خاص: أما أمريكا فلديها جملة من المشاكل التي يجب حلها بسرعة قبل أن تزيد تكلفتها كثيراً، فنحن أمام بداية تداعي إدارة ترامب، وتمثل الانتخابات النصفية إنذارًا مبكرًا لما يمكن أن يحصل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولذا نلاحظ أن قضية خاشقجي وعلاقة ترامب الخاصة بمحمد بن سلمان أعطتا الحزب الجمهوري فرصة ذهبية للتخلص من ترامب الذي فُرض على الحزب فرضًا بصورة مريبة.
لقد بدأ المرتبطون بالحزب الجمهوري بالخروج واحدًا بعد الآخر من طاقم ترامب، بل ويظهرون معارضتهم له، ومنهم جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض، ونيكي هيلي المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ووزير الخارجية الذي تبادل مع ترامب النقد الشديد، فترامب في نظر تيلرسون لا يستطيع التركيز ولا يقرأ ولا يهتم بالمعاهدات والقوانين، أما ترامب فيصف تيلرسون بالغبي والكسول، ونسي أنه هو الذي اختاره وزيرًا.
ويكفي أن 21 مسئولاً أمريكيًا أعلنوا استقالاتهم من إدارة ترامب منهم 11 خلال العام الحالي.
نعم يهمنا أن الحزب الجمهوري سيحاول التنصل من ترامب والتخلص منه، وإحدى الوسائل إغراق ابن سلمان لعله يغرق معه، وأما الحزب الديمقراطي فشعبية الحادثة تقتضي استغلالها إلى آخر مدى، وقد نشهد في فترة قادمة قبيل سقوط الرئيس حملة على كل من ساند محمد بن سلمان من قادة الحزب الجمهوري لتصفيتهم معنويًا، ولذا نجد أن أكثر من يهاجم محمد بن سلمان هم أصدقاءه الجمهوريين ومن أشهرهم ليندزي غراهام، فكل يريد تنظيف تاريخه.