اعتبر الكاتب ماكس بوت أن طغاة العالم يضحكون على أمريكا والرئيس دونالد ترامب، وبدا ذلك واضحاً خلال قمة العشرين التي أقيمت مؤخراً في الارجنتين، مشيراً إلى اللقطة التي ظهر فيها كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهما يتبادلان الضحكات.
ولفت بوت في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن كليهما (بن سلمان وبوتين) يهربان من جرائمهما لأن ترامب لا يفعل شيئاً من أجل محاسبتهما.
وتابع أن ترامب ربما يكون قد حقق أكثر نجاحاته الدولية في قمة العشرين؛ ليس لأنه فعل الكثير في تلك القمة؛ ولكن لأنه لم يقدم على القيام بفعل يشكل هزة هائلة.
ومع الصين، يقول الكاتب، لم يتوصل ترامب إلى شيء جديد سوى الاتفاق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على مواصلة الحوار، كما تعهد ترامب بعدم زيادة الرسوم الجمركية على الصين لمدة 90 يوماً، على أن تلتزم بكين بالمقابل بشراء المزيد من المنتجات الأمريكية، ولكن دون إعلان أرقام محددة.
على الأقل، بحسب الكاتب، لم يكن لدى ترامب أي لحظات متقلبة، كما حصل في إجتماعات مجموعة السبعة في كيبيك يونيو الماضي عندما رفض التوقيع على البيان الختامي، أو عندما كان يميل إلى بوتين في هلسنكي بيوليو الماضي.
وتميز ترامب بقمة الأرجنتين بأنه أدلى بتصريحات مناسبة تعليقاً على وفاة جوج بوش الأب، بدلاً من مواصلة خلافاته مع عائلة بوش، فمع ترامب لا يمكنك أبداً أخذ هذه المجاملات البشرية كأمر مسلم به.
لكن مع ذلك لم يتحقق الكثير في قمة العشرين، فقد مر شهران على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وأسبوع منذ الاستيلاء غير القانوني الذي قامت به روسيا على سفن أوكرانية في مضيق كيرتش، وما يزال مرتكبو هذه الجرائم لا يدفعون الثمن.
ويضيف ماكس بوت: “لقد ظهر محمد بن سلمان وبوتين وهما يتصافحان بحرارة ويضحكان، هذه اللقطة ذكرتني برسم كارتوني بعد الحلف النازي السوفيتي عام 1939، حيث ظهر كل من هتلر وستالين، صحيح أن بن سلمان وبوتين ليسا هتلر أو ستالين، لكن أيديهما ملطخة بدماء جديدة، بما في ذلك ضحايا القصف السعودي على اليمن، والقصف الروسي على سوريا، إنهما يهربان من جرائمهما لأن ترامب لا يفعل شيئاً لمحاسبتهما”.
ويرى الكاتب أن رفض ترامب الاجتماع ببوتين رسمياً في قمة العشرين لن يغير في الأمر شيء، علماً أن هناك من شاهدوهما يلتقيان على العشاء في تلك القمة، وهو ما يؤشر من جديد على الضعف الأمريكي الذي سيشجع بوتين على المضي قدماً دون تراجع.
وبالمثل، فإن إنكار الأدلة التي قدمت وتشير إلى تورط بن سلمان في قضية مقتل جمال خاشقجي، يؤكد أن ترامب ليس قوياً بما فيه الكفاية ليحاسب حليفه.
وبحسب الكاتب، فعلى الرغم من توسلات الولايات المتحدة لمنع السعودية من شراء منظومة إس 400 الدفاعية من روسيا، فإن مصافحة بن سلمان لبوتين كانت رسالة لواشنطن.
لكن رغم كل شيء، يرى الكاتب، أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير ممَّا ظهر عليه ترامب، فقد ظهر مشتتاً وشعر أنه مضطر إلى إلغاء عدة اجتماعات، وكان قادراً بصعوبة على أداء واجبات مكتبه فهو الآن منشغل ببقائه السياسي الذي لم يعد على ما يبدو مضموناً.