خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
تدشين حزب التجمع الوطني
أعلن معارضون سعوديون، الأربعاء، إنشاء حزب يحمل اسم “التجمع الوطني”، يدعو إلى تحقيق العدالة، والحكم بالديمقراطية، وعدم احتكار الثروات من قبل السلطة الحاكمة.
وتفاعلت المعارضة السعودية مع هذا الإعلان عن تأسيس الحزب بالترحيب، حيث قال المحامي والحقوقي والأمين العام للحزب الجديد، يحي عسيري، إن “التجمع الوطني” لا يهدف إلى استبدال نظام بآخر، متابعًا: “نريد تغيير الاستبداد بخيار الشعب، وعبر المساواة والديمقراطية”.
وأضاف “عسيري”: “نقول للناس إننا نرغب في حفظ كرامة وحقوق الناس عبر قضاء مستقل عادل، والتأسيس للمسار الديمقراطي لمنح الشعب حرية التعبير والمشاركة”.
في حين قال الأكاديمي المعارض وأحد مؤسسي الحزب، الدكتور “عبد الله العودة”: “هو مد اليد لكل الناس لأننا جزء منهم، لكل الأفراد، لكل الجهات المتحمسين من أجل مستقبل البلاد، ولا شك أن مكونات البلاد متعددة؛ منها المؤسسات، الموظفين، العائلة المالكة، سنة، منها شيعة، قبائل، واتجهات وتيارات مختلفة، فكرة هذا الحزب هو تجمع لكل هذه الأطياف المختلفة لأجل وطن مشترك، وطن حقيقي يعبر عن الحريات والحقوق، ويدنا ممدودة لكل من يقبل هذه النقاط ويوافق بها، فالتجمع لا يستثني أحد أو يستعدي طرفًا، فخياره خيار شعبي خالص يهدف لتأسيس دولة مدنية حقيقة تعبر عن روح الناس وتقيم العدالة والحقوق والحريات كما حلم بها شعبنا طوال العقود الماضية”.
بينما أكد الناشط الناشط المعارض بالخارج، عمر بن عبد العزيز أنه رغم إيمانه بأن هذا الحزب يشكل خطرًا علينا، “ولكن مؤمن أيضًا أن الكثير قد فقدوا حرياتهم، وأعمارهم في المحاولة”.
وأضاف “ابن عبد العزيز” أن ما يميز “التجمع الوطني” عن غيره، هو التعددية في نوعية المشاركين فيه، في إشارة إلى أن بعضهم ذو توجه إسلامي، وآخر ليبيرالي.
وأعلن الزهراني أن الحزب التقى بشخصيات سياسية دولية، وأن أحد الأهداف التي قام من أجلها “التجمع الوطني” هو كسب الصفة الرسمية، لا سيما أن القائمين عليه بصدد تسجيله حزبًا رسميًا داخل بريطانيا.
من جهتها، اعتبرت الأكاديمية المعارضة مضاوي الرشيد، أن الهدف الرئيس من هذا الحزب إحداث نقلة نوعية في مسيرة الحكم نحو الديمقراطية.
وأوضحت الرشيد، التي اختيرت متحدثة باسم الحزب، أن “هذا التجمع يعمل علنا، وليس تنظيما سريا، وخطابنا الإعلامي سيكون موجها إلى الداخل والخارج، ونبين منهجية القمع لدى السلطات”.
وتابعت في تصريحات صحفية بأن الحزب يطمح إلى إيجاد برلمان منتخب بالسعودية، كما سيعمل على توجيه خطابه نحو الشعب بالداخل، وسيكون مرآة لهم بالخارج.
بينما قال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، إن أهمية تأسيس حزب التجمع الوطني في هذه المرحلة هي أن الوضع في البلد ينحدر من سيء إلى أسوأ في جميع المجالات والخدمات، وهذا يُوجب التحرك الفوري وإنقاذ البلد من أي مشاكل إضافية قد تنجم عن تغوّل السلطات.
ورأى “الغامدي” أن هذا الحزب سيملأ فراغًا مهمًا وضرويًا، والحاجة إليه في أشد ما تكون الآن، وبما أن أصوات الدعاة والإصلاحيين قد غيبت تمامًا في السجون وأصبحوا غير قادرين على التعبير عن تلك المطالب لذا يأتي دور الحزب لإيصال رسالتهم ليسس للسعوديين فقط ولكن للعالم كله.
وقال الصحفي المعارض، تركي الشلهوب، إن أهم حدث في اليوم الوطني 90 على الإطلاق كان الإعلان عن إطلاق حزب التجمع الوطني، أول حزب سياسي معارض للنظام، بتوجه وطني خالص.
