بعد أشهر من الاحتجاب عن الساحة والتواري عن الأنظار والغياب عن القمم المهمة أبرزها “القمة الخليجية”؛ ظهر الملك سلمان بن عبدالعزيز، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى شخصياً، أواخر العام الماضي 2021، في أعقاب الترويج لرواية مفادها أن نجله ولي العهد محمد بن سلمان، يغيبه عمداً في قصره بمدينة نيوم الصحراوية بشمال غرب المملكة.

وقد شككت صحيفة بيزينيس إنسايدر حينها في صحة الملك وروجت لتكهنات بأنه قد يموت قريبا، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 85 عاماً وتطارده شائعات عن اعتلال صحته، وأنه مصاب بأعراض ما قبل الخرف -وفق ما نقلته عن عدد من الخبراء-، بينما تعد الحالة الحقيقية لصحته سرا يخضع لحراسة مشددة.

فيما روجت حسابات بارزة على تويتر عُرفت بصدق معلوماتها في بعض الأحيان، إلى أن بن سلمان لا يسمح لوالده الملك بالخروج من نيوم والعودة إلى الرياض، منذ بداية جائحة كورونا، وأنه مُحتجز هُناك ويُمنع دخول أحد عليه سوى عدة أشخاص بعلم بن سلمان، بحجة الخوف على صحته.

وفي أعقاب القمة الـ42 لمجلس التعاون الخليجي في الرياض 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، التي غاب عنها الملك، قالت صحيفة الجارديان، إن فشل الملك في أداء دوره أصبح مؤشرا على شيء أكبر من مجرد نقل بعض المسؤوليات إلى ولي للعهد، لافتة إلى أن اختفاءه تطوراً ملموساً إلى حد يدفع المراقبين إلى الحديث عن أن انتقال السلطة داخل الأسرة الحاكمة من والد إلى نجله قد تم في الظاهر والمضمون.

وذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الملك سلمان غاب أيضا عن استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة في 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، على الرغم مما حظيت به الزيارة من أهمية قصوى بالنسبة للسعودية لكونها أول زيارة لزعيم دولة غربية إلى المملكة منذ أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أكتوبر/تشرين الأول 2018.

تكريس روايات تغيب الملك سلمان، سبقها الترويج لوجود خلافات بينه وبين نجله، وأنه سحب منه عدد من الملفات الهامة، وجرده من بعض سلطاته المالية والاقتصادية وأن هذا الأمر جاء امتداداً لغضبه من قضية خاشقجي، ولما أشيع بعدها عن تعيينات أجراها ولي عهده دون عمله فيما كان الملك يحضر مؤتمر شرم الشيخ بمصر فبراير/شباط 2019.

 

تكريس الروايات

بدوره، قال العضو المؤسس لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض والأمين العام السابق يحيى عسيري، إن البعض يكرس رواية أن ولي العهد، هو المسؤول عن كل الأحداث التي تمر بها المملكة، وأنه يقف وراء تغيب والده، عمدا وإبعاده عن السياسات الداخلية والخارجية، وذلك لمحاولة فتح مجال لتصحيح بعض الأخطاء.

وأوضح في حديثه، أن تلك الرواية تعطي فرصة للأسرة الحاكمة وللملك سلمان بأن يقيل نجله بن سلمان ويغير سياساته ويتحمل تبعات الأخطاء الماضية والأمور المتوترة داخلياً وخارجياً، وذلك بأن يلقي أفراد الأسرة الحاكمة اللوم على ولي العهد وبالتالي يكون أمام الملك مجالاً لحل الأزمات التي تورطت فيها المملكة.

وأشار عسيري، إلى تضرر دول الجوار من السياسات الجديدة للمملكة، لافتا إلى أن كثيرٍ ممن يرددون هذه الرواية بعيدين عن المشهد السعودي، ومنهم صحفيين أجانب التقوا بولي العهد ورأوا منه اندفاعاً كبيراً وتصوروا أنه بالفعل صانع قرارات، وذلك لصعوبة فهم المشهد عليهم لأنهم بعيدين عن المنطقة.

