تناول الكاتب بول بيلار العلاقات الأميركية السعودية، وقال إنها تجمع بين أهم ديمقراطية في العالم وحكم استبدادي تديره أسرة تعود بأعرافها للعصور الوسطى، مشيرا إلى العوامل المشتركة في هذه العلاقات ودور إسرائيل.
ويضيف الكاتب في مقاله الذي نشرته له مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية أن القيم المشتركة في هذه العلاقات كانت دائما غائبة، وأن وجهات النظر والأهداف المشتركة كانت ضعيفة.
ويشير إلى أن النفط كان جوهر نشأة هذه العلاقات التي بدأت على سفينة حربية أميركية كانت ترسو في البحيرات المرة على طول قناة السويس، وذلك عندما التقى الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت -الذي قدم من مؤتمر يالطا في فبراير/شباط 1945- مع ملك السعودية عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة.
ويضيف أنه مع استمرار الحرب العالمية الثانية فقد كان المخططون العسكريون الأميركيون يفكرون في الوصول إلى شبه الجزيرة العربية لنقل الموارد من مسرح المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي بعد هزيمة ألمانيا النازية.
نفور مشترك
ويشير إلى أنه في وقت لاحق خلال الحرب الباردة كان التقليل من التقدم السوفياتي في الشرق الأوسط عنصرا رئيسيا في التفكير الأميركي بشأن العلاقة مع السعودية.
ويقول إنه على الرغم من قلة التشارك بين السعوديين والغرب فقد كان النفور المشترك من الشيوعية الملحدة يشكل جزءا أكبر من مشاعر الطرفين.
ويضيف أن العلاقات بين الطرفين تعززت على مر العقود، وذلك في ظل معارضتها المشتركة لعدويهما المتمثلين في الشيوعية السوفياتية وإيران، وذلك على الرغم من عدم وجود معاهدة أمن متبادل بين واشنطن والرياض.
وعودة إلى الحاضر، يقول الكاتب إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضع معارضتها لإيران على رأس أي قائمة لأسبابها المنطقية للتعامل مع السعودية كحليف، وذلك في ظل كون الأخيرة تعتبر المنافس الرئيسي لطهران بالمنطقة.
دور إسرائيل
ويتحدث الكاتب عن دور وأثر إسرائيل في السياسات الخارجية الأميركية إزاء الشرق الأوسط، وعن حل الدولتين وصفقة القرن وعن تغير موقف إسرائيل تجاه السعودية عبر السنين.
ويوضح أن إسرائيل كانت سابقا تعتبر السعودية من بين أعدائها الرئيسيين في العالم العربي.
غير أن من أبرز التغييرات في هذا السياق ما نتج عن غزو العراق وإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو المتمثل في أن إيران أصبحت تشكل البعبع المخيف بالنسبة لإسرائيل.
ويضيف أن التغيير الثاني يتمثل في ازدياد التعاون الأمني غير الرسمي بين إسرائيل والسعودية، خاصة بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في البلاد.
تعاون وتغيرات
ويشير إلى أن هذا التعاون الإسرائيلي السعودي يعتبر أمرا مهما بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين.
ويوضح أن هذ التعاون يعتبر ضروريا بالنسبة إلى إسرائيل في ظل العداء المشترك بالنسبة لإيران، كما أنه يجعل إسرائيل تتمتع بعلاقات مع دول إقليمية فيصبح حل القضية الفلسطينية ليس ضروريا.
أما التغيير الثالث فيقول الكاتب إنه يتمثل في محاولة البيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب إجبار الفلسطينيين على قبول تسوية نهائية يكون من شأنها جعل إسرائيل مسيطرة سيطرة فعلية على الأرض الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، الأمر الذي يروق لنتنياهو.
ويشير الكاتب إلى العلاقة بين بن سلمان وجاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب وصهره، ويقول إن لها أهمية خاصة.
وأضاف الكاتب أن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول أدت إلى تعقيد خطط ونوايا الطرفين الأميركي والسعودي بشكل كبير.
ويختم بأن جريمة قتل خاشقجي شكلت صدمة كبيرة وسلطت الضوء على تجاوزات النظام السعودي المختلفة على المستويين الداخلي والخارجي.