أجبر الغزو الروسي لأوكرانيا الرئيس الأمريكي “جو بايدن” على السعي لإقامة علاقات أوثق مع ملك السعودية المنتظر “محمد بن سلمان”، وإعادة التفكير في نهج المواجهة حيث تكافح الولايات المتحدة للحد من أسعار النفط المرتفعة.

واعتبرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية في تقرير لها الأربعاء، أن “المملكة العربية السعودية هي القوة الاقتصادية في الشرق الأوسط وعلى مدى سنوات كانت القوة السياسية في شؤون المنطقة، فضلاً عن أنها القوة المهيمنة في أوبك+ وهو تحالف قوي بين مصدري النفط وروسيا”، بالإضافة إلى أنها واحدة من أكبر مشتري الأسلحة الأمريكية.

وللسعودية أيضًا ثقل إقليمي مهم في مواجهة إيران، التي يشن وكلاؤها المسلحون هجمات شبه يومية على حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتعتمد الولايات المتحدة على السعودية في 7% من وارداتها النفطية، وهو رقم لن يتزحزح كثيرًا ما لم يحفز المزيد من الإنتاج المحلي.

وأشار التقرير إلى أن “بعض كبار مسؤولي الإدارة بذلوا جهودا لأشهر من أجل إقناع الرئيس بأن تجاهل (بن سلمان) وأكبر مصدر للنفط في العالم يعيق أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة”.

وتابع: “لكن أحد المسؤولين الأمريكيين وصف العدوان الروسي بأنه أحدث تغييرا في النموذج الذي تنظر به واشنطن إلى السعودية.. المشكلة هي أن المملكة غيرت وجهة نظرها تجاه الولايات المتحدة، خاصة في عهد بايدن، حيث يُنظر إلى قرار الرئيس المبكر بتجاوز الأمير محمد والتعامل مع والده فقط على أنه إهانة شخصية – وهي إهانة لن تُغفر بين عشية وضحاها”.

وألقت “بلومبرج” الضوء على أنه “في مقابلة حديثة مع مجلة ذا أتلانتيك، عندما سئل محمد بن سلمان عما إذا كان بايدن قد أساء فهمه، أجاب ولي العهد ببساطة: أنا لا أهتم”.

وباتت الرغبة في تحسين العلاقات مع السعودية أكثر إلحاحا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الشهر الماضي، والذي أدى إلى فرض واشنطن والاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى عقوبات اقتصادية على موسكو.

وتحاول الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إقناع السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، بزيادة الإنتاج لتعويض الفاقد المحتمل في الإمدادات الروسية.