جاء إعلان المملكة العربية السعودية، الأربعاء، عن البدء بصناعة الطائرة المسيرة هابوب (HABOOB)، التي تصنعها بنقل تكنولوجيا الطائرة “فيستل كارايل” (Vestel karayel) المملوكة لشركة “فيستل” التركية، تدشين لمرحلة إذابة الجليد بين كلاً من السعودية وتركيا.
ونشرت شركه إنترا (Intra) السعودية للصناعات الدفاعية صورة للطائرة مزودة بصواريخ (MAM-L) صناعة شركة روكيستان (Rokestan) التركية.
أوردت الشركة بموقعها الإلكتروني أن خطتها تشمل صناعة 6 طائرات هابوب في عام 2021 ومجموع 40 طائرة في 5 سنوات.
جاءت الخطوة السعودية تزامنا مع مؤشرات متوالية لتطور إيجابي بعلاقات المملكة مع تركيا، خاصة بعد إعلان المصالحة الخليجية في قمة العلا الأسبوع الماضي وترحيب أنقرة بها.
وبدأ تحسن العلاقات منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما قدم العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” التعزية في ضحايا زلزال ولاية إزمير التركية، إضافة للإعلان عن مساعدات للمنكوبين في الزلزال، بتوجيهات منه.
وتبع ذلك اتصال بين الملك السعودي والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قبل يوم من قمة العشرين التي استضافتها السعودية، في تطورٍ جاءت أهميته من كونه الوحيد الذي يجريه الملك “سلمان” مع رئيس دولة مشاركة في القمة.
والإثنين الماضي، أعلن “مطلق القحطاني”، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، الإثنين، استعداد بلاده للوساطة بين تركيا والسعودية.
ورحبت وزارة الخارجية التركية، في بيان، بجهود المصالحة الخليجية، عقب إعلان وزير الخارجية الكويتي “أحمد المبارك الصباح” فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر.
وشدد البيان على أن “تركيا، الشريك الاستراتيجي لمجلس التعاون الخليجي، تولي أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الخليج، وستواصل دعم كل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه”.
وشهدت “قمة العلا”، التي عقدت في السعودية، الأسبوع الماضي، إسدال الستار على الأزمة الخليجية التي دخلت عامها الرابع إثر خلافات سياسية بين كل من مصر والإمارات والسعودية والبحرين من جهة، وبين قطر من جهة أخرى.
وساطة لبنانية بدلاً من القطرية:
من جانبها، كشفت قناة “الجديد” اللبنانية، أن زيارة رئيس الحكومة المكلف “سعد الحريري” إلى تركيا، جاءت بتكليف عربي لفتح أبواب الوساطة بين أنقرة والرياض.
وأوضحت القناة أن “مهمة الحريري في تركيا بتكليف عربي، وهو توجه إلى هناك بمهمة سرية تتعلق بفتح أبواب الوساطة بين تركيا والسعودية وبموافقة إماراتية”.
ووصل “الحريري” إلى تركيا قبل أيام في زيارة غير معلنة مسبقا، والتقى الجمعة، الرئيس “رجب طيب أردوغان” في إسطنبول، وقالت الدوائر الرسمية إنه بحث خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، فضلا عن التعاون في القضايا الإقليمية، قبل أن تتحدث القناة اللبنانية عن “سبل الوساطة”.
وفي هذا الصدد لا يمكن إغفال تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “أنور قرقاش”، الإثنين، التي قال فيها إن هناك مؤشرات مشجعة على عودة العلاقات لطبيعتها مع تركيا.
وبعد أشهر من التوتر والجمود في العلاقات لعدة أسباب أهمها مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول، شهدت الأسابيع الأخيرة عدة مؤشرات قد تشير إلى نوع من التحسن في علاقات السعودية وتركيا.
فقبل أسابيع، تقدم العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” التعزية في ضحايا زلزال ولاية إزمير التركية، إضافة للإعلان عن مساعدات للمنكوبين في الزلزال، بتوجيهات منه.
وتبع ذلك اتصال بين الملك السعودي والرئيس التركي، قبل يوم من قمة العشرين التي استضافتها السعودية، في تطورٍ جاءت أهميته من كونه الوحيد الذي يجريه الملك “سلمان” مع رئيس دولة مشاركة في القمة.