أكد عضو مجلس الأمناء بمنظمة “سند” الحقوقية، فهد الغويدي، أن استضافة السعودية لخدمات جوجل السحابية وسط انعدام حرية التعبير بالمملكة، له تداعيات خطيرة.

وفي كلمته الافتتاحية في المؤتمر الأول للمنظمة حول خدمات جوجل السحابية والسعودية، قال “الغويدي”: إن الاعتقالات التي تمارسها أجهزة السلطة السعودية استهدفت مختلف طبقات وشرائح المجتمع، وعلى مختلف توجهاتهم الدينية والسياسية، في صورة واضحة على استمرار هذا النهج القمعي للسلطة، لافتًا إلى استمرارية الانتهاكات التي تستهدف المعتقلين سواء داخل السجون أو حتى بعد الإفراج عنهم.

وحذر “الغويدي”، في ظل مستقبل الحالة الحقوقية في المملكة، من القرار الذي أعلنت عنه شركة أرامكو السعودية بوضع السحابة الإلكترونية التابعة لشركة جوجل، في بلاد لا يراعى فيه أدنى حق من حقوق الخصوصية ولا يعترف بقوانين وأعرف دولية.

من جانبه، قال مدير المنظمة، الدكتور سعيد الغامدي، إن النظام السعودي يمارس منذ عام 2015 انتهاكات ممنهجة ومقصودة، مشيرًا إلى العقود الأخيرة التي أبرمت بين السلطة السعودية والشركات الصهيونية للتجسس.

وأضاف الغامدي أن شركة جوجل لم تتخذ أي إجراءات أو خطوات فعلية كما أوعدت المنظمات الحقوقية؛ لحماية الخصوصيات وحقوق الإنسان ووقف الانتهاك الحكومي المؤكد من خلال المشروع الذي ستقيمه في المملكة.

وتابع: أن منظمة سند أعلنت مع 38 منظمة حقوقية وهيئات دولية معنية، مطالبتها شركة جوجل العالمية بإيقاف إنشاء خدمة السحابة الإلكترونية في السعودية، وأكدت منظمة العفو الدولية على أن هذه الدعوة سارية المفعول حتى تتمكن جوجل من إظهار كيفية تخفيف مشاريعها من تأثير المخاطر السلبية التي يمكن أن تشكلها الحكومة السعودية على حقوق الإنسان.

بينما علق عبد الله الغامدي، عضو مجلس أمناء المنظمة، قائلاً إن سلطة محمد بن سلمان لاتزال مستمرة في انتهاكاتها لالتزاماتها الدولية في حقوق الإنسان، لاسيما بعد تنفيذ جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وتعذيب المعتقلين، وكذلك مقتل الإصلاحي عبدالله الحامد داخل السجن، ومقتل الصحفي عبدالله الشيحي، وكذلك الاعتقالات المستمرة ضد كل من يطالب بالحقوق والحريات، مشيرا إلى تنفيذ السلطة السعودية حكم الإعدام بحق المعتقل القاصر مصطفى آل درويش.

كما تحدثت في المؤتمر الصحفي الدكتورة سو كونلن -عضو فخري في مجلس أمناء منظمة سند- ، وكذلك المدير التنفيذي للمنظمة الأستاذ بلال، وأشارا في حديثهما إلى الانتهاكات والتقييدات المستمرة التي تمارسها السلطة السعودية ضد مواطنيها أو معارضيها.

وشهد المؤتمر الصحفي في ختامه مداخلات وتساؤلات طرحها الحضور من الناشطين والإعلاميين، وأجاب عليها الأستاذ فهد الغويدي، قائلا: “إن الخوف من البطش الحكومي في البلاد حال دون الحصول على التفاصيل الكاملة اللازمة لجميع المعتقلين، لاسيما وأن السياسة القمعية زرعت الخوف في حياة ذوي الضحايا، بما يتعلق بالبوح عن المعلومات والانتهاكات وما يتعرض له أبناءهم من سوء المعاملة والانتهاكات”.