أكدت الكاتبة السعودية اللاجئة بهولندا بعد هروبها من النظام السعودي، ريم سليمان، أن الوضع قبل “خاشقجي” لم يكن أحد ليتصور ما يحدث داخل السجون، ولكن الآن اصبح الكل يتسائلون.
وأوضحت “سليمان” في حوار لها أنه “إذا كانت الحكومة قد قتلت وقطعت شخصاً خارج البلد، رغم أنه كان متزناً في طرحه، وليّنا في خطابه، وناعماً في انتقاده، ولم يدعُ لإسقاط النظام، فكيف بحال أولئك الذين في سجونها، والذين كانوا أكثر حدة في الانتقاد وأعلى سقفاً في المطالب؟!”.
وحول تواصله داخل المعتقل مع الناشطات المععتقلات، أشارت “سليمان” إلى أنه كانت تصلني أخبارهن وما يتعرضن له، لكن لم تصلني بهدف “الإخبار” وإنما بهدف التهديد والترهيب لانتزاع ما يمكنهم انتزاعه من اعترافات”.
وتابعت “سليمان” بقولها: “كانت أكثر شخصية يتم تهديدي بتكرار ما فُعل بها معي، الناشطة لجين الهذلول، كانت أشياء بشعة جداً ولا يمكن تصورها، حتى أنني فكرت بالانتحار بسبب ذلك. لم أكن أتخيل أن تفعل الحكومة بأبنائها وبناتها كل هذا”.
وعن تجربة الاعتقال، قالت “سليمان”: “تجربة السجن كانت قاسية جداً، تجربة دمرتني في وقتها لكنها غيّرت كثيراً من قناعاتي لاحقًا، وجعلتني أقوى وأشجع من أي وقت مضى. عندما خرجت من السجن كنت أمام امتحان حقيقي لإنسانيتي: هل أصمت على ما رأيت؟ أم أصرخ وأتكلم عسى أن يتحرّك من يمكنه وقف تعذيب الناشطين والناشطات؟”.
وردًا على سؤال حول العمل النسوي والحقوقي بالسعودية وهل يمكن لهه أن يحقق المطالب العادلة للنساء، قالت “سليمان: “ما ضاع حق وراءه مُطالب”. فالحقوق المغّيبة لا تهبها السلطات الشموليّة، بل يجب أن يتم الاستمرار والإصرار على الحصول عليها، لكن عبر وسائل وطرق سلميّة ومشروعة. وهنا يجب أن نذكر حقيقة، هي أن الحقوق التي حصلت عليها المرأة السعوديّة مؤخراً، مثل حق قيادة السيارة، كان نتيجة نضال طويل ومطالبات مستمرة. لذلك لا خيار أمامنا سوى الاستمرار بالمطالبة ببقية الحقوق حتى نحصل عليها، فالسكوت يعني استمرار الحرمان منها”.
وكانت الكاتبة السعودية “ريم سليمان”، قد أطلقت مؤخرًا سلسلة من التغغريدات عبر حسابها بموقع التدوين “تويتر” سجلت فيها تجربة اعتقالها من قبل سلطات النظام السعودي، بسبب مقالة عن دور المثقف في الأزمة القطرية – السعودية.
وأوضحت “سليمان” في تغريدتها التي أثارت ضجة، كيف أن المستشار الملكي السابق، سعود القحطاني، اتصل بأهلها طالبًا منهم أن يتقدموا بطلب عفو للإفراج عن ابنتهم، قبل أن يطلق سراحها وتنجح في الهرب من المملكة عن طريق البحرين، وتقدم طلب للجوء لهولندا حيث تعيش الآن.