ليس عاما بعد عام، بل يوما بعد يوم، يزداد ملف حقوق الإنسان في السعودية تدهورا وسوءا، وفقا لناشطين حقوقيين شاركوا أمس في فعاليات الإشهار عن التقرير السنوي لمنظمة القسط لحقوق الإنسان.
وتحدث ناشطون وناشطات من منظمات حقوقية دولية في المؤتمر الذي عقدته “القسط” لإشهار تقريرها الجديد حول حقوق الإنسان بالسعودية خلال عام، والذي جاء تحت عنوان “حالة حقوق الإنسان السيئة والتدهور الأخير”، معتبرين أن العام الجاري شهد اعتقالات غير مسبوقة، وأن الناشطات اللواتي كن تحت تهديد السلطة أصبحن كلهن هذا العام تحت الاعتقال.
وشارك في المؤتمر -الذي يتزامن عقده سنويا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان- نشطاء من منظمة العفو الدولية، والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومراسلون بلا حدود.
وذكرت الفدرالية أنها عملت مع منظمة القسط على مدار عام، ورصدت تدهور حالة حقوق الإنسان، ووجود فشل ممنهج في النظام القضائي في السعودية، وأشارت إلى أن الرياض لا تسمح بإنشاء منظمات للحقوق والحريات على أراضيها، رغم أنها عضو في مجلس حقوق الإنسان.
مستشار التعذيب
وشرحت الناشطة الحقوقية الدكتورة هالة الدوسري بالتفصيل أعمال التعذيب المروعة ضد النساء في السجون، كما تحدثت عن التعذيب الذي تتعرض له النساء في المعتقلات وأماكن التوقيف؛ من اعتداءات جنسية وتهديدات لفظية وضرب، وهي ممارسات تتم -بحسب الناشطة- بعلم وحضور المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، الذي كان شخصيا مشرفا على التعذيب والتنكيل بالمعتقلات.
صورة سوداوية
وعابت الناشطة في حملة “أوقفوا صفقات التسلح” آنا فيلثام على حكومة بلادها الاستمرار في تزويد السعودية بالسلاح، والصمت عن الانتهاكات التي ترتكبها في اليمن. بينما دعا الناشط الحقوقي على الدبيسي إلى ضرورة العمل مع البرلمانات وليس الحكومات فقط لتوضيح حقيقة الوضع في السعودية، مشيرا إلى أهمية إسهام الحقوقيين والنشطاء في نشر الوعي.
من جهته، عبر مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان الناشط خالد إبراهيم عن إحباطه جراء الصورة الحقوقية للوضع في السعودية، مشيرا إلى أن المرأة السعودية التي قال النظام إنه أعطاها حق القيادة؛ “قام بوضعها في السجن”، خاصة اللواتي ناضلن لأجل هذه الحقوق.
ويحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان كل عام في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948.
وبالتزامن مع هذه الذكرى السنوية، تعقد منظمة القسط سنويا مؤتمرا يقدم جردة حساب حقوقية عن مجمل الانتهاكات في المملكة العربية السعودية خلال عام، والتي تقول المنظمة إنها في تصاعد منذ تبوأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منصبه، والتي كان آخرها القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.