يشكل عهد ولي العهد الحاكم الفعلي للمملكة محمد بن سلمان آل سعود الأشد تضييقا على المساجد في بلاد الحرمين بما تبناه من نهج يقوم على محاربة الهوية الإسلامية فيها.
وقد بدأ محمد بن سلمان ولايته للعهد بتوجّهات، ارتكزت على أمرين: تغريب المجتمع وسلخه عن هويته، ومحاربة الإسلام وشيطنة أهله.
ولتحقيق ذلك اعتمد بن سلمان على أشخاص انتقاهم من ذوي السمعة السيئة والكفاءة المتدنّية وقلّدهم كبرى المناصب يعيثون ويُفسدون من خلالها.
من أبرز هؤلاء عبد اللطيف آل الشيخ الذي قلّده ابن سلمان منصب وزير الشؤون الإسلامية رغم أنه يفتقد لأبسط مقوّمات تسلّم وزارة إسلامية إذ أنه حتى لا يُجيد قراءة القرآن الكريم!.
وما يؤكد جهله أيضًا وعدم أهليته لتسنّم أدنى منصب إسلامي، قوله إن “غالبية” الحجاج من المسلمين؟!. فهل يعقل أن يكون “بقية” الحجاج من اليهود أو النصارى أو البوذيّين مثلًا؟!
أما كلامه فلا يليق بعامة المسلمين، فضلًا عمّن يدّعي أنه عالم مسلم أو طالب علم. من ذلك حديثه الشهير بكل وقاحة وقلة أدب عن حماية المؤخرات.
وقد نسيَ أو تناسى أن الملك سلمان وابنه اللذان يسبّح بحمدهم ويطبّل لهما ليل نهار أعطيا ترامب 400 مليار دولار من أجل حماية مؤخراتهم!
ولأن عبد اللطيف آل الشيخ تقلّد منصب الوزارة بدون استحقاق من سيّده ابن سلمان، فقد سار على نفس المنوال، فمنح متعيّنة حديثة بدرجة البكالوريوس في الإعلام منصب رئيسة الإعلام فرع مكة وطلب من المسؤول السابق التنازل لها!
كل هذا وهو يحتسي قهوته وبدون معرفة مؤهلاتها وإمكاناتها!
قرارات آل الشيخ ضد المساجد هي تجسيد لمطالبة كوشنر المشهورة بـ “تطهير المساجد”
حيث أكّد المضيّ قُدمًا بتغيير أيديولوجيات المساجد لأخرى أشد موائمة لأمريكا و”إسرائيل” وقال إنا نقوم بتنفيذ الأمر بالتعاون مع شركائنا.
ويبدو أن ابن سلمان كلّف آل الشيخ بهذه المهمة القذرة!
ومن أهم القرارات التي أصدرها عبد اللطيف آل الشيخ لمحاربة المساجد والتضييق على خطبائها وأئمتها:
منع تشغيل مكبرات الصوت أثناء الصلاة وبرّر ذلك لما تسبّبه للناس من أذية!
بل حرّض الناس على التبليغ عن المخالفين، حثت أعلنت وزارته استقبال أكثر من 900 “مخالفة” بسبب استخدام مكبرات الصوت.
ومنع مكبّرات المساجد أثار ضجة كبيرة داخل المملكة لما يمثّله من إماتة أهم مظهر من مظاهر الإسلام في المملكة.
واشتعلت مواصل التواصل بمطالبات شعبية كبيرة لأشهر لإعادة تشغيل المكبرات، ومع ذلك استمرّ تعنّت آل الشيخ.
ولم يكتفِ عبد اللطيف آل الشيخ بمنع تشغيل المكبرات إثناء الصلاة وقصرها على الأذان والإقامة بل طالب بقصر عدد السماعات الخارجية على 4 فقط في كل مسجد خوفًا من “إزعاج الناس” حسب ادّعائه.
محاربة أئمة المساجد المشهورين والتضييق عليهم، فقد قام بفصل العشرات منهم من عملهم بذرائع وحجج واهية.
ثم طالب بعد ذلك خطباء المساجد الذين لا تتوافق أفكارهم مع رؤية سيده ابن سلمان بالاعتذار على الملأ في محاولة منه لإذلالهم وإهانتهم وتحقير صورة العلماء في نفوس عامة الناس.
واستمر عبد اللطيف آل الشيخ بالتضييق على أئمة المساجد فمنع إقامة أي منشط دعوي إلا بعد أخذ الموافقات الرسمية، كما أمر بتفتيش مكتبات المساجد وعدم وضع أي كتب فيها إلا بموافقة الوزارة.
بل وصل الأمر لإلزام أئمة مساجد الرياض بالقراءة النجدية وهدّد من لا يلتزم بالعقوبة والفصل.
واستغل عبد اللطيف آل الشيخ منصبه لتسييس المنابر وشيطنة الجماعات الإسلامية فأمر بتخصيص خطبة الجمعة لشيطنة جماعة التبليغ والتحذير منها مما دعا أحد أكبر علماء شبه القارة الهندية الشيخ سلمان الحسيني الندوي للرد عليه وتذكيره بالمنكرات التي تحدث في بلاد الحرمين وسكوته وزارته عنها.
وفي أكتوبر 2021، ومع زوال الكثير من تقييدات كورونا الاحترازية وخصوصًا في الحفلات وحضورها.
استمر آل الشيخ بالتضييق على المساجد فأصدر قرارًا بأن تخفيف الإجراءات الاحترازية لن يشمل المساجد والجوامع.
أمّا شهر رمضان فشهد جملة قرارات مُجحفة منها:
– منع اصطحاب الأطفال لصلاة التراويح في رمضان
– منع إقامة موائد الإفطار في المساجد
– منع جمع التبرعات في المساجد
– منع بث وتصوير صلاة التراويح في رمضان، وبرّر ذلك لمنع انتشار أخطاء الأئمة
– وضبع ضوابط لدعاء القنوت وتوعّد من لا يلتزم!
ومن أغرب القرارات التي أصدرها عبد اللطيف آل الشيخ لصدّ الناس عن المساجد، إلزام الإمام بأخذ بيانات المعتكفين في شهر رمضان وطلب موافقة الكفيل بالنسبة للمعتكفين غير السعوديين.
فجعل من المساجد أشبه بالدوائر الأمنية تقصيًا ومراقبة ومسائلة للمصلّين.
وتقديرًا لجهوده في التضييق على المساجد (أو تطهيرها بالمصطلح الأمريكي) منحته وحدة ثقافة السلام في الشرق الأوسط التابعة لمؤسسة العالم في أمريكا درع “قائد وصانع سلام عام 2022”!
ولم يعُد يخفى على أحد الدور القذر الذي يلعبه ابن سلمان في محاربة الإسلام ومظاهره في المملكة.
وكما سيسجّل التاريخ اسم ابن سلمان بصحائف الخيانة والخسّة ومحاربة الإسلام، سيسجّل التاريخ كذلك اسم عبد اللطيف آل الشيخ كعدوٍّ للمساجد ومحاربٍ لأئمته وخطبائه.