تناولت ورقة بحثية إسرائيلية الخميس، العوامل التي دفعت إلى تعزيز العلاقات بين السعودية وإسرائيل، في ظل عدم الاستقرار الشديد وزيادة حدة التوتر في الخليج العربي، وتحديدا بين الرياض وطهران.

وذكرت الورقة البحثية الصادرة عن جامعة “بارإيلان” الإسرائيلية، وترجمتها “عربي21″، أنه من العوامل التي ساعدت على تعزيز هذه العلاقة، تغير التوجهات الأمريكية تجاه المنطقة، ما شكل فراغا أمنيا كبيرا أمام تزايد النفوذ الإيراني.

 

الدافع الأول: الاتفاق النووي الإيراني

وأشارت الورقة إلى أن “العلاقة بين إسرائيل والسعودية بدأت في الإحماء لبعض الوقت، قبل أن يشعر الطرفان بالقلق إزاء قرارات الإدارة الأمريكية السابقة تجاه إيران”، مضيفة أن “الرياض وتل أبيب يتفقان على ضرورة الإجراءات الصارمة ضد إيران، إلى جانب معارضتهما للاتفاق النووي الإيراني”.

وأكدت أنه “رغم هذا الاتفاق، إلا أن التدخل الإسرائيلي المباشر في الصراع السعودي الإيراني غير وارد، لأنه سيعرض تل أبيب لأضرار جسيمة”، منوهة إلى أن دول الخليج المتحالفة مع السعودية ترغب في زيادة اهتمام واشنطن بالمنطقة.

واستدركت بقولها: “لكن هذا الأمر أصبح أصعب من الماضي، ليس فقط لأن الأمريكيين تعبوا من المشاركة العسكرية في صراعات بعيدة، بل لأن الرئيس دونالد ترامب أعلنها صراحة أنه لا يرغب في التواجد في المنطقة لأولويات أخرى”.

 

الدافع الثاني: صورة السعودية “المشوهة”

ورأت الورقة البحثية أن صورة قيادة السعودية “المشوهة” بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وكذلك الجرائم المرتكبة في اليمن، دفعت الرياض إلى المبادرة السلمية تجاه إسرائيل، ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز الصورة السعودية لدى واشنطن، مع تقديم فوائد محتملة أخرى.

وفي دافع آخر لتعزيز العلاقات، أوضحت الورقة الإسرائيلية أن الخسائر التي تعرض لها نفط الرياض نتيجة الهجمات الإيرانية على شركة “أرامكو” مؤخرا، عزز خيار توجه المملكة إلى طريق تصدير بديل لنفطها، من خلال المبادرة تجاه إسرائيل.

 

الدافع الثالث: طريق تصدير بديل

وكشفت أن السعودية تتحدث بالفعل مع إسرائيل حول خط أنابيب إلى إيلات، مبينة أن “هذا الطريق يمكن تطويره كوسيلة بديلة لنقل النفط السعودية إلى ميناء حيفا، ومن ثم التصدير إلى أوروبا، لأن هذه الطريقة ستكون أكثر أمانا وسرعة”.

وأردفت: “الطريق الجديد يضمن الصادرات السعودية إلى الغرب، دون تهديدات إيرانية في مضيق هرمز أو مضيق باب المندب بالبحر الأحمر”، مضيفة أنها “كذلك ستوفر رسوم العبور الكبيرة التي ينطوي عليها عبور قناة السويس”.

وتوقعت الورقة البحثية أن “يفتح هذا الطريق عالما جديدا من أسواق التصدير للسعودية”، مشيرة إلى أن الرياض تتطلع في الوقت الحالي إلى استيراد الغاز الطبيعي، لكن في وقت مناسب، ستتحرك لتطوير احتياطاتها من الغاز الطبيعي، والتي تعد خامس أكبر احتياطي في العالم.

وأفادت بأن “إسرائيل تطور احتياطاتها من الغاز الطبيعي، لكنها لا تملك ما يكفي لتبرير بناء خط أنابيب تصدير إلى أوروبا، ومع ذلك، قد يؤدي الارتباط مع السعودية إلى رفع المقاييس لصالح خط أنابيب شرق البحر المتوسط، والذي قد يكون مربحا للغاية لكلا الشريكين”.

 

الدافع الرابع: الهلال الإيراني

وربطت الورقة البحثية مشروع الهلال الإيراني الذي يربط طهران وبغداد وسوريا والجولان المحتل ولبنان، بالدوافع التي تعزز العلاقة السعودية الإسرائيلية، وقالت إن “الهلال الشيعي المكتمل يمثل تحديا خطيرا للمصالح السعودية في المنطقة، ويهدد طرق التجارة الحيوية وأمن المنطقة ككل”.

وتابعت أنه “سيجعل التدخل في المناطق التي تهيمن عليها إيران أكثر تعقيدا، نظرا لاحتمال التصعيد بين السعودية والقوات المدعومة من إيران”، مضيفة أن “الرياض ستبذل ما في وسعها، للتخفيف من هذا التهديد، حتى لو كانت تمد يد الصداقة لإسرائيل”.