الأمين العام السابق لحزب التجمع، دون على حسابه بتويتر سلسلة تغريدات، خلص فيها إلى أن الملك سلمان هو من يحكم المملكة وليس ولي العهد، وأنه بعدما مكّن ابنه المطيع له، فمن المتوقع أن يُمكنه تمامًا ويتنازل له ويعلنه ملكًا ليضمن حماية عرش ابنه، لأنه لو تأخر في ذلك حتى موته؛ فمن المرجح أن تكون هناك مقاومة عنيفة من آل سعود وغيرهم.

وأوضح أن كل المشاريع القبيحة التي تشهدها البلاد من تطبيع مع الكيان الصهيوني وإقصاء للخصوم بالأسرة المالكة، واعتقال الأمراء وتعذيبهم، كلها من أحقاد الملك، وأن نجله مجرد أداة للتنفيذ، لافتا إلى أن سلمان حقق أحلامه بالانتقام من أسرته والشعب، ونفذ مشروع التطبيع “المُنفذ وغير المُعلن”، وطبّع القبائح كالعنصرية، والسجون، والتعذيب، والتحرش.

وأشار عسيري، إلى أن التطبيع كان مشروع سلمان منذ أوج الشرق الأوسط، ثم مبادرة “فريدمان” التي “وجدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الدُرج”، مؤكدا أن العنصرية في البلد والتمييز الناتج عن عقدة النقص، والحقد على الشعب المتجلي في الإزالات والاعتقالات والتعذيب والإفقار، والحقد على أسرته، كلها تنم عن شخصية سلمان وسلوكه القديم.

وأكد أن بن سلمان القادم من العدم، غير قادرٌ على تنفيذ ذلك وتنفيذ الانقلابات لولا غطاء كامل من الراسخ في بنية الدولة (المتمثلة في الملك سلمان) منذ عهد أخيه فيصل، المنفذ لعقده الكثيرة منذ ذلك الزمن، العارف بالأسرار منذ أن كان “أمير الأسرة” والحاكم بين صغارها وصاحب السجون في قصره المليئة الآن.

 

حقيقة الخلافات

وكان المعارض والناشط السعودي حمزة الحسن، قد رد في تصريحات صحفية سابقة على مزاعم وجود خلافات بين الملك سلمان ونجله، قائلا إنها ليس لها أصل وبنيت على معلومات ليست صحيحة وأن الحقيقة التي لا تُنازع أو تناقش فيها وجود تنسيق شديد بين الأب والابن وعدم ثبوت أدلة أو معطيات تتحدث عن أي خلاف بينهما.

واستنكر استدلال البعض على كلامها بوجود خلافات في قضايا معينة بين الملك ونجله، ومنها تأكيد الملك على قضية القدس ودعم الرياض للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي تتواتر فيه الأنباء عن تقارب سعودي صهيوني خفي، ألمحت إليه صحف صهيونية مختلفة.

وأوضح الحسن، أن هذه الاستراتيجية اتبعها الملك أكثر من مرة، “فبعض القرارات التي قد يظهر للعامة أن ولي العهد اتخذها عاد الملك وأوقفها وكأنه غير راض عن الأمر، لكنه في الحقيقة رأى ارتدادات سلبية للقرار فتراجع عنه، وهذا ما حدث في قضية القدس والتطبيع الخفي، فهذان خطان متوازيان يستهدف الأول تنفيذ القرار وتسويقه فيما يستهدف الثاني امتصاص الغضب”.

وأكد أن كل ما جرى في السعودية من انعطافات أساسية كقضية التحول في الاقتصاد من ريعي إلى ضريبي وتغيير نمط الوراثة للحكم ومن تحولات اجتماعية تتعلق بقيادة المرأة للسيارات أو الترفيه وغيرها من القضايا كلها لا يمكن أن تتم بدون هندسة وخبرة الملك سلمان نفسه، مؤكدا أن هناك توافقاً بين الأب وابنه.

وقال الحسن، إن الزعم بأن الوضع الذهني للملك غير سليم، واحدة من أكبر الشائعات الكاذبة ومصدرها الأساس والأول هو معهد واشنطن المقرب من الخارجية الأمريكية ومن بعده وقع الجميع في الفخ، مضيفا أن كل الحقائق من داخل القصر الملكي تشير إلى أن الملك بالفعل ضعيف صحياً ومتعب بسبب كبر السن والتقدم في العمر لكن عقله يعمل بكفاءة تامة ولا يوجد قرار حاسم في قضية مصيرية إلا وكان القرار فيها للملك سلمان نفسه.

