أعلنت وكالة “ف.م.ب أويروكوم” للعلاقات العامة اليوم الاثنين (26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) أنها أنهت “استشاراتها” للقيادة السعودية. قرار الوكالة جاء بعد ورود تقارير إعلامية تتهمها بتلميع صورة السعودية في ألمانيا. وبررت الوكالة قرارها بأنه جاء ردا على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وقال رئيس الوكالة، ميشائيل إناكر، في مقابلة مع بوابة “ميديا” الألمانية الإلكترونية، اليوم: “عقب هذه الجريمة المفزعة يتعين علينا اليوم أن نوضح أن الرأي العام الألماني لم يعد يرى لنا دورا كوسيط أو فرصا لدعم قوى الإصلاح، وبالتالي لا يمكننا الاضطلاع بهذا الدور. وعلى خلفية ذلك ننهي تكليفنا”.
ونفى إناكر في المقابلة اتهامات بأن عمل وكالته أدى إلى تضليل الرأي العام في ألمانيا فيما يتعلق بالبلاط الملكي السعودي. وذكر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن وكالته كانت تقوم بدور وساطي واستفاد الكثير من الصحفيين من ذلك في إقامة اتصالات مع جهات حكومية في الرياض والمجتمع المدني السعودي.
وكانت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ” الألمانية قد ذكرت في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن الوكالة تواصل عملها في ألمانيا لصالح السعودية حتى بعد مقتل خاشقجي مقابل حصولها على مبالغ سخية. بدورها كشفت صحيفة “بيلد أم زونتاغ” أن الوكالة المذكورة تعمل منذ 2017 على تلميع صورة السعودية في وسائل الإعلام الألمانية.
كما ذكرت الصحيفة الشعبية الواسعة الانتشار أن سفير ألمانيا السابق لدى السعودية “ديتر وولتر هالر” يعمل مستشارا لديها. وأضافت الصحيفة أن بحوزتها وثيقة، مكونة من 50 صفحة، تزعم فيها الوكالة بأن نفوذها يتجاوز وسائل الإعلام الألمانية وأن لديها اتصالات بديوان المستشارية والرئاسة الألمانية ووزارات أخرى بالإضافة إلى اتحاد كرة القدم الألماني وشركات ألمانية كبرى.
وفي حين لم يأت رد رسمي ألماني على الوكالة، فإن وسائل الإعلام المذكورة في “الوثيقة” نفت ما ورد فيها جملة وتفصيلا. وقالت صحيفة “بيلد” إن موقفها “غير قابل للتأثير، والتغطية الإخبارية حول السعودية انتقادية باستمرار”. وفي مثل هذا السياق جاء أيضا ردود فعل صحف “زوددويتشه تسايتونغ” “وفرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” و”دي فيلت” و”هانديلسبلات”.