وتابع “الشلهوب” قائلاً: “منطلقات حزب التجمع الوطني وأهدافه تنم عن نضج كبير ووعي سياسي لحساسية هذه المرحلة القادمة، التي يلهث فيها محمد بن سلمان للقضاء على جميع الأصوات الإصلاحية والتفرد بالسلطة حتى بمعزل عن الأسرة الحاكمة”.
بينما قالت علياء الهذلول: “حزب التجمع الوطني مبادرة أكثر من رائعة. الساحة السياسية في السعودية ليست حكرًا على محمد بن سلمان ولن تكون. أبناء الشعب سواء في الداخل او الخارج عليهم مسؤولية تجاه بلدهم ومجتمعهم. أغلق مبس كل قنوات التواصل مع الشعب، لذلك كان لابد من التفكير خارج الصندوق وتأسيس تنظيم سياسي مواز”.
ووجهت الأكاديمية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي” التهنئة لمؤسسي الحزب، قائلة: “أبارك لأعضاء حزب التجمع الوطني الاعلان عنه وبيان الهدف منه وهو (تأسيس المسار الديمقراطي كآلية للحكم في السعودية)، وأتمنى لهم التوفيق والسداد”.
في حين قالت الناشطة المعارضة، نورة الحربي: “تأسيس حزب التجمع الوطني لأجل وطن حقيقي يجمع أطياف مختلفة ضمن أهداف موحدة، إذا أردنا الوصول إلى حل، علينا التعامل مع كافة الفئات ونفي أي خلاف في صفوف المعارضة والتأكّد بتوحيد صف المعارضة المعتدلة”.
الاحتفال باليوم الوطني السعودي:
يمثل اليوم الوطني السعودي، يومًا للاحتفالات والزينة، ولكن المعارضة السعودية حاولت من خلال رموزها إعادة تعرف اليوم الوطني، بحيث لا يرتبط بشخص أو أسرة كما هو الحال الآن، وأن يكون يومًا للوطن بأكلمه.
فمن ناحيته، قال “عبد الله العودة”: “أوضح أن تعريف الوطن يبدأ من المُواطِن، حيث الحقوق، والحريات، والعدالة، وسيادة النظام، والعيش الكريم، متابعًا: “وأما أي حاكم أو مسؤول، فيجب النظر له قانونًا وشرعًا فقط ك”موظف” أجير عند الأمة والشعب، وعلى الناس والشعب محاسبته على أي انتهاك للحقوق، وأي عبث بالمال العام”.
في حين قال الحقوقي السعودي، يحي عسيري: “تكذب السلطات السعودية باستخدامها كلمة مواطنة، لإن المواطنة تقتضي المشاركة، وبما أننا لا نشارك، وتمن علينا حقوقنا التي لا نأخذ منها إلا الفتات، فهي ترانا سكانًا ثقالًا لا تريد أن تسمع رأينا ولا شكوانا ولا نقدنا، لا ترانا مواطنين لهم حق المشاركة، لذا صدقت بقولها”.
بينما قال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “لماذا يحتفل باليوم الوطني من لا يجد عملاً ولا وظيفة ولا حياة كريمه ولا منزل ولا حقوق؟ لماذا يحتفل باليوم الوطني المحسوبون على الدين والواعظين الخ؟ متى يفهم الشعب أن الوطن هو الأرض التي نعيش عليها بكرامة؟”.
ثم عاد قائلاً: “لن يحتفل باليوم الوطني إلا واحد من ثلاثة، منتفع من النظام بشكل أو بآخر، أحمق جاهل إمعة لا يعي ما يفعل، تافه همه الرقص والطرب بأي ثمن”.
وقال المعارض “عبد الله الغامدي”: “أغلب المحتفلين باليوم الوطني لا يحتفلون عن قناعة، فهم متأثرين بالإرهاب العام الذي صنعته الدولة لمن يرفض الاحتفال حتى لا يصنفون ضد ابن سعود، خصوصاً الموظفين الحكوميين والمشاهير. وهذا نموذج على أن إرهاب الدولة يجعل الشعب المقهور والمظلوم يحتفل بمعاناته ليجعلها إنجازاً لحكومة فاشلة”.
وذكرت الناشطة المعارضة، نورة الحربي، أن “اليوم الوطني 90 عام منذ احتلال أرض بلاد الحرمين، وأن شعار همة حتى القمة، يعني قمة الظلم والاستكبار، قمة السرقات والمخصصات، قمة الفقر والتخلف، قمة الإجرام والفساد، قمة التكتم والاعتقال، قمة التطبيع والخيانة”.
