كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلا عن مصادر سعودية وأمريكية، أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” يستعد لتوجيه اتهامات بالفساد ضد ابن عمه ولي العهد السابق “محمد بن نايف”، والمعتقل منذ مارس/آذار الماضي، بقيمة 15 مليار دولار.
وقال تقرير “واشنطن بوست”، والذي جاء بقلم كاتب الشؤون الامنية في الصحيفة، “ديفيد إجناتيوس، إن لجنة مكافحة الفساد، التي شكلها “بن سلمان”، أنهت – تقريبا – تحقيقات بشأن فساد مزعوم لـ”بن نايف”، وأن الأول يستعد لتوجيه اتهامات إلى “بن نايف” بالاستيلاء على 15 مليار دولار.
وأضاف “إجناتيوس” أن اللجنة على وشك الانتهاء من تحقيقاتها حول مزاعم استيلاء “بن نايف” على مليارات الريالات إبان فترة عمله كوزير للداخلية.
وتدور المزاعم، بحسب “إجناتيوس”، حول مليارات الريالات حولها “بن نايف” بشكل غير قانوني من خلال شبكة من الشركات والحسابات الخاصة، بينما كان يدير برامج سعودية لمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية.
ونقل الكاتب عن مصدر مقرب لـ”بن نايف” قوله إن المحققين السعوديين طلبوا منه سداد 15 مليار دولار يزعمون أنه اختلسها، على الرغم من أنه ليس من الواضح كيف وصلوا إلى هذا الرقم.
وخلال إدارته تلك البرامج، كان “بن نايف” يطلب من ا لعاهل السعودي السابق “عبدالله بن عبدالعزيز” الموافقة على نفقات ضخمة على عدة مشروعات، مثل خدمات للنقل الجوي وتشييد مطارات سرية وأمن الموارد والتسليح، وكانت تلك البرامج والنفقات معلومة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
واستهدفت تلك البرامج تزويد الداخلية السعودية بإمكانات متطورة لتمكينها من اختراق تنظيمات جهادية، أبرزها “القاعدة”، تحت إشراف “بن نايف”.
ونقلت الصحيفة عن “جون برينان”، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق، والذي عمل بشكل وثيق مع “بن نايف” قوله إن المقربين من “بن سلمان” يتهمون “بن نايف” بالاستيلاء على بعض تلك الأموال الهائلة لنفسه، لكنه (برينان) عبر عن اعتقاده بأن “بن نايف” لم يكن فاسدا.
وأسهبت “واشنطن بوست” في سرد تفاصيل برامج تحديث الداخلية السعودية التي بدأها “بن نايف”، والتي تضمنت إنشاء وحدة لمكافحة الإرهاب، مؤكدة أن نفقات تلك البرامج زادت وأن العاهل السعودي السابق كان على علم بكل تلك النفقات ووافق عليها.
وقالت الصحيفة إن “بن نايف” كان يتمتع بسلطات واسعة للإنفاق، وكانت قناته مباشرة مع الملك “عبدالله” مباشرة، والذي كان معجبا بأدائه ضد تنظيم “القاعدة”، وأن تلك الأموال الهائلة كانت تدار من قبل شركة تم تأسيسها تدعى “سكاب”، أي “الحصان الرشيق”.
وكشفت “واشنطن بوست” أن تلك النفقات الهائلة التي كان يتحكم بها “بن نايف” كان يذهب بعضها لأمراء من العائلة الحاكمة كرواتب شهرية سخية لتعزيز الولاء، ومن أبرز الأمراء الذين كانوا يتلقون رواتب شهرية قدرت بملايين الريالات من “سكاب”، كان الأمير “سلمان بن عبدالعزيز”، الحاكم الحالي للمملكةن عندما كان – آنذاك – حاكما للرياض.
وكانت تقارير غربية أشارت إلى أن “محمد بن سلمان” يلاحق ضابط الاستخبارات السعودي السابق “خالد الجابري”، في منفاه الاختياري بكندا، ويضغط عليه، عبر اعتقال أبنائه وأقاربه بالمملكة، لإرغامه على العودة، حيث كان “الجابري” الذراع الأيمن لـ”بن نايف”، وتردد أنه يمتلك وثائق سرية وحساسة قد تفيد “بن سلمان” في تحقيقاته ضد “بن نايف”، علاوة على احتوائها على معلومات حساسة تمس العاهل السعودي الحالي “سلمان بن عبدالعزيز” وولي العهد.