وجد الدوري الإنجليزي الممتاز نفسه على علاقة وطيدة بأموال السعودية التي تنفقها في كرة القدم، سواءً في شكل صفقات لاعبين أو استحواذ على الأندية.
الاستحواذ على نادي كرة قدم ينطوي على أبعاد أخلاقية حازمة بشأن من يستحوذ عليه. ومع ذلك؛ فإنه بينما يتم استغلال أي نادٍ عندما يصبح رمزًا لعملية غسيل رياضي، يستفيد آخرون من موارده، وهذا للأسف يضيف مصداقية لأي مهمة غسيل، بل ويسرع إجراءها.
وأضاف الموقع أنه بالنسبة لأندية كرة القدم في جميع أنحاء أوروبا، تقدم السعودية – التي تستحوذ بالفعل على نادي نيوكاسل – فرصة كبيرة. فرغم أن هناك انزعاجا أخلاقيا من مساعي المملكة، إلّا أنه من الناحية الاقتصادية، فإن الأموال التي تستثمرها مفيدة للغاية؛ حيث إن هذه الأندية لن ترفض الأموال القادمة من السعودية إذا كانت ستحصل على لاعب لا يريده النادي أو يسعى لبيعه بمبلغ كبير؛ بغض النظر عن أي دوافع.
وأشار الموقع إلى أن تشيلسي لم يرفض التعامل مع السعوديين عندما تعلق الأمر ببيع خاليدو كوليبالي (17 مليون جنيه إسترليني لنادي الهلال) وإدوارد ميندي (16 مليون جنيه إسترليني للأهلي).
وفي الواقع؛ كانت هناك ادعاءات بأنها كانت استراتيجية تم وضعها من خلال العلاقات القائمة المفترضة بين صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي في السعودية) ومالكي تشيلسي، وقد كانت استراتيجية خروج مفيدة للنادي اللندني، للتخلص من اثنين من اللاعبين غير المرغوب فيهما ويكلفان أعباءً مرتفعة.
ونفس الأمر حدث في ليفربول، حيث وافق جوردان هندرسون شفهيًا على الانتقال إلى نادي الاتفاق السعودي بينما يستعد نادي الاتحاد لتقديم عرض لفابينيو، ومن المتوقع أن تكون صفقات مربحة لنادي ليفربول، ما يسمح للمدرب يورغن كلوب بتسريع إعادة بناء فريقه.
وبيّنت التقارير أن ليفربول سيقبل من دون شك المال السعودي على الرغم من الانتقادات الموجهة للسعودية في قضايا عديدة على المستوى الأخلاقي، لكن اهتمام هذه الدولة بكرة القدم يبدو أنه يشفع لها لدى أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي ستتفاوض معها، لأنه ربما ليس لها موارد مالية أخرى.
وتعمل أندية الدوري الإنجليزي على مستويات حقيقية من الربح والخسارة، لديها متسع لمثل هذه الصفقات. فلاعب أستون فيلا، فيليب كوتينيو هو الآن موضوع اهتمام خاص في السعودية، ومن المحتمل أن ينضم هو الآخر إلى الدوري السعودي، لأن الدوريات الأوروبية الأخرى لا تستطيع دفع الأجور المرتفعة.
وهناك العديد من اللاعبين الآخرين مثل كوتينيو؛ ولكنهم مقيدون بسبب عقودهم الخاصة. فعلى سبيل المثال، لاعب الهلال السعودي روبن نيفيز، كان قائد بورتو البرتغالي في فترة شبابه وتم اعتباره أحد أكثر لاعبي خط الوسط إثارة في أوروبا عندما انضم إلى ولفرهامبتون قبل 6 سنوات، لكنه عندما بلغ من العمر 26 سنة، أصبح أول لاعب كرة قدم يتأثر بالمال السعودي وهو في عز مسيرته الرياضية، حيث انضم إلى الهلال مقابل 55 مليون يورو (47 مليون جنيه إسترليني).
وإن كانت أموال تلك الصفقة قد ساعدت النادي في تسوية وضعيته تجاه لوائح اللعب المالي النظيف، فيبقى أن نرى إلى أين تقود نفس القواعد نادي نيوكاسل، بالنظر إلى ارتباطاته الواضحة بالسعودية.
وأخيرًا هناك مساعي من قبل صندوق الثروة السيادي في السعودية؛ لكنْ لتجنب موقف مماثل لما تعرض له مانشستر سيتي من اتهامات بخرق القواعد المالية، حيث سيحتاج نادي نيوكاسل (المملوك للصندوق) إلى تحقيق التوازن المالي.