قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن التطور الرئيس بما يهم تل أبيب والرياض يتلخص في بدء “إسرائيل” العمل على سياسة تعاون مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في مجال الأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
جاء ذلك في مقال للكاتب أنطوان كوبولاني، تحدث فيه عما سماه التطور المفاجئ في العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” وجيرانها، متسائلاً عن سر التحالف الغريب بينهما.
وأشار كوبولاني إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شدد بنفسه على أن “بلاده تربطها علاقات بجميع الدول التي لا تعترف بها، وذلك نظراً إلى حاجة هذه البلدان لإسرائيل في المجالين الاقتصادي والأمني”.
وأضاف أن طريقة التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تغيرت، وأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تبحث عن بلورة خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، أو ما يسمى “صفقة القرن”، وإنما تسعى إلى تهميشه لأهداف مختلفة.
وأشار الكاتب إلى أن أبرز هذه الأهداف يدور حول إضعاف إيران، وهو ما يحقق جانباً من الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
ومن خلال “الحرب الباردة الجديدة” بين السعودية وإيران فإن ترامب يسعى إلى تشكيل تحالف غير رسمي بين بعض دول الخليج و”إسرائيل”، وتحالف آخر بين دول الخليج نفسها، وذلك في إطار مشروع إنشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط.
ورأى الكاتب أن من المؤكد أن هذه الفكرة لا تعد مبادرة أمريكية بقدر ما تمثل طلباً صيغ على نحو منفصل من جانب الإسرائيليين من جهة والإماراتيين من جهة أخرى، وتحديداً من جانب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وأشارت إلى أن زيارة ترامب إلى السعودية عام 2017 أفضت إلى عقد ثلاثة اجتماعات، من ضمنها لقاء ثنائي جمعه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وآخر متعدد الأطراف مع قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترغب في تشكيل حلف “ناتو عربي” على شاكلة حلف بغداد الذي أُسس في 1955 (من بريطانيا والعراق وتركيا وإيران وباكستان للوقوف ضد المد الشيوعي، وحُل 1979).
وأوضح كوبولاني أن الحلف الجديد يضم كلاً من السعودية والإمارات كمصدرين للأموال، وتكون مصر والأردن مزودين للقوات المسلحة، وكذلك بإقامة تحالف غير رسمي مع “إسرائيل”.
وأضاف أنه بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فمن المرجح أن يكون هذا المشروع متماسكاً، وذلك لأن السعودية سيكون لها فيه الدور الرئيس ذاته الذي للولايات المتحدة في حلف الناتو.