سيارات المرور تسبح في مطر جدة..!أسأل الله اللطف بأهلنا في جدة”.

ووجه أحد المغردين السعوديين، ويُدعى “الفيصل”، رسالة لمسؤولي بلدية جدة، قائلاً: “إلى كل مسؤول في جدة هل تعتقد أنك ستنجو في السعودية الجديدة؟ الحمد لله الي فضح أمركم بـ غرق جدة أتمنى تطبيق أقصى العقوبات وفي حال موت اشخاص بسبب السيول يتم القصاص من المسؤولين في أمانة جدة وكل من ثبت تورطه ما فعلوه سبب كارثة على المواطنين”.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على دعوات الذباب الإلكتروني بأن هناك مبالغة في تقدير الخسائر من قبل المواطنين، بقوله: “الكائن الوطنجي، ليس مطبلًا فقط، ولكنه فاقد للمروءة وللأخلاق، لدرجة أنه يتهم من خسر بيته وأثاثه وسيارته، أو محل رزقه بالكذب والمبالغة، أعوذ بالله من هؤلاء الناس”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة أخرى: “#سيول_جده جرفت معها هياط وتطبيل وكذب الوطنجية وسيّدهم مبس.. هذه السيول عرّت فساد وكشفت فشل ابن سلمان ونظامه”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، أحمد بن راشد بن سعيد: “مواطنة سعودية شاهدت #جدة_تغرق فدعت ﷲ: “ربّ ارفع غضبك عنّا”، فأوجع ذلك القوم، ودفعهم خوفهم من الولاة، واعتقادهم عصمتَهم، إلى الإساءة إلى تلك المؤمنة، بل إلى إنكار أن يكون لنزول المطر وحبسه علاقة برضا ﷲ أو غضبه، وهو القائل: “هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً، وينشئ السحاب الثقال”.

فيما طالب مغرد سعودي يُدعى عثمان الشيخي، بمحاسبة المتسبب في تلك الكارثة، قائلاً: “انتهى زمن التصريحات الكاذبة والوعود الوهمية والاستهتار بأرواح الناس وممتلكاتهم وحان الوقت لتحديد المتورطين في غرق المشاريع ومخططات الاحياء الجديدة وتقديمهم للعدالة سواء كانوا مسؤولين أو مقاولين”.