نشرت صحيفة “واشنطن بوست”، تقريرا تناول أهم ما كشفته قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي للعالم، بالنسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفق رأيها.
وبحسب معدة التقرير سارة عزيزة، الصحفية المتخصصة في الشرق الأوسط وحقوق الإنسان والشؤون الخارجية، فإن قضية خاشقجي “كشفت للعالم، طريقة إدارة ابن سلمان للمملكة السعودية”.
وقالت في التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن “جريمة قتل خاشقجي أيقظتنا ونبهتنا إلى طبيعة ولي العهد السعودي. ومع ذلك، لم يكن القتل سوى امتداد لما أصبح نمطا وحشيا راسخا لدى ابن سلمان”، وفق تعبيرها.
وأكدت أن مستقبل ابن سلمان وسط مجموعة متزايدة من الأدلة، ونتائج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي تؤكد بثقة عالية تورط ولي العهد، جعلته موضع شك لفترة وجيزة.
ولكن بصرف النظر عن القليل من العقوبات الجزئية وبعض التصريحات المتشددة من السياسيين وجماعات حقوق الإنسان، فإن الحكومة السعودية لم تواجه أي نتائج ذات مغزى، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن ابن سلمان ظل يتحرك على المستوى الدولي، بينما أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا بولي العهد، وأعاد التأكيد على ولاء الولايات المتحدة للمملكة.
ولفتت إلى أنه “رغم تحذيرات منظمات حقوق الإنسان المختلفة، فإن العديد من القادة الغربيين يركزون على (النهضة السعودية) لولي العهد محمد بن سلمان الإصلاحي الشاب بدلًا من تركيزهم على الظلم الذي تشهده المملكة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يجادل البعض بأن ابن سلمان من المرجح أن يواصل حكمه ولكن بحذر أكبر بعد هذه الفترة من الفضيحة، فإن مثل هذا التقييم يتجاهل حقيقة أن الوحشية كانت مستوطنة في حكمه منذ البداية.
وأكدت أنه قبل مقتل خاشقجي بوقت طويل، فإن سياسة محمد القاسية المستندة إلى القمع الاستباقي للنقاد المحتملين والمعارضين النشطين، كانت موجودة.
وأضافت الصحيفة التي كان خاشقجي يكتب فيها مقالا دوريا، أن الانتهاكات لا تزال مستمرة في السعودية بحق النشطاء والمنتقدين للحكومة، الذين يرون أن إصلاحات ابن سلمان شكلية، وتغطي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأوردت الصحيفة أن السعودية بعد أشهر من قيام حكومتها بسجن بعض أبرز الناشطات في حقوق الإنسان، فإن تقارير جديدة تؤكد أن النساء يتعرضن للتعذيب والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز.
وأكدت أن الشهادات الواردة من مصادر متعددة مروعة، وتشمل ادعاءات تتراوح من الصعق بالكهرباء والجلد إلى التقبيل القسري والتلمس على أيدي محققين ملثمين متحرشين.
وأكدت أنه في حال كان هذا صحيحا، فإن هذا الأمر يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، بما في ذلك الاتفاقية المناهضة للتعذيب، التي وقعت عليها المملكة العربية السعودية.
وربطت مصادر مقربة من النساء المعتقلات سوء معاملتهن بسعود القحطاني، وهو مستشار سابق كبير لولي العهد محمد بن سلمان الذي تورط أيضا في قتل الصحفي السعودي خاشقجي.