تجاهل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، قضية مقتل خاشقجي خلال خطابه في مجلس الشورى، يوم الاثنين، في حين تطرّق إلى بعض قضايا المنطقة؛ منها اليمن، وفلسطين، وسوريا، والعراق.
وفي استعراض لسياسات المملكة داخلياً وخارجياً قال الملك سلمان خلال خطابه: إن المملكة “تدعو إلى حل سياسي يُخرج سوريا من أزمتها ويُبعد التنظيمات الإرهابية والتأثيرات الخارجية عنها، ويُتيح عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم”.
وأضاف: “سنواصل جهودنا لمعالجة أزمات المنطقة وقضاياها، وستبقى القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة”.
وتابع: إن “المملكة ستستمر في التصدّي للتطرف والإرهاب، والقيام بدورها القيادي والتنموي في المنطقة بما يزيد من فرص الاستثمار”.
وحول الوضع في العراق قال العاهل السعودي: “إننا نشيد بما تحقّق من خطوات مباركة لتوثيق العلاقات بين بلدينا، متطلعين إلى استمرار الجهود لتعزيز التعاون في مختلف المجالات”.
ولفت إلى مساهمة الرياض في تعزيز الاقتصاد العالمي ونموّه، ومن ضمن ذلك استمرار سياستها النفطية القائمة على التعاون والتنسيق مع المنتجين داخل منظمة “أوبك”.
وفي ظل تزاحم بعض ملفات المنطقة في خطاب الملك، غابت قضية مقتل خاشقجي، رغم أن آثارها وارتدادها في الرأي العام العالمي لا يزال في تصاعد يوماً بعد يوم، منذ تنفيذ الجريمة، يوم 2 أكتوبر الماضي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
ونظراً لعدم تعاون السلطات السعودية في التحقيقات التركية حول مقتل خاشقجي، وعدم تسليم الجناة لمحاكمتهم في إسطنبول، أعلنت أنقرة أنها تعتزم بث تسجيلات صوتية ومرئيّة لعملية مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، الأمر الذي يتزامن مع تقرير المخابرات الأمريكية، الذي اتّهم محمد بن سلمان بالوقوف وراء تصفية خاشقجي.
وأكّد مصدر تركي مطّلع على مجريات التحقيق بالقضية لـ”الخليج أونلاين”، يوم الأحد، أن التسجيلات التي ستُنشر هي عبارة عن أجزاء من الحوار الذي دار قبل جريمة الاغتيال، وما تعرّض له خاشقجي من شتم واعتداء بالضرب ثم القتل، إلى جانب أجزاء من الحوار الذي دار بين أفراد فرقة الاغتيال السعودية نفسها، وأيضاً بعض الاتصالات التي تمّت بين هذا الفريق ومكتب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وتواجه السعودية ضغوطاً دولية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد؛ بسبب تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان، وإقصاء بن سلمان لمنافسيه من العائلة المالكة، والمقرّبين، فضلاً عن تصفية المعارضين لسياساته داخلياً وخارجياً.