أدت الإطاحة المفاجئة بالأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” نجل العاهل السعودي، من منصبه كرئيس لهيئة الفضاء السعودية، قبل أسبوع من نهاية شهر رمضان إلى خلط أوراق المقاولين الباحثين عن عقود مع الوكالة، والتي حصلت على تمويل إضافي بلغ ملياري دولار أواخر العام الماضي، بحسب “إنتلجنس أونلاين”.
ووفق المصدر ذاته، فإن فريقا من أتباع “سلطان” المخلصين في الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني، ومن بينهم المستشار السابق للقوات الجوية الملكية السعودية “عبدالعزيز آل الشيخ” و”طارق العيسى” و”عبدالعزيز الغريب”، من المتوقع أن يتبعوا خطوات الأمير “سلطان” وهو الأخ غير الشقيق لولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”.
وعقب الإطاحة به قبل نحو أسبوعين عيّن الملك “سلمان” نجله “سلطان” مستشارًا للديوان الملكي، وبشكل عام كانت أيام “سلطان” داخل المملكة معدودة، إذا قضى معظم الوقت خارج السعودية، لا سيما في النمسا.
أما من تولى رئاسة هيئة الفضاء بدلا منه فهو وزير تكنولوجيا المعلومات “عبدالله بن عامر السواشة”، يعد من القريبين جدًا من ولي العهد، فـ”السواشة” هو مدير تنفيذي سابق لشركة “سيسكو” الأمريكية، وهو رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمركز علوم الفضاء.
و”السواشة” هو أيضا عضو في مجلس إدارة مشروع “نيوم” العملاق لبناء مدينة جديدة على البحر الأحمر، والذي يعد بمثابة المؤسسة الشخصية لـ”بن سلمان”، وع ذلك، لديه خبرة قليلة في قطاع الفضاء.
ولا شك أن طرد “سلطان” من هيئة الفضاء سعيد تنظيم الصناعيين الأجانب الكبار المهتمين بعقود الهيئة.
وتعمل شركة “لوكهيد مارتن” جاهدة لتظل الشريك الرائد لهئية الفضاء السعودية، وفازت المجموعة بعقد بناء القمر الصناعي السعودي الثابت (SGS-1) في عام 2019، والذي تم إطلاقه من كورو في غيانا الفرنسية، وبعد عام حصلت على عقد إنشاء المحطة الأرضية بالتعاون مع شركة التطوير والاستثمار التكنولوجي (تقنية)، وهي شركة تابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
و”لوكهيد مارتن” تمول تدريب مهندسي الفضاء المحليين، كما تخرج العديد من كبار مديري وكالة الفضاء السعودية، عبر الاستفادة من برامج الفضاء الأكثر تقدمًا في Boeing.
وأثناء الاعتماد على الشركات الأمريكية، حاول الأمير “سلطان” خلال رئاسته للهيئة، فتح السوق أمام قوى فضائية أخرى لإبرام عقود معها مثل الصين، وهذه المبادرة من المرجح أن تستمر.
فبالإضافة إلى الاتفاقية الموقعة مع شركة “روسكوموس” الروسية في عام 2019، عقد الأمير “سلطان” عدة اجتماعات هذا العام مع مبعوثين من بكين، لا سيما اجتماع في مارس/آذار مع تشين وي تشينغ ، سفير الصين في المملكة العربية السعودية.
وأدى ذلك إلى توقيع اتفاقية تعاون بين الهيئة السعودية والمجموعة شبه الحكومية الصينية المسؤولة عن إطلاق محطات الفضاء، كما يجري العمل على اتفاقيات أخرى مع مجموعات صينية في هذا القطاع.
وتعد أوروبا أحد الغائبين الرئيسيين عن مغامرات السعودية في الفضاء، ولدى الهيئة السعودية اهتماما محدودا فقط بوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، لكن فرنسا تقدم مبادرات للمملكة ، والتقى السفير الفرنسي لدى السعودية، “لودوفيك بوي”، بالأمير “سلطان” في يناير/كانون ثان 2021، وأعقب ذلك محادثات في مجال الفضاء.