نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها في واشنطن جوليان بورغر قال فيه إن المحاولات الأمريكية للتوسط في صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل لا تملك الكثير من فرص النجاح، لأن مطالب السعودية “ليست بداية” و”رهان مبتذل”.

 

وتحدثت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمت “عربي21” عن المحادثات التي أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مدينة جدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما نظر إليها على أنها خطة طموحة لتحقيق اختراق دبلوماسي في الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى تسريبات المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان، وبناء على مقابلة مع الرئيس جو بايدن، حيث اعتقد أن وجود سوليفان في جدة يهدف لاستكشاف فرص التوصل لتفاهم أمريكي-سعودي-إسرائيلي-فلسطيني.

 

وذكر التقرير أن الصفقة تعني مقايضة كبيرة تقوم من خلالها الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية للسعودية مقابل التطبيع مع “إسرائيل”، حيث إنه يتم من خلال الاعتراف بالاحتلال وتحقيق نوع من التحسن في المناطق الفلسطينية، وهو ما تصر عليه الولايات المتحدة، مثل وقف الاستيطان والتعهد بعدم ضم الضفة الغربية.

 

ونقلت الصحيفة عن المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في “سي آي إيه” بروس ريدل، قوله إن فكرة التوصل لاتفاق متعدد الوجوه أمر بعيد المنال، لاسيما أن السعوديين لا يريدون إعادة انتخاب بايدن ويفضلون بقوة عودة دونالد ترمب، الذي لم يسألهم يوما عن حقوق الإنسان ودعم حرب اليمن كما أنه لم يتحرك تجاه مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.

وأضاف ريدل: “هناك سؤال كبير حول السبب الذي يدفع السعوديين لتقديم منفعة لجو بايدن. ولا أرى هذا جاريا، وأفترض أن المحيطين ببايدن أذكياء لمعرفة هذا”.

 

وتابعت الصحيفة بأن دفع مجلس الشيوخ للمصادقة على معاهدة أمنية مع السعودية، سيكون صعبا للغاية، إذ لا يريد الجمهوريون مساعدة بايدن على تحقيق تقدم فيما يعارض معظم الديمقراطيين تقديم التزامات للرياض في ظل سجل حقوق الإنسان السيئ، كما أنهم يطمحون بمكاسب كبيرة للفلسطينيين، إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو غير مستعدة لتقديمها.

 

وقال الخبير الفلسطيني في معهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، إن المتطرفين في حكومة نتنياهو “سيطلقون النار” على مقترحات تجميد الاستيطان ونقل السيطرة على مناطق للسلطة الوطنية  “علاوة على اتخاذ خطوات جوهرية باتجاه حل الدولتين الذي لم يعد على الطاولة”، وفق الصحيفة.

 

وأضاف الجندي: “الملمح الآخر الذي أراه غير مريح أنه يهمش بالكامل المصالح الفلسطينية ويجرد الفلسطينيين من قرارهم” و”هو مثل أننا عدنا للأيام الماضية التي كانت فيها إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية تقرر مصير الفلسطينيين بدون أي مشاركة منهم. وهذا وحده يستبعد التعامل معه بجدية، وبالطبع لن يحدث هذا”.

 

ويؤكد فريدمان أن الصفقة ستشمل ضمانات دفاعية أمريكية حال تعرض السعودية للهجوم ومراقبة مشروع المفاعل النووي المدني وشراء الأسلحة الأمريكية المتقدمة، مثل ثاد.

 

من جانبه قال مات داس المستشار السابق للسيناتور بيرني ساندرز: “إن المطلب السعودي الأول لا يمثل بداية والثاني والثالث هي أفكار  سيئة”، مشيرا إلى أن بايدن يوازن في رهان تاريخي خاسر.

 

بدورها، رجحت المديرة السابقة للخليج في مجلس الأمن القومي خلال فترة ترامب كريستين فونتروز، “رفض السلطة الفلسطينية الاعتراف باتفاقية سلام سعودية-إسرائيلية، كما سترفض الحكومة الإسرائيلية التعهد بعدم ضم الضفة أبدا، فضلا عن رفض الكونغرس المصادقة على معاهدة دفاعية مع السعودية بعدم تحويل المفاعل النووي أبدا لأغراض العسكرية طالما قررت إيران عمل هذا”.

 

وختمت الصحيفة بحديث المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في “سي آي إيه” بروس

ريدل، الذي قال إن هناك عددا من المكاسب الدبلوماسية الضئيلة الناجمة عن التحاور مع القيادة السعودية، مثل تخفيف وتيرة النزاع في اليمن والمساعدة السعودية للأراضي المحتلة لمنع اندلاع انتفاضة ثالثة ضد التوسع الاستيطاني والإجراءات الأخرى التي تقوم بها حكومة نتنياهو المتطرفة.

 

وأضاف أن محادثات سوليفان في جدة “تطرقت إلى التقدم الواضح والاستفادة من فوائد الهدنة في اليمن والتي استمرت لأكثر من 16 شهرا ورحب بجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب”.