بعد أشهر من الاحتجاب عن الساحة والتواري عن الأنظار والغياب عن القمم المهمة أبرزها “القمة الخليجية”؛ ظهر الملك سلمان بن عبدالعزيز، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى شخصياً، أواخر العام الماضي 2021، في أعقاب الترويج لرواية مفادها أن نجله ولي العهد محمد بن سلمان، يغيبه عمداً في قصره بمدينة نيوم الصحراوية بشمال غرب المملكة.

وقد شككت صحيفة بيزينيس إنسايدر حينها في صحة الملك وروجت لتكهنات بأنه قد يموت قريبا، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 85 عاماً وتطارده شائعات عن اعتلال صحته، وأنه مصاب بأعراض ما قبل الخرف -وفق ما نقلته عن عدد من الخبراء-، بينما تعد الحالة الحقيقية لصحته سرا يخضع لحراسة مشددة.

فيما روجت حسابات بارزة على تويتر عُرفت بصدق معلوماتها في بعض الأحيان، إلى أن بن سلمان لا يسمح لوالده الملك بالخروج من نيوم والعودة إلى الرياض، منذ بداية جائحة كورونا، وأنه مُحتجز هُناك ويُمنع دخول أحد عليه سوى عدة أشخاص بعلم بن سلمان، بحجة الخوف على صحته.

وفي أعقاب القمة الـ42 لمجلس التعاون الخليجي في الرياض 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، التي غاب عنها الملك، قالت صحيفة الجارديان، إن فشل الملك في أداء دوره أصبح مؤشرا على شيء أكبر من مجرد نقل بعض المسؤوليات إلى ولي للعهد، لافتة إلى أن اختفاءه تطوراً ملموساً إلى حد يدفع المراقبين إلى الحديث عن أن انتقال السلطة داخل الأسرة الحاكمة من والد إلى نجله قد تم في الظاهر والمضمون.

وذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الملك سلمان غاب أيضا عن استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة في 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، على الرغم مما حظيت به الزيارة من أهمية قصوى بالنسبة للسعودية لكونها أول زيارة لزعيم دولة غربية إلى المملكة منذ أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أكتوبر/تشرين الأول 2018.

تكريس روايات تغيب الملك سلمان، سبقها الترويج لوجود خلافات بينه وبين نجله، وأنه سحب منه عدد من الملفات الهامة، وجرده من بعض سلطاته المالية والاقتصادية وأن هذا الأمر جاء امتداداً لغضبه من قضية خاشقجي، ولما أشيع بعدها عن تعيينات أجراها ولي عهده دون عمله فيما كان الملك يحضر مؤتمر شرم الشيخ بمصر فبراير/شباط 2019.

 

تكريس الروايات

بدوره، قال العضو المؤسس لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض والأمين العام السابق يحيى عسيري، إن البعض يكرس رواية أن ولي العهد، هو المسؤول عن كل الأحداث التي تمر بها المملكة، وأنه يقف وراء تغيب والده، عمدا وإبعاده عن السياسات الداخلية والخارجية، وذلك لمحاولة فتح مجال لتصحيح بعض الأخطاء.

وأوضح في حديثه، أن تلك الرواية تعطي فرصة للأسرة الحاكمة وللملك سلمان بأن يقيل نجله بن سلمان ويغير سياساته ويتحمل تبعات الأخطاء الماضية والأمور المتوترة داخلياً وخارجياً، وذلك بأن يلقي أفراد الأسرة الحاكمة اللوم على ولي العهد وبالتالي يكون أمام الملك مجالاً لحل الأزمات التي تورطت فيها المملكة.

وأشار عسيري، إلى تضرر دول الجوار من السياسات الجديدة للمملكة، لافتا إلى أن كثيرٍ ممن يرددون هذه الرواية بعيدين عن المشهد السعودي، ومنهم صحفيين أجانب التقوا بولي العهد ورأوا منه اندفاعاً كبيراً وتصوروا أنه بالفعل صانع قرارات، وذلك لصعوبة فهم المشهد عليهم لأنهم بعيدين عن المنطقة.

