وصفت افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست”، الأمريكية الإثنين، اختراق عملاء سعوديون أمن “تويتر”، بأنه درس لشركات التكنولوجيا، ورسالة تحذير لتتخذ احتياطاتها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه لا سبب يدعو دولة ما لاستخدام تكنولوجيا مكلفة لملاحقة منتقدي نظامها في وجود وسيلة أرخص، في إشارة إلى زرع عملاء داخل شركات وسائل التواصل الاجتماعي.
وسلطت الافتتاحية الضوء على اتهامات وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي، ضد موظفين سابقين في “تويتر”، اخترقا حسابات أكثر من 6 آلاف مستخدم لموقع التدوينات القصيرة، أحدها يعود للمعارض السعودي المعروف، المقيم في كندا “عمر عبدالعزيز”، بالإضافة إلى شخص آخر ينشر تغريدات عن الفساد في المملكة، وينشرها باسم “مجتهد”.
ونوهت واشنطن بوست إلى أن “سعود القحطاني”، مهندس الحملة القاسية لملاحقة المعارضين السعوديين على الإنترنت، المتهم بالتورط في جريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي”، سبق أن هدد بأن حكومة المملكة لديها طرقها للكشف عن هوية أصحاب الحسابات الناقدة لها، حتى لو استخدموا هويات مجهولة، معلقة: “اليوم نعرف واحدة من هذه الطرق”.
وقالت الصحيفة إن “لائحة الاتهامات الأمريكية تثير القلق حول المدى الذي وصلت إليه السعودية في اختراق شركة تكنولوجية، لكنها تعطي شركات التواصل الاجتماعي تحذيرا، خاصة أنها تجلس على مناجم من المعلومات الشخصية والحساسة”.
وأضافت أن خبراء الأمن المحترفين في صناعة التكنولوجيا يرون أن الخطر النابع من داخل شركات التكنولوجيا يعد مثارا للقلق، فقد كشف موقع “فايس” عن قيام موظفين في شركة التواصل “ماي سبيس” باستخدام أداة “أوفرلورد” لقراءة رسائل مستخدمي الخدمة وفك أرقامهم السرية، وبالطريقة ذاتها تجسس موظفو “سناب شات” على صور مؤمنة ومعلومات عن الأماكن، فيما اعترف مهندس برمجة في (ياهو) بأنه مذنب بمتابعة صور خاصة لنساء.
كما رفعت شركة “واتس آب” دعوى قضائية ضد شركة NSO الإسرائيلية، التي حاولت استغلال مكامن الضعف في مكالمات الفيديو لهواتف 100 على الأقل من الناشطين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، من خلال إصابتها ببرامج تجسس خبيثة.
وعلقت الافتتاحية بأن أساليب كهذه تعد مهمة للحكومات التي تأمل في استخدامها والضغط على المعارضين، مضيفة: “خزينة من البيانات التي تحلل سلوكيات الناخب الأمريكي ستكون منحة سماوية لأي زعيم يحاول التأثير أو التدخل”.
وسبق أن وجه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) تهما لمهندسين صينيين بمحاولة سرقة البيانات عن السيارات ذات القيادة الذاتية بالولايات المتحدة على مدى 6 أشهر.
واعتبرت واشنطن بوست هذه الوقائع دليلا على أن “الشركات الأمريكية لا تملك أنظمة متقدمة تقوم على التحقق من هوية العاملين فيها، أسوة بالشركات الأمنية والدفاعية، ويجب ألا تكون بهذه الطريقة؛ خشية خسارة العقول الذكية من أي مكان جاءت، لكن الحفاظ على البيانات عن الموظفين، إلا من كلف بالتعامل معها، أمر ضروري”.
كما دعت الصحيفة الأمريكية إلى تطوير استراتيجيات للكشف عن نشاطات غير عادية للموظفين العاملين داخل شركات التكنولوجيا، مع بناء سجل يحدد من يقوم بالمهمة المطلوبة.