خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
غياب “ابن سلمان” عن القمة العربية:
ضجت مواقع التواصل السعودية والعربية بشكل عام بسخرية وتحليلات وتفسيرات بشأن اعتذار ولي العهد السعودي “ابن سلمان” عن حضور القمة العربية المنعقدة بالجزائر.
وكان الديوان الملكي السعودي، أعلن الأحد، تفاصيل وسبب اعتذار ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”، عن حضور القمة العربية المقبلة، والتي تستضيفها الجزائر، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال الديوان، في بيان، إن الملك “سلمان بن عبد العزيز” كان قد وجه بإنابة ولي عهده بترأس وفد المملكة في القمة، لكن “الفريق الطبي في العيادات الملكية أوصى بتجنب ولي العهد السفر بالطائرة لمسافات طويلة دون توقف، وذلك لتجنب رضح الأذن الضغطي والتأثير على الأذن الوسطى، مما يتعذر عليه القيام بزيارة الجزائر أخذاً في الاعتبار طول مدة الرحلة في الذهاب والعودة خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة”، حسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتابع البيان أن “الملك سلمان وجه بإنابة وزير الخارجية لرئاسة وفد المملكة في هذه القمة”، مؤكداً “وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ودعمها لكل ما من شأنه نجاح القمة”.
من جانبه، قال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “ما الذي قد يمنعه من حضور قمة الجزائر؟ هل يخشى انقلابًا في الداخل؟ أم أنه لا يأمن على نفسه في الخارج؟”.
وتابع الحساب مشككًا في الإعلام الرسمي السعودي: “بيان واس انقعوه واشربوا ميه، الصحف الأجنبية ستكشف كل شيء”.
بينما قال مذيع الأخبار الشهير على قناة “فرانس 24″، رفيق سحالي: “تصوروا سبب تعذر مشاركة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قمة الجزائر هو الخشية من “رضح الأذن الضغطي والتأثير على الأذن الوسطى” بسبب استخدام الطائرة “لمسافات طويلة دون توقف!!!”.
وأضاف “سحالي” متسائلاً: “من منكم لم يعان من طنين الأذن وانسداد بسبب الضغط عند ركوب الطائرة؟!”
في حين قال الدكتور محمد الهاشمي الحامدي: “بأي حق، وبأي منطق تكون وليًا للعهد في السعودية إذا كنت عاجزًا عن السفر بالطائرة 5 ساعات فقط من الرياض إلى الجزائر لحضور القمة العربية”.
فيما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “محمد بن سلمان أبلغ الرئيس الجزائري بأنه لن يستطيع حضور القمة العربية التي ستُعقد بالجزائر بناءً على نصيحة الأطباء له بعدم السفر. فهل هي دعوات المسلمين أصابت؟ أم أنه كاذب، واتخذ موضوع المنع من السفر كحجة؛ لأنه يخاف أن يُسافر؟”.
وقال حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “محمد بن سلمان منهك كثيراً؛ لأنه في الغالب لا ينام طوال الليل، ويعتمد اعتماداً كليًّا على المنشطات، الخوف من الاغتيال أو الانقلاب يسيطران عليه، وذلك ينعكس على حياته اليومية. الخلاصة هو لا يُعاني من مرض خطير”.
وفسر المعارض السعودي، عبد الحكيم الدخيل، عدم ذهاب “ابن سلمان” للجزائر بقوله: “خشية محمد بن سلمان الدائمة من السفر خارج المملكة وأخر ذلك اعتذاره عن حضور القمة العربية في الجزائر قد يكون مرتبط بمخاوفه من انقلاب ابيض يطيح به من السلطة لاسيما في ظل الوضع الصحي غير المستقر للملك”.
وقال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “عديد من التقارير الإعلامية الغربية تتحدث عن صحة #مبس وأن هناك سرا وراء عدم حضوره القمة العربية في الجزائر، فهل تعرض #مبس لعملية اغتيال مثلا ؟! أم هو اختفاء تكتيكي في محاولة لتخفيف الضغط الدولي عليه بسبب قرارات أوبك+ ؟!”.
وسخر الحساب ذاته من الواقعة بقوله: “ليه سوء الظن عن اعتذار #ولي_العهد عن حضور #القمة_العربية في الجزائر، أذان ابن سلمان توجعه من كثر استخدام سماعات الألعاب الإليكترونية بس، ما هو بخايف من مظاهرات أو اعتقال أو انقلاب أو نبش الفضايح !!!”.
– تغليظ الحكم على القارئ “الأركاني” لـ10 سنوات سجن:
قامت محكمة الاستئناف السعودية بتغليظ عقوبة القارئ الشيخ عبد المجيد الأركاني، من 5 سنوات، إلى 10 سنوات.
وقال حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر”: “تأكد لنا قيام محكمة الاستئناف بتغليظ الحكم الصادر ضد القارئ الشيخ عبد المجيد الأركاني، إلى 10 سنوات، بعد أن شارفت محكوميته على الانتهاء”.