الأمين العام السابق لحزب التجمع، دون على حسابه بتويتر سلسلة تغريدات، خلص فيها إلى أن الملك سلمان هو من يحكم المملكة وليس ولي العهد، وأنه بعدما مكّن ابنه المطيع له، فمن المتوقع أن يُمكنه تمامًا ويتنازل له ويعلنه ملكًا ليضمن حماية عرش ابنه، لأنه لو تأخر في ذلك حتى موته؛ فمن المرجح أن تكون هناك مقاومة عنيفة من آل سعود وغيرهم.

وأوضح أن كل المشاريع القبيحة التي تشهدها البلاد من تطبيع مع الكيان الصهيوني وإقصاء للخصوم بالأسرة المالكة، واعتقال الأمراء وتعذيبهم، كلها من أحقاد الملك، وأن نجله مجرد أداة للتنفيذ، لافتا إلى أن سلمان حقق أحلامه بالانتقام من أسرته والشعب، ونفذ مشروع التطبيع “المُنفذ وغير المُعلن”، وطبّع القبائح كالعنصرية، والسجون، والتعذيب، والتحرش.

وأشار عسيري، إلى أن التطبيع كان مشروع سلمان منذ أوج الشرق الأوسط، ثم مبادرة “فريدمان” التي “وجدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الدُرج”، مؤكدا أن العنصرية في البلد والتمييز الناتج عن عقدة النقص، والحقد على الشعب المتجلي في الإزالات والاعتقالات والتعذيب والإفقار، والحقد على أسرته، كلها تنم عن شخصية سلمان وسلوكه القديم.

وأكد أن بن سلمان القادم من العدم، غير قادرٌ على تنفيذ ذلك وتنفيذ الانقلابات لولا غطاء كامل من الراسخ في بنية الدولة (المتمثلة في الملك سلمان) منذ عهد أخيه فيصل، المنفذ لعقده الكثيرة منذ ذلك الزمن، العارف بالأسرار منذ أن كان “أمير الأسرة” والحاكم بين صغارها وصاحب السجون في قصره المليئة الآن.

 

حقيقة الخلافات

وكان المعارض والناشط السعودي حمزة الحسن، قد رد في تصريحات صحفية سابقة على مزاعم وجود خلافات بين الملك سلمان ونجله، قائلا إنها ليس لها أصل وبنيت على معلومات ليست صحيحة وأن الحقيقة التي لا تُنازع أو تناقش فيها وجود تنسيق شديد بين الأب والابن وعدم ثبوت أدلة أو معطيات تتحدث عن أي خلاف بينهما.

واستنكر استدلال البعض على كلامها بوجود خلافات في قضايا معينة بين الملك ونجله، ومنها تأكيد الملك على قضية القدس ودعم الرياض للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي تتواتر فيه الأنباء عن تقارب سعودي صهيوني خفي، ألمحت إليه صحف صهيونية مختلفة.

وأوضح الحسن، أن هذه الاستراتيجية اتبعها الملك أكثر من مرة، “فبعض القرارات التي قد يظهر للعامة أن ولي العهد اتخذها عاد الملك وأوقفها وكأنه غير راض عن الأمر، لكنه في الحقيقة رأى ارتدادات سلبية للقرار فتراجع عنه، وهذا ما حدث في قضية القدس والتطبيع الخفي، فهذان خطان متوازيان يستهدف الأول تنفيذ القرار وتسويقه فيما يستهدف الثاني امتصاص الغضب”.

وأكد أن كل ما جرى في السعودية من انعطافات أساسية كقضية التحول في الاقتصاد من ريعي إلى ضريبي وتغيير نمط الوراثة للحكم ومن تحولات اجتماعية تتعلق بقيادة المرأة للسيارات أو الترفيه وغيرها من القضايا كلها لا يمكن أن تتم بدون هندسة وخبرة الملك سلمان نفسه، مؤكدا أن هناك توافقاً بين الأب وابنه.

وقال الحسن، إن الزعم بأن الوضع الذهني للملك غير سليم، واحدة من أكبر الشائعات الكاذبة ومصدرها الأساس والأول هو معهد واشنطن المقرب من الخارجية الأمريكية ومن بعده وقع الجميع في الفخ، مضيفا أن كل الحقائق من داخل القصر الملكي تشير إلى أن الملك بالفعل ضعيف صحياً ومتعب بسبب كبر السن والتقدم في العمر لكن عقله يعمل بكفاءة تامة ولا يوجد قرار حاسم في قضية مصيرية إلا وكان القرار فيها للملك سلمان نفسه.