أثارت تحركات مكثفة لقوات عسكرية سعودية كبيرة رافقتها العديد من الآليات إلى عدن، الكثير من التساؤلات حول أهداف تلك التحركات.
بالتزامن مع ذلك، شهدت العاصمة المصرية القاهرة والعاصمة الأردنية عمان خلال الأيام الماضية تحركات سياسية لقيادات من “الشرعية” و”التحالف” وقيادات “جنوبية” قديمة.
ويرى مراقبون أن “التحالف” و”الشرعية” يريدون تسوية في اليمن بدعم أممي في ظل اليمن الاتحادي ما قد ينذر بانفجار جنوبي حال تم تجاهل قضيته وعدم الإشارة إليها ولو ضمنيا، الأمر الذي يجعل عدم نجاح أي تسوية أمرا بديهيا.
وقال المحلل السياسي اليمني “عبدالستار الشميري” إن هناك “احتقانا شديدا يسود المناطق الجنوبية في الوقت الراهن ولا سيما في شبوة، وأعتقد أنها ستشهد بعض المواجهات من القوات التابعة للشرعية والموالية لحزب الإصلاح اليمني وقوات المقاومة الجنوبية”.
وأضاف أن “القوات السعودية تحكم السيطرة العسكرية والأمنية على عدن، وإن حدثت اشتباكات فسوف تكون بسيطة ولن تصل إلى اشتباك جامح”.
وتابع “الشميري”: “هناك اتفاقات كبيرة وتوافقات بين المجلس الانتقالي والسعودية، وهناك خطوط حمراء لن يتم التعدي عليها مهما كان، لكن التصعيد القادم ربما تشهده جبهة الحديدة والتي بدأت تتوالى عليها الحشود من الحوثيين والشرعية والتحالف، وهناك أيضا مناوشات على جبهة الضالع، أما في جبهة مأرب ونهم فهى تشهد تراجعا لقوات الشرعية وتقدم طفيف لقوات الحوثيين”.
وأوضح المحلل السياسي أن “الاجتماعات التي عقدت بالأردن ومصر للقوى السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة تهدف إلى إيجاد مسار سياسي لحل الأزمة في اليمن ولن يكتب لها النجاح في المشهد القريب لتعدد وتعقد المشهد العسكري وعدم إيمان الحوثيين بحل عسكري قريب حتى يحققوا تقدما على الأرض”.
وقال رئيس تجمع تاج الجنوب العربي باليمن “مصطفى زيد” إن “توافد القوات السعودية إلى العاصمة عدن لتثبيت الاتفاقات السابقة بشأن اليمن الاتحادي وقطع الطريق على الجنوبيين المطالبين بدولتهم المستقلة، ويتم هذا عن طريق اللقاءات في القاهرة عبر القيادات الجنوبية المتواجدة هناك، وفي الأردن تتواجد بعض قيادات الحراك الجنوبي، هذا بالإضافة للقيادات الشمالية التابعة للشرعية، والجميع يسعى لبقاء الوحدة المزعومة”.
وأضاف “زيد”: “هناك حالة من الاستياء الشديد تسود أهالي عدن في تلك المرحلة، فلا خدمات ولا علاج أو تعليم ورواتب الموظفين لا تأتي إلا كل 3 أو 4 أشهر”.
وتابع: “الوضع المتأزم الآن بين قوات المقاومة الجنوبية من ناحية وبين قوات التحالف والشرعية على الجانب الآخر، وكل هؤلاء لا يريدون الاستقرار والأمن والأمان لعدن، رغم أنها تمثل الواجهة للجزيرة العربية بأكملها”.
واعتبر رئيس تاج الجنوب العربي، أن الحل في اليمن “مرهون ليس بالاتفاقيات الإقليمية والداخلية فحسب، بل باتفاق الدول العظمى في العالم على نصيب كل منهم في ثروات اليمن، في تلك الحالة ستنتهي الحرب وبشكل خاص في عدن، لأن كل فصيل في الداخل مرتبط بدولة في الخارج”.
تسوية مع الحوثيين
ومن جانبه، قال القيادي بالحراك الجنوبي “عبدالعزيز قاسم”، إن “القوات السعودية المرسلة لليمن في الوقت الذي تلتقي فيه قيادات يمنية تابعة للشرعية والإصلاح وشخصيات جنوبية في مصر والأردن تهدف إلى إيجاد نوع من التقارب بين تلك القيادات والسعودية”.
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن “الهدف السعودي من إرسال المزيد من القوات والآليات إلى عدن قبل أي تسوية قادمة تتجاهل الجنوبيين ومطالبهم، وبالتالي ستكون هناك ردود أفعال وهو ما تتحسب له الرياض قبل البدء في التسوية الشاملة دون الإشارة إلى حقوق الجنوبيين وضمان حلا جذريا لقضيتهم ولو بالإشارة”.
وأكد “قاسم” أن “أي اتفاقات وتسويات تتم بعيدا عن طرح قضية الجنوب بجوهرها وحقيقتها وحلها جذريا بما يلبي تطلعات الشارع الجنوبي تظل حلولا ترقيعية، ولن يعم ويحل السلام في اليمن جنوبه وشماله وستبقى بؤر الصراع ملتهبة ويتجاوز تأثيرها وتداعياتها المنطقة برمتها”.
وأوضح القيادي الجنوبي: “الحراك الذي تقوم به القيادات الجنوبية القديمة في بعض العواصم العربية في هذا الوقت يدل على أن تسوية قادمة مع الحوثي”.
وتقود السعودية، منذ مارس/آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ جماعة “أنصار الله” هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.