وأوضح الحساب أن المحكمة الجزائية المتخصصة كانت قد أصدرت ضد القارئ الشيخ عبد المجيد الأركاني حكمًا بالسجن مدة 5 سنوات، تم تخفيفها فيما بعد إلى سنتين ونصف، قبل أن تعمد محكمة الاستئناف إلى تغليظ الحكم مؤخرًا.
يشار إلى أن القارئ عبد المجيد الأركاني، اعتقل في 2020؛ جاء على خلفية تواصله مع أحد الأكاديميين الأتراك، في مؤتمر أقامته رابطة العالم الاسلامي في المملكة.
وأثناء التحقيق، أكَّد القارئ “الأركاني” أن تواصله مع الكاتب التركي، ياسين أقطاي، لم يكن سوى رسائل تهنئة بالعيد، بعد أن أُعجب الأخير بصوته خلال قراءته للقرآن الكريم في المؤتمر.
وأشار “معتقلي الرأي” إلى أن القارئ “الأركاني” تعرض أثناء التحقيق للضرب الشديد، وبقي في العزل الانفرادي بسجن شعار فترة طويلة.
و”الأركاني”، قارئ من أصل برماوي، عمل إماما للعديد من المساجد في عدة دول عربية، تم اعتقاله أثناء تواجده في المملكة في 2020.
من ناحيته، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على ذلك الحكم بقوله: “محاكم التفتيش السعودية ترفع محكومية القارئ الشيخ عبد المجيد الأركاني، إلى 10 سنوات، وتهمته أنه تواصل مع أكاديمي تركي على خليفة مؤتمر أقامته رابطة العالم الإسلامي في المملكة”.
وتابع “الشلهوب” قائلاً: “يعني، السعودية دعت الأكاديمي التركي للحضور إلى المؤتمر، ولأن الشيخ تواصل معه، اعتقلوه!!”.
في حين قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “الأحكام المغلّظة ضد معتقلي الرأي مستمرة. الحكم بتمديد سجن الشيخ القارئ عبد المجيد الأركاني لـ 10 سنوات. التهمة: التواصل مع أكاديمي تركي شارك في أحد المؤتمرات الإسلامية في المملكة”.
بينما قالت مؤسسة “ذوينا”: “أفادت مصادر حقوقية أن محكمة الاستئناف قامت بتغليظ الحكم الصادر ضد الشيخ القارئ عبد المجيد الأركاني إلى 10 سنوات، بعد أن قاربت فترة سجنه على الانتهاء. وكان قد حكم على الأركاني بالسجن 5 سنوات في فترة سابقة على إثر تواصله مع أحد الأتراك مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بالمملكة”.
وقال حساب “معهد الخليج لحقوق الإنسان” عبر “تويتر”: “بعد أن شارفت محكوميته البالغة 5 سنوات على الانتهاء، أصدرت محكمة الاستئناف حكمًا بتغليظ الحكم الصادر بحق القارئ الشيخ #عبدالمجيد_الأركاني إلى 10 سنوات”.
وقال حساب “وطنيون معتقلون” الشهير عبر “تويتر”: “في كل رمضان كان القارئ الشيخ عبد المجيد الأركاني؛ يحل ضيفاً على مساجد المملكة، يمتع العباد بصوته العذب، ولكن في رمضان 2022 غاب الشيخ عن محاريب الصلاة، بعد أن اعتقلته السلطة”.
وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “تعرَّض القارئ #عبدالمجيد_الأركاني أثناء التحقيق للضرب الشديد، وبقي في العزل الانفرادي بسجن شعار فترة طويلة”.
– “روتشيلد” اليهودية تدخل السوق السعودي:
كشفت شركة “روتشيلد” دخولها رسميًا إلى المملكة العربية السعودية، وأننها قامت بتعيين تعيّين ناصر العيسى، رئيسًا لها في العاصمة الرياض، ومارك سيدويل رئيسًا لمجلس الإدارة.
من جانبها، أوضحت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن الشركة تابعة لعائلة روتشيلد اليهودية التي تتحكم باقتصاد عديد دول العالم.
كما أشارت الوكالة إلى أن “روتشيلد” طلبت الحصول على ترخيص للتأسيس في السعودية مطلع 2022، وتخطط لإضافة المزيد من المصرفيين في الرياض.
وذكرت أيضًا أنها كانت نشطة فعلا داخل المملكة منذ بداية 2022، إذ عملت مع وزارة المالية السعودية على إعادة هيكلة مجموعة “بن لادن” التجارية.
وقال حساب الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “شركة عائلة روتشيلد اليهـ ـودية المعروفة، تدخل رسميًا إلى السعودية، في عهد ابن سلمان، أصبح للصهاينة موطئ قدمٍ في أرض الحرمين!”.
