خاص: ارتبط اسم (مبس) في أذهاننا كسعوديين بالضرائب وغلاء الأسعار وصعوبة المعيشة، كل ذلك بحجة الأزمة الاقتصادية أو تنويع مصادر الدخل، بينما يرى الشعب بكل حسرة ملايين الدولارات تنفق على المجرمين في مصر وتونس وعلى مرتزقة لبنان والانقلابين في تركيا، وعلى الراقصين والمصارعين وعلى ملاعب كرة القدم في مصر والعراق.
وحينما وعد (مبس) بمحاربة الفساد وقال: لن ينجو أحد دخل في قضية فساد، يجده الشعب يشتري -من أموال الشعب طبعًا- لوحة المخلص ويختًا وقصرًا في فرنسا، وما خفي أكثر.
وكم هو مؤلم حينما يدفع (مبس) ملايين الدولارات لأمريكا ترامب وعلى شركات العلاقات العامة الأمريكية مقابل جلوسه على العرش، غير آبه بمقدرات البلد ومصالح الشعب وحاجات الناس.
وفي الوقت الذي يصيح الناس مطالبين بحل مشاكل البطالة والإسكان والفساد، لا تجد (مبس) مهتمًا بغير مهرجانات الغناء والفورمولا وروزنامة الترفيه.
وكل من خالفه أو انتقد شيئًا من رؤيته الفاشلة خوّنه وأطلق عليه الذباب الإلكتروني، ثم رماه في غياهب السجون.
لماذا يفعل (مبس) كل ذلك؟!
لأنه يرى المملكة السعودية ملكه، والشعب جزءًا من ممتلكاته الخاصة. ونتذكر جميعًا يوم أن قطع (مبس) فجأة العلاقات مع قطر، قطع كل العلاقات، غير عابئ بمصالح الناس التجارية والأسرية، وكم من مصالح وعلاقات أسرية وروابط اجتماعية تضررت.
ومرة أخرى، عقب التغريدة الكندية الشهيرة، يصحو الناس على أمر (مبس) آلاف المبتعثين ومئات المرضى بمغادرة كندا على الفور، وكأنهم غنم في حظيرته.
وبعد حادثة خاشقجي رحمه الله، هرول (مبس) إلى دول عربية يبحث عن تثبيت شرعيته وشرعية حكمه، وأنفق في كل زيارة ملايين ملايين الدولارات كما تشير التقارير الغربية، ولم ينفق ريالا واحدا على شعبه ولو على سبيل الرشوة.
والعجيب أنه في كل أزمة تمر بها الأسرة الحاكمة في السعودية يكون التعامل بإصدار مجموعة من القرارات لرشوة الشعب وتخديره، كما فعل الملك فهد بعد حرب الخليج، وكما فعل الملك عبد الله أثناء الربيع العربي؛ واليوم تعاني الأسرة الحاكمة من أعنف أزمة تمر بها، ومع ذلك لا رشوة ولا تخدير، لأنه وبكل وضوح: (مبس لا يرى الشعب إلا جزءًا من ممتلكاته الخاصة).