كشف حساب “مجتهد” عبر “تويتر”؛ المشهور بمصداقية تسريباته من داخل أروقة قصور الحكم في السعودية والإمارات، على الخطة التي وضعتها السعودية والإمارات للانقلاب على الديمقراطية في تونس.

وفي سلسلة تغريدات رصدها الموقع، أكد “مجتهد” أن تلك المعلومات تسربت له من عدد من الذين انخرطوا في هذه الخطة ممن كانوا مخدوعين في البداية من أن الهدف هو إنقاذ لتونس من الفوضى، ثم اكتشفوا أن هذه الحملة هي التي ستدخل تونس في فوضى، وستؤدي إلى قمع أشد عشرات المرات مما كانت عليه أيام “ابن علي”.

وأشار “مجتهد” في تغريداته إلى مشاركة “عبير موسي” رئيسة الحزب الدستوري الحر التونسي، و”محسن مرزوق” رئيس حزب مشروع تونس، و”ألفة يوسف” الأكاديمية المعروفة، ونشطاء آخرون مقرّبون من رئيس الحكومة السابق “يوسف الشاهد”، وشخصيات تونسية أخرى معروفة بقربها من الإمارات في تلك الخطة، إضافة للتنسيق مع أخطر شخصية تونسية، وهو “كامل اللطيف”.

وأوضح أن الكثير من هذه الشخصيات لا تخفى علاقتهم الوثيقة مع السفير السعودي والإماراتي، ولا يخجلون من التردد على مكتبه أو مقابلته علنًا، مع أن التنسيق الحساس ليس من مهمة السفير؛ بل من مهمة شخصيات استخباراتية سعودية وإماراتية تتردد على تونس قبل وبعد أزمة الكورونا تحت مظلة دبلوماسية.

وقال “مجتهد” إن النشاط يدار باستخدام مجموعات الواتس، وكل مجموعة لها ترتيبها مع الجهات السعودية والإماراتية المعنية، ويشارك في إحدى مجموعات الواتس عدد من القيادات الأمنية الموالية لـ”كامل اللطيف”، والذي وعد بدعم غير محدود في ساعة الصفر وجعل كل القوات الأمنية تحت تصرفهم.

وذكر الحساب أن مراحل الخطة هي كالتالي (شيطنة جماعة النهضة، إقناع الشعب بفشل البرلمان، تجنيد الرئيس وإن رفض اتهامه بالعجز والسفه، إدخال البلد في فوضى أمنية، تحرك شارع مصطنع، استجابة الجهاز الأمني لنداء الشارع بحل البرلمان وتعطيل الدستور، تنصيب شخص موال لكامل اللطيف بنظام على غرار نظام السيسي).

ولفت “مجتهد” إلى أنه كان من المفترض أن تكون الخطة قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة في شهر مايو، لولا أن عصفت الكورونا بكل شيء وأجبرتهم على التريث، رغم أنهم قطعوا شوطًا جيدًا، وحققوا نجاحات في المراحل الأولى، وطبقًا للمصادر فإن المراحل الحاسمة من الخطة من المرجح أن تنفذ بعد انحسار الكورونا.

وقال “مجتهد” إن الهزائم الأخيرة للمشروع السعودي الإماراتي في ليبيا أصابتهم بالارتباك، فقرروا التصعيد في الجانب الإعلامي؛ في محاولة لاختصار المراحل، لكن ارتباكهم جعلها تأتي بطريقة مستعجلة مضطربة نوعًا ما كشفت جزءًا كبيرًا من تفكيرهم وخططهم.

وتابع “مجتهد” بقوله “من أجل تنفيذ المراحل الثلاث الأولى؛ شنت الصحف والقنوات المحسوبة على الشخصيات المذكورة، مدعومة بقناة “العربية”، و”سكاي نيوز”، وحسابات في التويتر والفيسبوك، حملة لشيطنة جماعة النهضة عمومًا، و”الغنوشي” خصوصًا، واتهامهم بالاستحواذ على السلطة، وحملة آخرى عن فشل البرلمان، وثالثة عن عجز الرئيس”.

وصاحب تلك الحملة، نشاطٌ داخل البرلمان باستخدام مشاغبات واعتراضات وتداخلات، أدت فعليًا لتعطيل البرلمان، ثم استغلال عناصر يزعم أنها محسوبة على “النهضة” في نسبة فضائح كاذبة لها، وإيعاز للجهاز الأمني والإدعاء العام المحسوب على الدولة العميقة بعدم قبول أي دعوى ضد التشهير.

وأشار إلى أن المرحلة الرابعة، هي إدخال البلد في فوضى تنفذ على مستويين، الأول أقل حرجًا وقد نُفذ فعلاً؛ وهو سلسلة حرائق في مصالح خدماتية حساسة، والثاني على وشك البداية وهو سلسلة تفجيرات واغتيالات سياسية ينفذها مرتزقة الإمارات، ويتعاون الجهاز الأمني والنيابي في التكتم على الفاعلين أو إلصاقها بالنهضة، وقد بدأ الجهاز الإعلامي التابع لهم التهيئة لهذه الحملة بالحديث عن حتمية الفوضى وحمام دم بسبب سياسات النهضة وفشل البرلمان وعجز الرئيس. وكدليل على ثقتهم بأنفسهم لا يتورعون عن استخدام تعبيرات أشبه بالتهديد من التحذير وكأنهم يقولون إما يلغى البرلمان أو نقلبها دم كما قلبها السيسي.

المرحلة الخامسة، وهي تحرك الشارع والتي أجلت إلى ما بعد الكورونا، ويفترض أن تأتي بعد الفوضى الأمنية وما يصاحبها من حملة إعلامية تقنع الشعب بعجز النظام السياسي. ونظرًا لعدم ثقتهم بمشاركة الشعب الذي يتوجس منهم، فسوف يساهم اتحاد الشغل بما يستطيعه لمليء شارع أو شارعين، ثم يضخم الإعلام الحدث.

أما المرحلة السادسة، ذكر “مجتهد” أنها تتمثل في استجابة الجهاز الأمني الضخم؛ والذي ينسق حاليًا معهم بانتظام، في تنفيذ انقلابًا على غرار انقلاب السيسي، وينصب أحد الموالين لكامل اللطيف، ويعلن حل البرلمان وتعطيل الدستور وإعلان الطواريء، و سلسلة اعتقالات وإجراءات طارئة بتأييد واعتراف سعودي إماراتي، وربما أوربي ودولي.

وحول المشكلة التي تواجهها هذه المجموعة، هي تخوفهم من أمرين، أولاً أن يتحرك الشعب ضدهم في ساعة الصفر، فتنقلب الخطة عليهم، وثانيًا أن لا يقبل الجيش بالحياد ويتدخل لحماية البرلمان والنظام السياسي ويبطل العملية بكفاءة، وبعضهم مستعد للمجازفة والآخرون مترددون جدًا.

واختتم “مجتهد” تغريداته بقوله، من الناحية الأخرى يظهر التردد كذلك في مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزراء والبرلمان؛ فقد وصلتهم تقارير كثيرة عن هذا التحركـ ولم يصدر من أي من هذه الجهات أي إجراء، بل هناك تخوف حتى من الرد على الاتهامات الموجهة للحكومة والرئاسة والبرلمان بتصريحات مضادة.