في الوقت الذي يُبدي فيه البيت الأبيض رغبته بإعادة تقويم العلاقات مع الرياض، بدأت شركة “فايف دومينز” الأمريكية بمساعدة من عملاء سابقين في وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكية، في العمل مع السعودية على دمج جميع بيانات المخابرات العسكرية، فيما يعد واحدًا من أكثر العقود استراتيجية للمملكة، وفق ما كشفته مجلة “إنتلجنس أونلاين”.

وأفادت المجلة الفرنسية المعنية بالشؤون الاستخباراتية أن شركة “فايف دومينز” بدأت العمل بنشاط بالتعاون مع شركة “AITC” منذ فوزها بعقد مبيعات استراتيجي لصالح الرياض في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما كشفت المجلة أن شركة “فايف دومينز” ستساعد المخابرات السعودية في تصنيف وتحليل بيانات المخابرات المهمة عسكريًا، والتي تُجمع من مصادر مختلفة، سواء كانت عبر الاستخبارات البشرية أو الاعتراضات أو الصور.

 

فريق استخباراتي رفيع

تم إنشاء المشروع المشترك بين شركتي “فايف دومينز” و”AITC” ومقرها فلوريدا، خصيصًا من أجل هذا العقد مع السعودية، وقد وظفتا فريقًا كبيرًا من خبراء الإنترنت والاستخبارات من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاجون ووكالة الأمن القومي وحرس السواحل الأمريكي.

وفي حين عمل الكثيرون من هؤلاء الموظفين في إدارة البرامج، فإن بعضهم عمل في أفغانستان والعراق، كما عمل البعض في الاستخبارات التقنية في المنطقة مثل “مايكل كيربي”.

وأفادت “إنتلجنس أونلاين” أن “كيربي” عمل في فرع المخابرات في مشاة البحرية قبل أن ينضم إلى صفوف وكالة المخابرات المركزية لمدة 10 سنوات تقريبا.

وبعد مغادرة الوكالة في عام 2014، قضى “كيربي” 5 سنوات في تقديم المشورة لوكالة الأمن الإلكترونية الوطنية التابعة لدولة الإمارات، والتي أصبحت تعرف لاحقًا بوكالة استخبارات الإشارات في عام 2019 مع تفكيك الخدمة في العديد من الفروع بعد انكشاف عمليات “دارك ماتر”.

وفي الوقت الذي عمل فيه “كيربي” مستشارًا لمركز “الشرق الأدنى وجنوب آسيا” التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، أبرمت مجموعة “سايبر بوينت” الأمريكية عقدًا استخباراتيًا مع أبوظبي يشبه ذاك الخاص بشركة “فايف دومينز”.

وكشفت المجلة أيضًا أن العديد من المديرين التنفيذيين الأمريكيين (العسكريين والاستخباريين السابقين) الذين تم تعيينهم بموجب العقد مع الرياض، عملوا من قبل في شركة “أمازون”، التي تدير وحدة خدمات الويب السحابية الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “C2S”.

 

خبراء في المنطقة

وبحسب المجلة الفرنسية، فإن هناك العديد من الخبراء في الشأن السعودي في مجلس إدارة “فايف دومينز”، مثل “باتريك باسكال”، الذي كان الرجل رقم اثنين في مركز القيادة المركزية الأمريكية في الرياض، و”شارلز سانت كلير” الذي خدم كضابط جيش أمريكي في عملية “العزم الصلب” الأمريكية ضد “الدولة الإسلامية” في العراق وعمل لبعض الوقت في “أمازون”.

كما أفادت المجلة أنه قضى عامين في العمل لصالح شركة “فينيل العربية”، التي مثلت شراكة بين شركات “نورثروب جروممان” و”البناؤون العرب للتجارة”، و”شركة صلاح فستق القابضة”، التي كانت تدرب الحرس الوطني السعودي لأكثر من 40 عاما.

وتختم المجلة بأن عقد “فايف دومينز” يأتي في وقت تحاول فيه إدارة “جو بايدن” طمأنة الرأي العام الأمريكي بأن اتفاقات واشنطن مع الرياض سوف تمضي كما كان مخططًا لها.

وأعلن البيت الأبيض أنه يريد تقليل الدعم الاستخباراتي للعمليات العسكرية السعودية في اليمن، لكن الواقع أن عقد “فايف دومينز”، يفترض أن يجعل هذا الدعم أكثر كفاءة بمرور الوقت.