فيما قال حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “شركة روتشيلد اليهودية تعلن دخولها رسمياً إلى السعودية وتعيّن ناصر العيسى رئيساً للشركة في الرياض في خطوة أخرى للتقارب والتطبيع مع إسرائيل”.
وذكر حساب “بلادنا على وين” الشهير عبر “تويتر” أن “شركة روتشيلد تعلن دخولها رسمياً إلى #السعودية وتعيّن ناصر العيسى رئيساً للشركة في الرياض، و Mark Sedwill رئيساً لمجلس الإدارة”.، الشركة تابعة لعائلة روتشيلد الي.ـوديـ ـة، التي لها ذراع طولى في العديد من اقتصادات العالم”.
بينما قال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “شركة روتشيلد كانت نشطة بالفعل دخل المملكة منذ بداية 2022، حيث بدأت الشركة العمل مع وزارة المالية #السعودية؛ على إعادة هيكلة مجموعة بن لادن التجارية”.
وقال مغرد سعودي يُدعى، عمر الرشيد: “قالت مصادر إن شركة #روتشيلد تقوم بتعيين قياديين لمكتبها الجديد في المملكة العربية السعودية، وهو ما يمثل الدخول الرسمي للشركة الاستشارية إلى واحدة من أكثر أسواق الخدمات المصرفية الاستثمارية الواعدة على مستوى العالم”.
فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “السعودية تستقبل رجال أعمال إسرائيليين، ورياضيين، وال روتشيلد يعلنون عزمهم افتتاح فرع لشركاتهم المصرفية هناك”.
– بكيني في علا السعودية:
أثارت جلسات تصوير أقامتها ممثلات وعارضات أزياء عربيات وأجنبيات، بملابس “خليعة” وغير لائقة بعادات وتقاليد المجتمع السعودي، في محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، جدلا واسعا في المملكة العربية السعودية.
ويشار إلى أن السعودية عُرفت لعقود بطبيعتها المحافظة، وإلى الآن لا زالت تتواجد هذه الطباع لدى الغالبية العظمى من السعوديين، رغم “محاولات التحديث القسري” لـ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية 2030.
وشارك عدد من النشطاء صورا “خليعة” لجلسات تصوير شاركت بها عارضات أزياء أجنبيات، أقامتها دور تصميم مختلفة في محافظة “العلا” في منطقة المدينة المنورة.
ووسط تعجب وحيرة من التغير الكبير الذي أصبحت عليه الثقافة المحافظة للسعودية في غضون سنوات قليلة، انتشرت صور عدد للعارضات مع تعليقات من قبل “صدق أو لا تُصدق.. هذه الخلاعة في مدائن صالح (العلا)، التي أهلك الله فيها قوم ثمود”.
يشار إلى أن انفتاح السعودية المزعوم منذ صعود محمد بن سلمان لسدة الحكم بدء بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستبدالها بهيئة الترفيه بقيادة تركي آل الشيخ ـ مستشاره المقرب ـ تلك الهيئة التي قننت الرقص والحفلات والتعري في إطار رسمي في سابقة بالمملكة المحافظة.
وفي هذا السياق من الاستياء والغضب من توجهات ولي العهد، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بالردود الغاضبة والمعترضة على هذه السياسات باعتبار أنها لا تلتقي و طبيعة المجتمع السعودي المحافظ بالأساس.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، معلقًا على ذلك بقوله: “صدق أو لا تُصدق.. هذه الخلاعة في مدائن صالح (العلا)، التي أهلك الله فيها قوم ثمود”، متابعًا: “تعري علني في أرض الحرمين.. برعاية المُفسد ابن سلمان!”.
وقال حساب “نفقات هيئة التفريط” الشهيرعبر “تويتر”: “هذه النساء العرايا في العلا التابعة لمنطقة #المدينة_المنورة، تقع في هذه المدينة ديار قوم ثمود ومدائن صالح التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم البقاء فيها لأنها أرض عذاب فقال: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم”.
فيما ذكر الأكاديمي السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي: “هذا بعض ما يفعله ابن سلمان، اللهم اقلع جذروه وعسّر أموره وأبطل شروره، هو ومن تبعه ومن دافع عنه. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وأضافت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “العلا منطقة سياحية مصنوعة بيد ابن سلمان أصبحت جنة عارضات الازياء والفنانات لتصوير صورهن شبه عاريات”.
وزاد الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، قائلاً: “المنكرات في العلا تجاوزت كل الحدود”.
وقال حساب “الواعي”: “العلا أصبحت مرتعاً للساقطات والانحلال، اللهم أنزل سخطك على من رضي بذلك وسمح به ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، واحفظ بلادنا من شرّ الفساد والمفسدين، سحقاً للسياحة التي نتنازل من أجلها عن ديننا وقيمنا ونخضع لثقافة الآخرين”.
