أعلنت لما سعد، معلمة موسيقى سعودية، استعدادها لاستقبال عدد من الأطفال القاطنين في مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم، للبدء بتعليمهم أساسيات العزف على آلة البيانو، والذي يعد تطوراً ملحوظاً في سياسة الانفتاح التي تنتهجها المملكة، خصوصاً في المدن المحافظة.

وفي إطار ذلك أطلق معهد الثقافة والفنون للتدريب (ثقف) والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة القصيم، برنامجاً موسيقياً يستهدف أطفال مدينة بريدة المحافظة لتعلم العزف على البيانو بدءاً من أكتوبر المقبل.

ويشمل البرنامج الذي يبدأ التسجيل فيه بالتعرف على آلة البيانو، وعلى السلم الموسيقي، والتدرب على مفهوم أسماء مفاتيح البيانو، وحفظ الحروف الموسيقية، وعزف الحروف الموسيقية على البيانو ومعرفة أماكنها، وعزف مقطوعة موسيقية.

وسيستهدف البرنامج الموسيقي أطفالاً من الجنسين، فيما لا يمكن معرفة حجم إقبال الأسر عليه، وتسجيل أطفالهم فيه، لكن عدة برامج وفعاليات فنية وموسيقية شهدتها العديد من مدن البلاد في الأعوام القليلة الماضية، كشفت عن إقبال كبير من السعوديين عليها.

ويعد هذا أول برنامج موسيقي على آلة غربية تشرف عليه جمعية الثقافة والفنون بالقصيم، لكن سبق لها أن نظمت دورتين لتعليم العزف على آلة العود، ودورة في مجال الإيقاع الموسيقي.

ويشتهر عن مدينة بريدة أنها من أكثر المدن السعودية محافظة، وخرجت العديد من الدعاة الذي يتجهون لتحريم الموسيقى والمعازف، إلا أن الأوضاع في المدينة يبدو أنها آخذة في التغيير.

وشهدت المملكة، منذ عام 2015 تقريباً، تحولاً مفاجئاً وسريعاً؛ بعد تبني ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لرؤية 2030 الاقتصادية، التي حملت عديداً من التغيرات الجذرية في تعامل السلطات مع المجتمع والاقتصاد والدين.

وفي أغسطس عام 2019، أسقطت ولاية الرجل عن المرأة السعودية بتعديل نظامَي السفر والأحوال المدنية، ونظام العمل والتأمينات الاجتماعية، مثل السفر لمن تجاوزن 21 عاماً بعد استخراج جواز السفر دون إذن كما كان سابقاً، بالإضافة إلى الإبلاغ عن حالة الزواج أو الطلاق أو المخالعة، والتي كانت مقتصرة على الرجل، وقرارات أخرى.

كما سُمح للمرأة بقيادة السيارة بعد سنوات طويلة من الجدل، ودخولها لملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عروض للأزياء، والسماح بإلغاء الأقسام العائلية بالمطاعم والمقاهي.