خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
ذكرى مقتل “جمال خاشقجي”
تفاعلت المعارضة السعودية ورموزها مع حلول الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودي المغدور به، جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، على يد فريق أرسله ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لإرغامه على العودة، أو قتله لو استلزم الأمر، وهو ما حدث.
وقال الأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة: “قتل الشهيد المغدور خاشقجي لم يكن حادثًا فحسب؛ بل بيانًا جليًا يكشف عن مجموعة وفريق تصر الإدارة في السعودية على تسميته بـ”المجموعة المارقة”، ولكن هذا المروق -في الحقيقة- سلوك متبع، ولا يزال متبعًا، وعملاً ممنهجًا تجاه كل من يشابه خاشقجي في الدخل والخارج”.
وتابع “العودة” بقوله: “حان أوان فضح كل أولئك الجناة بطريقة تجعل كل من يمارس القمع أو يسهّله أو يبرره أو يروج له يضرب ألف حساب قبل أن يشارك في هذا القمع، وأن نجعلهم في كرسيّ المحكمة الشعبية والرقابة الإعلامية لكي يفكّر أولئك المنتهكون بعواقب القمع والإرهاب والتخويف والتحرش والتعذيب والظروف المشبوهة”.
واعتبر “العودة” أن المنتهكين يبدأون برئاسة أمن الدولة والفريق القانوني المرتبط باللواء الذي يدير عمليات الاعتقال والتفتيش والتحقيق، مرورا بالضباط الذين مارسوا الانتهاك إلى العميد (عادل الصبحي) الذي يدير سجن ذهبان بكل انتهاكاته، والعقيد (سعد السلّوم) في سجن الحائر وكل انتهاكاته، ومروراً بالنائب العام (سعود المعجب) الذي يدير عمليات الادعاء المشبوهة بكل الخروقات القانونية والعدلية ويبرر لها في المحاكم، ووكيله الأمني في المحاكم السعودية المدّعي العام (محمد بن إبراهيم بن عتيق السبيت).
وعلق المحام والحقوقي السعودي المقيم بلندن، يحيى عسيري، على الذكرى بقوله: “ظنت السلطات السعودية أن الوقت من صالحها، كلما امتد الوقت كلما تيقن الجميع بمسؤولية مبس عن قتل الصحفي جمال خاشقجي، ومحاولات طمس الجريمة، ولو كان بريئًا لكشف الحقيقة”.
بينما أكد المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، أن السعودية بعد اغتيال خاشقجي ليست كما كانت قبله، متابعًا: “هذا الرجل جعل الله موته فاتحة خير سواء في نظرة الناس للدولة وتصديقها وثقتهم فيها، فالأمور اختلفت تمامًا الآن عن قبل مقتل خاشقجي، وكذلك عالميًا فضح ابن سلمان ونواياه الحقيقة بانت للعالم أجمع”.
في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “دفع محمد بن سلمان ملايين لأجل حملة علاقات عامة في أمريكا ودول العالم والآن صوره على مباني واشنطن تحمل صفة القاتل”، متابعًا: “جمال خاشقجي رحمه الله لم يكن صحفيًا، بل كان فكرة، والفكرة لا تقطعها المناشير!”.
من جانبها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”، إنه “في مثل هذا اليوم من عام 2018 أرسل محمد بن سلمان فريق مكون من 15 شخص، نزعت من قلوبهم الرحمة إلى تركيا، ووفر لهم الطائرات الخاصة ليقوموا بمهمة بشعة، وهي اغتيال جمال خاشقجي، بإشراف سعود القحطاني.
وغردت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، على الذكرى بقولها: “اليوم ذكرى خلود جمال خاشقجي، وليست ذكرى وفاته”، على حد زعمها.
مقاطعة قمة العشرين بالرياض:
توالت ردود الفعل العالمية على استضافة الرياض لقمة العشرين لهذا العام بالرياض، فقد استمرت إعلانات المقاطعة من منظمات حقوقية، ومنظمات غير حكومية، وصحفيين، وشركات، وحتى رؤساء بلديات عالمية كبرى، وذلك بسبب سجل السعودية الأسوء في انتهاك حقوق الإنسان، وقضية مقتل “خاشقجي” الذي لا زالت تأثيراته تتوالي على المملكة.
من جانبه، قال الناشط السعودي يحيى عسيري: “بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية من مبس ووالده، مقاطعات كبيرة لـ قمة العشرين، حيث أعلن عمدة لوس انجلوس المقاطعة، وكذلك نيويورك، باريس، لندن! كلهم قاطعوا مجموعة العشرين في السعودية، الحل بالإفراج عن معتقلي الرأي ووقف الانتهاكات”.
في حين ذكر الناشط، سعيد بن ناصر الغامدي، أنه “بسبب سجل السعودية العظمى الشائن، تجاه حقوق الإنسان أعلن عمدة لندن مقاطعته لملتقى مجموعة دول العشرين في الرياض، وبذلك ينضم عمدة لندن إلى كبار المقاطعين كعمدة باريس، ونيويورك، ولوس أنجلوس”، مختتمًا تغريدته بقوله: “حملة العلاقات العامة المليونية تتهاوى، أمام حقائق الانتهاكات والقمع”.
