انتقدت صحيفة “الجارديان” البريطانية قمة المرأة التي عقدتها السعودية، هذا الأسبوع، ضمن الفعاليات التي تقيمها استعدادا لقمة مجموعة العشرين، المقررة نهاية الشهر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن “لينا الهذلول”، شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة “لجين الهذلول” قولها إن المشاركين بتلك القمة عملوا على تبييض لصفحة النظام وسجله الصارخ في معاملة المرأة.
ودعت “لينا”، المنسقة للقمة التي افتتحت، الأربعاء، المشاركين والمشاركات لتخيل “عالم حصلت فيه المرأة على المساواة الحقيقية، كل هذا في وقت تقبع فيه الهذلول وزميلاتها في السجن وفقط لأنهن قاتلن لتحقيق هذا الحلم في السعودية”، مضيفة أن المشاركين في اللقاء “يعطون الشرعية للنظام الذي يسكت كل الأصوات المطالبة بحقوق الإنسان بمن فيها أصوات النساء”.
وقالت إن “الناشطات خلف القضبان والاتهامات الرسمية الموجهة إليهن متعلقة بنشاطهن”.
وتشير الصحيفة إلى أن قمة المرأة حضرتها الأمم المتحدة وممثلات عن البنك الأوروبي للإعمار والتنمية، لكن الاجتماع الدولي المزمع عقده الشهر المقبل (قمة العشرين) كان مثار جدل وانتقادات.
وقاطع رؤساء بلديات كل من لوس أنجلوس وباريس ولندن ونيويورك اجتماعا لمناسبة مماثلة الشهر الماضي مرتبطة بقمة العشرين، احتجاجا على مصير المعتقلين السياسيين في المملكة.
وطالما قدم ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للسعودية “محمد بن سلمان” نفسه كمصلح إلا أن ما قام به من إصلاحات مثل رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات والسماح لها بحضور المباريات الرياضية كان عمليات سطحية كما يقول النقاد ولم تغير الكثير من حياة الناس في بلد يخضع لملكية مطلقة تطالب بالطاعة الكاملة للعائلة المالكة.
وحاولت المملكة في السنوات الأخيرة إسكات المعارضين لها، ومن الأمثلة سيئة السمعة عملية قتل وتقطيع الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
واعتقلت “لجين الهذلول” وأفرج عنها عدة مرات بسبب حملتها لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، وأعيد اعتقالها في مايو/أيار 2018 وقبل فترة قصيرة من رفع الحظر.
وقالت “لينا الهذلول”: “لا مجال للإصلاح في السعودية مطلقا، كل المصلحين خلف القضبان وأختي واحدة منهم. وكل ما تريده السعودية هو تبييض انتهاكاتها”.
واستعرضت الصحيفة تعليق منظمة “جرانت ليبرتي”، التي تراقب الحريات المدنية في السعودية، على قمة المرأة في المملكة، حيث وصفتها بأنها “سخيفة ومسيئة” وحذرت من تحويل قمة العشرين إلى “أداة علاقات عامة للنظام الوحشي” وطالبت بمقاطعتها.
بدورها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” لمقاطعة القمة وطالبت من النساء المشاركات التحدث علانية نيابة عن رفيقاتهن في السجن.
واتهمت السعودية “الهذلول” بالتأثير على الأمن القومي والاتصال بكيانات أجنبية، لكن بعد عامين ونصف لا تزال بدون محاكمة في محبسها.
وتقول عائلتها إنها تعرضت للتعذيب والصعقات الكهربائية والجلد وفترات طويلة من الحجز الانفرادي والتحرش الجنسي، وقررت الإضراب عن الطعام بداية هذا العام احتجاجا على منع الزيارات عنها.
وسمح لوالديها بزيارتها في أغسطس/آب الماضي، ووجداها هزيلة.