ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن أفراد قبيلة “الحويطات” السعودية، دعوا الأمم المتحدة للتحقيق في محنتهم، بحجة أن ما تفعله المملكة من تهجير قسري بحقهم من أراضيهم، من أجل مشروع مدينة “نيوم”، يرقى إلى” إبادة شعب أصلي”.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن مشروع نيوم، الذي يعد أضخم مشروعات ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” للتنمية الاقتصادية، بات يصطدم بأحد أعرق القبائل في المنطقة العربية.
وأضافت الصحيفة أنه خلال الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات السعودية عددًا من أبناء قبيلة الحويطات، التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنين، لرفضهم بيع أرض آبائهم وأجدادهم للحكومة السعودية لبناء مشروعها الضخم.
ولم يقتصر الأمر على الاعتقالات ولكنه وصل إلى التصفية الجسدية، ففي أبريل/ نيسان الماضي، أقر جهاز أمن الدولة بالسعودية بتصفية “عبدالرحيم الحويطي” أحد أبناء قبيلة الحويطات، إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع “نيوم”.
ونقلت صحيفة “الإندبندنت” عن “علياء الحويطي”، الناشطة في لندن والمتحدثة باسم القبيلة قولها: “عندما أطلقوا نيوم في بداية عام 2016، وعدنا محمد بن سلمان بأن نكون جزءًا منها وأن نشارك في تطوير المنطقة وتحسينها”.
وأضافت: “لكن في عام 2020، أُجبروا على ترك أراضيهم. وفي اللحظة التي تفتح فيها فمك أو تقول شيئًا ما على وسائل التواصل الاجتماعي، تختفي من على وجه الأرض”.
وأشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، تم اعتقال اثنين من أفراد القبيلة، أحدهما انتزع من الجامعة، في محاولة لإسكات وترهيب عائلاتهما.
وبينت أنه على الرغم من “تباطؤ إنشاء المشروع بسبب الانهيار الاقتصادي العالمي، تواصل السلطات السعودية طرد أبناء القبيلة من أراضيهم، التي تضم 13 قرية على طول البحر الأحمر”.
وقالت “علياء”: “في الأصل وُعدت القبيلة بتعويضها عن المشروع، من خلال الوظائف والمزايا، لكن في مرحلة ما، غيرت السلطات رأيها واختارت بدلاً من ذلك مطاردة أبناء القبيلة”، مضيفة: “نيوم مبنية على عظامنا ودمنا”.
وكانت “علياء” قد كشفت في وقت سابق، عن قيامها بتقديم مذكرة للأمم المتحدة، تطالبها فيها بفتح تحقيق دولي فيما تتعرض له قبيلة “الحويطات” من انتهاكات وتهجير قسري مخالف للقانون الدولي من قبل السلطات السعودية.