سخر النظام السعودي شركات وشخصيات فرنسية؛ لتحسين صورة المملكة دوليا وسمعة ولي العهد المجرم محمد بن سلمان.
وبدد تقرير إعلامي الشكوك حول صمت سلطات آل سعود مؤخرا على الحملة الفرنسية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
وفضح تقرير جديد مدى العلاقات الوثيقة بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال التقرير الذي نشره موقع “نون بوست”، إن الرئيس الفرنسي الذي شرعن العنصرية ضد المسلمين في بلاده، والغرب عموما، وشجع على كراهية الإسلام والشعبوية المعادية للمسلمين في هذا البلد الأوروبي، واجه مؤخرا حملات مقاطعة كبرى في دول إسلامية وعربية عدة، ونُشرت مقاطع فيديو لإتلاف وإزالة المنتجات الفرنسية من المحال والمراكز التجارية
نُصرة للنبي محمد على الخطاب الرسمي في فرنسا تجاه الإسلام والمسلمين، ما ساهم في تراجع الاقتصاد الذي سجل أكبر ركود منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت التقرير إلى أنه في خضم هذه التحولات والتطورات، كان الجميع ينتظر أن تنتصر السعودية للرسول محمد، وتعلن مقاطعة كل أشكال التعاون مع فرنسا
للضغط على قصر الإليزيه حتى يعتذر عما اقترفه قادة البلاد تجاه المسلمين.
لكن ما حصل هو العكس، ففي أوج أزمته الكبيرة مع العالم الإسلامي ومعركته ضد المسلمين، تلقى ماكرون دعما كبيرا وغير متوقع من السعودية، فأبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السلطات الفرنسية بأنه يؤيد عزم الرئيس ماكرون على مراقبة حج المسلمين الفرنسيين إلى مكة المكرمة بشكل أفضل، حتى يضمن لهم عوائد مالية إضافية ويراقبوا الحجيج أكثر.
وليس ذا السبب الوحيد لدعم السعودية لفرنسا، بحسب الموقع ذاته، فالسبب الأبرز هو تلميع صورة المملكة في العالم الغربي، خصوصا في فرنسا، وذلك ضمن سياق كامل اتبعته إدارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتبيض جرائم الأخير.
شركات فرنسية
ووفق تقرير موقع “ميديا بارت” الفرنسي، تعاقد بن سلمان مع وكالة “هافاس” للعلاقات العامة منذ عام 2016 من أجل الترويج الشخصي ولتبييض جرائمه، وتحسين صورته في الإعلام الغربي.
وأوضح الموقع الفرنسي أن مستشارة رئيس الحكومة الفرنسي ومستشارة الرئيس ماكرون الاتصالي ميادة بولوس، قادت حملة ترويج في فرنسا لصالح بن سلمان
وذلك بالشراكة مع وكالة “هافاس” قبل أن تنتقل للعمل مع رئيس الوزراء الفرنسي عام 2020.
ولفت إلى أن العميل الذي فوض “هافاس” هي مؤسسة “مسك” التي أنشأها عام 2011 ولي العهد محمد بن سلمان شخصيا ضمن استراتيجيته للتأثير على المستوى الدولي والترويج لصورته، وقد ظهر الأمر جليا بعد عملية قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
إلى جانب ذلك، وقعت شركة الاتصالات العملاقة “بابليسيس” عدة عقود مع الرياض، للتسويق لها ولقيادتها لدى فرنسا.
ونظمت الشركة لقاءات صحفية بين صحفيين ووزير الخارجية عادل الجبير والناطق الرسمي باسم التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أحمد العسيري، وأنشطة أخرى لدعم النظام السعودي.
وتتولى شركة “بابليسيس” للتواصل لتلميع صورة النظام السعودي على مستوى كبرى العواصم العالمية -بينها واشنطن مرورا بكل من بروكسل وباريس- مقابل أموال طائلة، وتعد الشركة الفرنسية المعروفة أهم مجموعة ضغط في يد النظام السعودي على المستوى الدولي.
وتعمل الشركة كمجموعة ضغط من أجل تجميل وجه النظام السعودي وولي العهد على المستوى الدولي، بسبب ضلوع المملكة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن، إضافة إلى اتهام النظام السعودي بالتواطؤ مع الحركات الجهادية المتطرفة، وانتهاك حقوق الإنسان، خصوصا النساء، والوقوف وراء اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
شخصيات سياسية
إلى جانب ذلك، لجأت السعودية إلى عدد من الشخصيات السياسية الفرنسية للدفاع عنها في أروقة البرلمان الأوروبي، أبرزها النائبتان والوزيرتان الفرنسيتان السابقتان رشيدة داتي وميشال أليو ماري، اللتان تعتبران ضمن الشخصيات المقربة من النظام السعودي، بحسب الموقع نفسه.
داتي وأليو ماري رفضتا بشكل قاطع كل القرارات والقوانين التي صدرت عن البرلمان الأوروبي التي تهدف إلى وقف ومنع بيع الأسلحة إلى السعودية، ويتم تنفيذ كل هذا النشاط المؤثر بأقصى قدر من التعتيم.
واستعانت المملكة أيضا بشركة “ستيل آند هولت” لتحسين صورتها في فرنسا، وهي شركة يرأسها سيلفان فورت قبل مغادرته إلى الإليزيه من 2017 إلى يناير/ كانون الثاني 2019.
واستعانت السعودية كذلك بشركة “صورة 7″، للترويج لصورة البلاد في الخارج، ودفع السياح لزيارة الأماكن التاريخية في المملكة، في محاولة منها لاستعادة ثقة الرأي العام فيها، بعد تورطها في حرب اليمن، واستهداف المعارضين في الداخل والخارج.
وشدد الموقع أن هذه الوكالات الباريسية تعمل على تحسين صورة السعودية في فرنسا، وصرف الانتباه عن سلوك المملكة الوحشي في حربها على اليمن، وتعزيز شعبية ولي العهد محمد بن سلمان، وتقديم السعودية نفسها كحليف رئيس للغرب، هي خدمة مثيرة للجدل، لكنها مربحة للغاية.
وتعتمد المملكة العربية السعودية أيضا على مشترياتها الضخمة من الأسلحة للترويج لصورتها في فرنسا، فقد زاد بيع السلاح الفرنسي إلى الرياض بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة، وفق التقرير الخاص بمبيعات المعدات العسكرية الفرنسية لعام 2017.
ورغم كل هذه الجهود التي تبذلها المملكة بمعية شركات العلاقات العامة، فإن أغلب محاولاتها في تقديم صورة جديدة لها باءت بالفشل، في ظل تواصل انخراطها في حرب اليمن، وتواصل استهداف المعارضين وقادة الرأي.