خاص: لا تزال قضية الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي رحمه الله مشتعلة، ومن أحداثها قيام 15 موظفًا بالسفر حاملين معهم العدد اللازمة للقتل، ومتقاسمين للأدوار والمهام القذرة، وبعد التنفيذ قيل: إنهم شربوا أي مسكر وجدوه، واستمعوا للموسيقى ودخنوا وضحكوا بهستيرية، بل وارتدى واحد منهم ملابس رجل للتو قد قتلوه وقد قطعوه.
وعجيب أن ينتمي هؤلاء للمجتمع السعودي المعروف بأنه مجتمع دين يخاف الله ويحب الخير، وعجيب أنه لم يرفض أحدهم المشاركة في هذه الجريمة، ولم يعلن أحد منهم توبته منها، كما هو عجيب كذلك أن يكون تنفيذ الجريمة الهوجاء بطريقة فيها من الغباء كم كبير.
ويفتح هذا الحادث الجلل أعيننا على واقع مرير، فغالب الأجهزة الأمنية والعسكرية متوحشة ومستعدة للفتك بالناس إرضاءً لولي الأمر، ويتأكد هذا الوصف القبيح مع أمن الدولة والاستخبارات وفرق الحرس الملكي وغيرها، وكلما زاد الجهاز قربًا من الدوائر الضيقة زادت شراسته وجرائمه.
كما ويفتح هذا الحادث الأبواب للسؤال عن مصير تركي الجاسر وسليمان الدويش وغيرهما من ألوف محبوسة في سجون يديرها هؤلاء وأمثالهم، فما هو مصيرهم؟! وما الضامن لحقوقهم؟! وكيف يمكن حمايتهم من بطش المجرمين؟!
وقد مكر الله بهم، فمن أرسلهم لقتل إنسان بريء سيبعث بهم إلى عار التاريخ ومقصلة الإعدام، ويحيل الجرم الوقح عليهم، وبذلك يحمل كل واحد منهم قطرات من دم خاشقجي وكميات هائلة من الغدر والوحشية وانعدام الإنسانية، والحل الوحيد لهم بعد التوبة إذا كانت مقبولة أن يسربوا اعترافاتهم مكتوبة أو صوتية أو شفهية قبل أن تحتضنهم التربة التي دفنوا فيها كثيرًا من قتلاهم في الداخل؛ إذ لا حاجة لتذويب عظامهم كما فعلوا مع جمال.