قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن الشرطة اللندنية أرسلت للعقيد السعودي المنشق، رابح العنزي، بريدًا إلكترونيًا تطالبه فيه العيش في الخفاء لحماية حياته من التهديدات التي يلاقيها من مؤيدي النظام السعودي.

وكشف المعارض السعودي في حواره لـ”الجارديان” أن شرطة العاصمة البريطانية طلبت منه أن يحاكي نمط حياة المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، الذي يتواجد في مكان غير محدد في روسيا.

وبحسب الجارديان فإن “العنزي” يتلقى نحو 50 تهديدا بالقتل أسبوعيًا، ويخشى أن يُقتل بنفس الطريقة التي يُقتل بها جمال خاشقجي، إذ تصله العنزي تهديدات متواصلة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها لمهاجمة ولي العهد، بأنه سوف يتم تقطيع أوصاله على غرار خاشقجي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في نهاية مارس/أذار، أبلغ “العنزي” شرطة العاصمة لندن بالتهديدات التي يتلقاها على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد شهر، تلقّى بريداً إلكترونياً من الشرطة، ينصحه بـ”عدم الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي”، وأن يعيش، بدلاً من ذلك، حياة شبيهة بحياة سنودن الذي يعيش في روسيا منذ 2013 ولكنه يظهر عبر الانترنت.

وذكرت الرسالة “أننا ناقشنا فعلاً عدداً من وسائل الحماية”، ونصحته بأنّ “نموذج الحياة الذي يجب أن تحاكيه هو نموذج إدوارد سنودن. ونحن نقدر الموقف الذي أنت فيه، ولا نستخفّ بالمخاطر التي تتعرض لها”.

من غير الواضح ما الذي قصدته الشرطة، إذ يثير اقتراحها للشرطي السعودي الفار تساؤلات حول موقف الشرطة وفهمها لطالبي اللجوء السياسي، الذين يأتون غالبًا إلى بريطانيا معتقدين أنهم سيكونون أحرارًا في التحدث علانية.

قال العنزي: أرفض أن أسكت. ولهذا غادرت المملكة العربية السعودية، حتى أتمتع بحرية التعبير.

لكنّ العنزي قال إنه “تلقى مكالمة هاتفية تمت دعوته خلالها إلى السفارة السعودية في لندن، لمناقشة عرض قيمته 5 ملايين دولار في مقابل صمته”

في نفس الوقت تقريبًا، تلقى العنزي تهديدات بالقتل من حساب على تويتر يديره شخص يطلق على نفسه اسم فهد بن سطام.