وعلق الناشط السعودي المعارض البارز، عمر بن عبد العزيز، على أخبار المقاطعات تلك، بقوله: “عمدة لندن – باريس – لوس انجلوس ينسحبون من قمة العشرين؛ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان”، مضيفًا في سخرية: “على الرغم من أنه اجتماع بالسكايب فقط، إلا أنهم قرروا توفير الداتا عقوبة لابن سلمان على انتهاكاته”.
وقالت شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة “لجين الهذولول”، علياء الهذلول: “نيويورك، لوس انجلوس، باريس، لندن جميعهم انسحبوا من قمة الرياض لمجموعة العشرين. اعتقد الرسالة واضحة، الشعب مصدر تأثير. إذا لم تحصل على ثقة شعبك، فلا شرعية لك على الساحة الدولية”.
اعتقال طالب من داخل الحرم الجامعي:
أكدت مصادر حقوقية سعودية، اعتقال السلطات لشاب من قبيلة “الحويطات” من داخل الحرم الجامعي حيث كان يدرس.
وقال حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر”، أنه تأكد له خبر اعتقال الشاب “أحمد عبد الناصر أبو طقيقة الحويطي”، وذلك في أثناء وجوده في الجامعة ظهر الخميس”.
وأضاف الحساب المعني بشؤون المعتقلين والمعتقلات بالمملكة، أن الشاب “أحمد” طالبٌ في جامعة الأمير “فهد بن سلطان” بتبوك.
وكان شقيق المواطن السعودي من قبيلة “الحويطات”، عبدالرحيم الحويطي، الذي قُتل قبل أشهر على يد القوات السعودية، كشف في وقت سابق، عن اعتقال السلطات السعودية 14 شابًا من أبناء القبيلة منذ مقتل شقيقه.
من جانبها، قامت الناشطة السعودية المعارض بالخارج، نورة الحربي، بنشر مقطع مصور للطالب المعتقل، وهو يؤكد أنه محاصر داخل الحرم الجامعي، معلقة على المقطع بأنه مر 10 أيام على اختطافه، ولم يعرف مصيره حتى الآن، ولا أين تم احتجازه؟!
في حين قالت الأكاديمية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”: “أين أحمد عبدالناصر الحويطي، الذي اختفى بعد محاصرة قوات الأمن الجامعة التي يدرس بها، ولايعلم أحد من أهله عن مكان وجوده.
واعتبرت “الماضي” أن اختطاف السلطة السعودية للمواطنين ليس بجديد، فهناك من يختطف من غرفة نومه أو من الشارع أومن مقر عمله أو دراسته أوالمطار.
مقاطعة المنتجات التركية:
تداولت تقارير إعلامية تركية، نية المملكة العربية السعودية حظر استيراد المنتجات التركية بدءًا من الشهر المقبل.
وقالت صحيفة “جمهوريت” المعارضة التركية، إن القرار يتداول على صعيد المستويات العليا الإدارية في وزارة التجارة السعودية.
وكشفت تسريبات نُقلت عن تجار سعوديين التقوا مع مسؤول في وزارة التجارة والاستثمار لبحث البدائل عن البضائع التركية، في الأيام القليلة الماضية، حيث أكدوا أن المسؤول السعودي أبلغهم بأن البضائع القادمة من الكيان الصهيوني ستكون البديلة عن التركية.
وأضاف المسئول السعودي أنه سيتم استيراد البضائع الصهيونية من الإمارات، التي وقعت اتفاق تطبيع سياسي واقتصادي مع الكيان خلال سبتمبر/ أيلول الحالي!
وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك التقارير المتداولة، بقوله: “هذه المقاطعة بالإكراه غير منطقية، فالجميع يعرف أن المنتجات التركية ذات جودة وسعر أفضل، كما أن الكثير من صغار التجار يتعاملون بها منذ سنوات، وهذه المقاطعة ستعود بالضرر على الجميع”.
في حين قال الناشط المعارض البارز، عمر بن عبد العزيز: “يوجد بالمملكة “فوبيا” من تركيا، ولا أعتقد أن سعودي واحد -حتى وإن كان مطبل-، يقول بأن منتجات جبل علي القادمة من الإمارات أفضل من البضائع التركية، لذا كان من الأولى على الحكومة السعودية أن تتخذ قرارًا بتشديد الرقابة على البضائع القادمة من جبل علي، ولكنها اتخذت قرارًا قائمًا على مشاكل ابن سلمان الشخصية وطيشه ومراهقته وقاطعت المنتجات التركية، وجعلت الشعب بأكلمه يعيش تحت رحمة مزاج ابن سلمان”
بينما أكد المعارض السعودي الأبرز، الدكتور “سعد الفقيه”، أن ابن سلمان يظن أنه يزعج تركيا من الناحية الاقتصادية، بمنع التعاون التجاري والاستيراد، مستطردًا: “بالتأكيد يستضرر الطرفين؛ وذلك لضخامة التبادل التجاري بينهما، ولكن المتضرر الأكبر السعودية، فالمنتجات التركية تروج لنفسها في أي مكان، ولكن السعودية اقتصادها ضعيف وسيتضرر بمنع المنتجات والخبرة التركية”.
وحول إمكانية قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قال “الفقيه” إن “السعودية لا تريد من قرارها بمقاطعة المنتجات والاستثمارات التركية إلا إلحاق الضرر الاقتصادي بتركيا فقط، ولكن مسألة قطع العلاقات لا أعتقد أن ابن سلمان يفعلها الآن”.