قال موقع “بيزنس إنسايدر” إنه في الوقت الذي تحاول فيه إدارة البيت الأبيض إعادة تحديد علاقتها بالمملكة العربية السعودية، فإن الصين تعمل على ملء تلك الفجوة في العلاقات لصالحها.

ويحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حاليًا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في عرض للوحدة مع الصين، حيث عزز البلدان علاقاتهما التجارية والدفاعية في الأشهر الأخيرة.

ومع وصول عددٍ من قادة دول الشرق الأوسط إلى الدورة الرياضية في الصين؛ فإن دولاً أوروبية فضلت مقاطعة الحدث الذي تُشارك فيه دول متورطة في ملف حقوق الإنسان في بلادها مثل الصين ومصر والإمارات والسعودية.

ولم تكن أخبار حضور محمد بن سلمان، التي أوردتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية، مفاجئة؛ ففي الأشهر الأخيرة، تقاربت الصين والمملكة وأقامت جبهات جديدة للتعاون في مجال الدفاع والتجارة.

في غضون ذلك، تواصل الولايات المتحدة، القوة العسكرية الثقيلة في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، إعادة تقييم خياراتها في المنطقة، بعد أن نأت بنفسها عن محمد بن سلمان والحروب التاريخية الباهظة في العراق وأفغانستان.

ولطالما كانت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، حيث شكلت البضائع السعودية 17% من الواردات الصينية في عام 2021.

كما لعبت الصين أيضًا دورًا صغيرًا في الدفاع عن السعودية منذ الثمانينيات، لكن الولايات المتحدة كانت دائمًا الضامن العسكري الرئيسي للسعوديين.

لكن الرياض وبكين تقاربتا في السنوات الأخيرة، حيث حددتا الأمن باعتباره مجالًا رئيسيًا للمصالح المشتركة.

وفي عام 2020، عززت الصين علاقتها السعودية إلى “شراكة استراتيجية شاملة”، وفي 27 يناير، وصلت تلك العلاقة إلى آفاق جديدة عندما أعلن البلدان عن خطط لتعميق تعاونهما الدفاعي إلى مستوى “التعاون العملي”.

من جهته، يقول “روي يلينك”، الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، عن السعوديين: «إنهم بحاجة إلى الصين إلى جانبهم». “العلاقات العسكرية هي أفضل طريقة للقيام بذلك”.

وأضاف: الشراكة الدفاعية الصينية السعودية هي عمل ذكي، لكنها ربما لا تسير بشكل جيد مع الولايات المتحدة.

وفي حين أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر شريك عسكري خارجي للسعودية، إلا أن واشنطن نأت بنفسها سياسيًا عن محمد بن سلمان في عام 2018 بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وقال يلينك “لا يزال الأمريكيون يحاولون فهم ما يفترض أن يفعلونه بالمسؤولين السعوديين”.

وتحظى بكين بدعم الرياض في القضية الرئيسية التي كانت وراء مقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية من بعض الدول، وهي اضطهاد الأويغور، حيث قالت “هيومن رايتس ووتش” إن المملكة تساعد في ترحيل الأويغور إلى الصين، ودافع بن سلمان عن استخدام المعسكرات التي تقيمها الصين.

كما تعهدت الصين بالمساعدة في رؤية 2030، مشروع التنمية العملاق لمحمد بن سلمان لإصلاح السعودية، وطلبت من المملكة المساعدة في مبادرة “الحزام والطريق” في المقابل.

وفي نوفمبر الماضي، تقدم صندوق الثروة السيادي السعودي بطلب للحصول على ترخيص للتداول في البورصة الصينية، وهي خطوة أخرى في تعميق الروابط المالية بين البلدين.

وفي عام 2020، أعلنت المملكة أنه سيتم تدريس اللغة الصينية في بعض المدارس كلغة ثالثة إلى جانب الإنجليزية والعربية.