تسبب مقال نشرته صحيفة “عكاظ” شبه الرسمية في السعودية، بجدل واسع النطاق عبر مواقع التواصل، عقب مطالبة كاتب المقال بالتخلي عن فكرة “تحرير المسجد الأقصى”.
ووصف الكاتب السعودي “فهد الدغيثر”، في مقال تحت عنوان “ما المقصود بتحرير الأقصى”، الفتح الإسلامي للقدس في عهد عمر بن الخطاب، وعهد صلاح الدين الأيوبي، بـ”السيطرة”.
وأفرد “الدغيثر” في مقاله مساحة لروايات عديدة عن وجود تاريخي لليهود والنصارى في القدس، وقال: “تعددت الروايات حول تأسيس حرم الأقصى، منها ما يتحدث عن دور النبي إبراهيم عليه السلام وأنه وضع قواعده بعد أربعين عامًا من وضع قواعد الكعبة، وهذه هي الأقرب والأكثر اعتمادًا في عدد من كتب التاريخ كما يبدو”.
وحول فكرة تحرير الأقصى، قال الكاتب: “لا أعرف بالضبط ما المقصود بـ(تحرير الأقصى) تلك العبارة التي دائمًا تتردد في مواقع التواصل للدلالة على الموقف المعارض لأي فكرة للسلام مع دولة إسرائيل. سأستبعد مفهوم تحرير مدينة القدس بأكملها لأنها لم تعد مطلبًا عربيصا منذ مدريد وأوسلو، لذا فهل المقصود بالأقصى عودة القدس الشرقية؟ ماذا لو حدث ذلك تحت أي ظرف وعادت هل سيعني ذلك منع المسيحيين واليهود من ممارسة طقوسهم الدينية في هذا الجزء من المدينة؟ بالطبع لا، إذ لم يفعل ذلك لا عمر بن الخطاب كما جاء في (العهدة العمرية) ولا صلاح الدين الأيوبي في (معاهدة الرملة)”.
وأضاف: “إذن فالحديث عن (تحرير الأقصى) يتلخص في تحديد هوية من يدير شؤون هذه الأماكن المقدسة؛ بمعنى آخر ولمحاولة الخروج من مأزق هذه الولاية، قد نفكر خارج الصندوق في يوم ما ويطالب العالم بتأسيس هيئة دولية منبثقة من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والفاتيكان وإسرائيل تضم ممثلين عن جميع الأديان الثلاثة ومهمتها الوحيدة الإشراف على هذه الأماكن وتطويرها وصيانتها وحفظ الأمن لزائريها بتمويل من الأمم المتحدة ونخرج من هذه الدوامة”.
ورفض الناشطون مقال “الدغيثر”، معتبرين إياه يتحدث بنظرة انهزامية، ويرى في التطبيع مع الاحتلال انتصارًا دبلوماسيًا.
وقال ناشطون إن “الدغيثر” وغيره يعكسون نظرة الحكومة السعودية الحالية؛ التي لا ترى حرجًا في التفريط في المقدسات الإسلامية بفلسطين.