اختراق حساب “سعيد بن ناصر الغامدي”:
أعلن المعارض السعودي البارز، وأحد مؤسسي حزب التجمع الوطني، الدكتور “سعيد بن ناصر الغامدي”، اختراق حسابه على “تويتر” ونشر مواد إباحية عليه، متهمًا الذباب الإلكتروني التابع للسلطات السعودية بذلك، في محاولة للرد على تدشين الحزب.
وعلق الحقوقي السعودي المعارض، علي الدبيسي، على ذلك الاختراق بقوله: “بعد ٣ أيام من تأسيس حزب التجمع الوطني المعارض للسعودية، اختراق حساب أحد مؤسسيه الشيخ الغامدي، وبث تغريدات جنسية وماجنة تعكس وجه الذبابة السعودية، ووضع صورة مبس كرمز للإجرام الإلكتروني والإنحلال الخلقي. المرجح بشكل كبير إن أجهزة الحكومة وراء هذه القباحة”.
في حين قال الناشط السعودي المعارض، عمر بن عبد العزيز، إن “هذا الاختراق هو البداية فقط وهو دعاية جيدة جدًا للحزب”، متابعًا بقوله: “سيتم لاحقًا ملاحقة الأعضاء، والضغط على أهاليهم وأسرهم، ومن ثم الانتقال للحل الأخير وهو التيكي تاكا حول القنصليات”.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “توقيت تهكير حساب الشيخ سعيد الغامدي وإعلان إطلاق حزب التجمع الوطني ليس اعتباطيًا، خاصة أن الشيخ من المؤسسين”.
وتابع “الشلهوب” بقوله: “واضح أن إعلان الحزب أثار جنون محمد بن سلمان، لكنه كعادته غبي وفاشل في ردود فعله، يأمر بشيء فيقلب السحر على نفسه”.
وحول استخدام المحتوى الإباحي في الحساب بعد قرصنته، علق “الشلهوب” بقوله: “ابن سلمان شخص مهووس بالإباحية ورعايتها ونشرها، وما حدث في اختراق الشيخ سعيد الغامدي خير دليل”.
وعلقت الناشطة المعارضة، نورة الحربي، على ذلك الاختراق بقولها: “للاسف تم اختراق حساب سعيد بن ناصر الغامدي بواسطة عملاء ابن سلمان، اللي لا يتحملون صوت الحق تجاه الظالمين يرجى الانتباه والحذر”.
شكوى أممية لصالح قبيلة “الحويطات”:
كشفت الناشطة السعودية المعارضة بلندن وابنة قبيلة “الحويطات”، علياء الحويطي، عن تقديم حملة “العدالة لضحايا نيوم”، شكوى للأمم المتحدة نيابة عن أبناء القبيلة الذين تسعى السلطات السعودية لتهجيرهم قسرًا لاستكمال بناء مدينة “نيوم” السياحية.
وقالت “علياء” في تغريدة لها عبر حسابها بـ”تويتر”: “حملة العدالة لضحايا نيوم”، وعبر محاميين دوليين تقدمت بشكوى مفصلة، وطلب تحقيق عاجل للأمم المتحدة، نيابة عن قبيلة الحويطات”.
وأوضحت المعارضة السعودية أن الشكوى والمطالبة بالتحقيق جاءتا للاعتراض على عمليات القتل، والإخلاء القسري، وسجن وخطف أبناء القبيلة،في سبيل بناء مدينة “نيوم”.
وكانت الناشطة السعودية بلندن قد أعلنت في يونيه/ حزيران الماضي، تدشين حملة دولية، تحت عنوان “العدالة لضحايا نيوم”، وذلك لمساندة قبيلتها “الحويطات”، ضد ممارسات السلطات السعودية ضدها.
وعرضت “علياء” خلال فعالية إطلاق الحملة، معاناة ضحايا مشروع “نيوم”، ومحنة أفراد القبيلة التي لم تتوقف إلى اليوم، مشيرة إلى أن السلطات السعودية تعرضهم للترويع والإرهاب اليومي.
بينما قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، عبر حسابه بـ”تويتر”: “العدالة لضحايا نيوم وجميع من تهدم الحكومة السعودية المجرمة منازلهم وتخرجهم بالقوة الجبرية من قراهم وديار أجدادهم.. العمل في الداخل بالدفاع الجماعي عن القرى والمنازل سيصاحبه عمل في الخارج بالدعم الإعلامي والقانوني”.