في ظل سعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدفع عجلة الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل، أعلنت السعودية نيتها تخفيف القيود على السياحة بما يسمح للزوار الأجانب بدخول البلاد.
وفي هذا الإطار كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن الدول التي ستسمح السعودية لرعاياها بدخول البلاد من دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، وهي أمريكا ومعظم دول أوروبا واليابان والصين.
ومن المتوقع أن يصدر القانون الذي ينظم هذا الأمر خلال الأشهر المقبلة، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر تشارك في إعداد هذا القانون.
وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي لديه خطط لجعل الوصول إلى بلاده سهلاً تماماً كما هو الحال في دبي، ضمن خطة شاملة لتنويع مصادر الدخل والاقتصاد.
الخطوة السعودية الجديدة وصفتها “وول ستريت جورنال” بأنها تمثل تقدماً في مشاريع ولي العهد لتحرير الاقتصاد، كما أنها ستسهم في تحسين سمعة السعودية التي ظلت وقتاً طويلاً من البلدان التي تصعب زيارتها.
وتقول الصحيفة إن السعودية تستضيف سنوياً ملايين الحجاج المسلمين في رحلة الحج والعمرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو مصدر دخل هام للحكومة السعودية، لكن ليس لديها نظام يسمح للزوار غير الدينيين بدخول البلاد ما عدا مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
وتتسارع خطط الانفتاح السياحي في السعودية في ظل الانكماش الذي يعانيه الاقتصاد السعودي وخسارة أرباح الشركات بسبب الضرائب الجديدة، وخفض الإعانات، وهجرة العمالة الأجنبية منخفضة التكلفة.
كما تباطأ الاستثمار الأجنبي بشكل كبير في السعودية، بعد أن شعرت الشركات الأجنبية بخطورة التحركات السعودية الخارجية وحملة مكافحة الفساد التي قادها بن سلمان وشملت رجال أعمال كباراً، فضلاً عن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله إن المبادرة السياحية ما تزال في الأيام الأولى، ويتعين الانتهاء من الكثير منها خلال الأشهر المقبلة.
ويوم الخميس الماضي، وافق مجلس الوزراء السعودي على خطط لإقامة نظام تأشيرة سياحية إلكترونية للزائرين لحضور مناسبة خاصة في المملكة، حيث نظمت السعودية، خلال الأشهر القليلة الماضية، سلسلة من الأحداث التي تهدف لجذب السياح الأجانب، ومن ضمن ذلك سباق سيارات الفورمولا (E) وحفلات غنائية.
كما بدأت السعودية بتدريب ضباط شرطة للتعامل مع السياح وتوفير الأمن لهم، بحسب مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة الأمريكية، بالإضافة إلى تعيين أحمد الخطيب، مستشار ولي العهد السعودي، رئيساً لهيئة السياحة.
وتقول الصحيفة إن الخطة السياحية الطموحة لولي العهد السعودي تواجه عدة تحديات، منها أن السماح للزوار الدوليين بدخول البلاد سيكون بمنزلة اختبار للسعودية التي لا تسمح بالكحول، وتفرض على النساء ارتداء ملابس محتشمة، وتمنع الاختلاط في شواطئها.
هذه الأسباب يمكن أن تؤدي إلى تخريب خطط بن سلمان في ما يتعلق بالسياحة، تماماً كما تم تخريب العديد من خططه الطموحة سابقاً، ومنها بيع شركة أرمكو النفطية الذي كان مقرراً في 2018 حيث أُجل إلى العام 2021.
ولكن يبدو أن المشاريع السياحية والانفتاح السياحي تحظى بأولوية لدى بن سلمان، الذي قالت الصحيفة إنه التقى مؤخراً بمسؤولي السياحة الأجانب الذين أخبروه أن صناعة السياحة في السعودية لا يمكن أن تنمو دون تخفيف القيود.