كشفت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، الأربعاء، أن السعودية استخدمت برنامج تجسس إسرائيليا في تتبع الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول في أواخر 2018.
وقالت إن شركة “إن إس أو” الإسرائيلية المعروفة لجميع أجهزة المخابرات في العالم تنتج برنامج التجسس “بيجاسوس” الذي يتيح الوصول إلى البيانات على أي هاتف ذكي والتحكم في الكاميرا والميكروفون، والذي استخدم في تتبع “خاشقجي”.
وأضافت الصحيفة أن محكمة في تل أبيب رفضت إلغاء تصاريح التصدير التي أعطتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لتلك الشركة المتهمة بمساعدة الدول على اختراق الهواتف المحمولة للمعارضين والصحفيين والدبلوماسيين، مما حقق لها انتصارا في معركتها القانونية ضد منظمة العفو الدولية.
ويتهم ناشطو حقوق الإنسان في عشرات البلدان هذه الشركة -التي أسسها 3 إسرائيليين قبل 10 سنوات- بمساعدة الأجهزة الأمنية على التسلل والسيطرة على بيانات الهاتف المحمول.
وفي نهاية العام الماضي رفعت “واتس آب” أيضا دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد “إن إس أو”، متهمة إياها باستهداف الهواتف الذكية لـ1400 شخص حول العالم، بما في ذلك دبلوماسيون وصحفيون ومعارضون.
ووفقا لمختبر “سيتيزن لاب” الكندي بجامعة تورنتو، فإن برنامج التجسس “بيجاسوس” يستخدم من قبل وكالات حكومية مختلفة في 45 دولة يقال إن 6 منها تستهدف المدنيين الذين هم في صراع مع السلطات، بحسب فضائية “الجزيرة”.
ورغم كل هذه القضايا؛ فإن محكمة تل أبيب وجدت أن إجراءات فحص طلبات تصاريح التصدير تطبق “بدقة” من قبل وزارة الدفاع التي تستطيع إذا لزم الأمر “إلغاء هذه التصاريح أو تعليقها إذا ظهر لها أنها تنتهك حقوق الإنسان”.
من جانبها، نددت منظمة العفو الدولية بشدة بهذا الحكم، وأوضحت أنها قدمت “سلسلة من الأدلة” على عكس ذلك.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قتل “خاشقجي” داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولا في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.
وعقب 18 يوما من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل “خاشقجي” إثر “شجار مع سعوديين”، وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
وخلال الأعوام الأخيرة، شنت السلطات السعودية العديد من حملات الاعتقال، طالت ناشطين ومعارضين ودعاة، وكل من له رأي أو كلمة حرة أو مخالفة للنظام الحاكم، ولم تكتف بهذا الحد، بل مارست الأجهزة الشرطية العديد من الانتهاكات بحق هؤلاء المعتقلين.
كما تعرض عدد من الناشطات السعوديات للاعتقال ثم التعذيب داخل المعتقلات عبر التحرش الجنسي باللمس في أماكن حساسة، وبالتعرية، وبالتصوير وهن عرايا، وتعرضت واحدة منهن على الأقل للتعذيب النفسي، إذ قيل لها كذبا إن أحد أفراد عائلتها قد توفي.