تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن دوافع حكومة بلادها فيما وصفته بتسامحها أو تساهلها باستثمار الأموال السعودية في القطاع التكنولوجي في الولايات المتحدة.
جاء ذلك في مقال للكاتبة “كارا سويشر” وهي كاتبة متخصصة في تغطية أخبار التكنولوجيا بالصحيفة الأمريكية، سلط الضوء على اتهام اثنين من العاملين السابقين بتويتر بالتجسس على منشقين سعوديين لصالح لحكومة الرياض.
واستهلت الكاتبة مقالها بالقول” هل أنت فقير لدرجة أن المال هاجسك الوحيد؟ دار هذا السؤال في خاطري عندما رأيت قسمين من أخبار التكنولوجيا يتعلقان بالسعودية هذا الأسبوع”.
وتابعت “أو بالأحرى أخبار تتعلق بالحاكم الفعلي للسعودية والمستثمر على تويتر، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي أمر -على الأرجح- بقتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي”
وذكرت الكاتبة أنها تسمي محمد بن سلمان بـ “السفاح البلطجي”.
وأضافت أن الجزء الأول من تلك الأخبار عزز سمعة بن سلمان المروعة، فقد اتهمت النيابة العامة الفيدرالية اثنين من موظفي تويتر السابقين بالتورط في التجسس على معارض الحكومة السعودية وذلك بالتنسيق مع مقربين من ولي العهد السعودي.
ونقلت الكاتبة تصريحات أدلي بها “ديفيد أندرسون” النائب العام النائب لمنطقة شمال كاليفورنيا، لصحيفة “واشنطن بوست”، والتي قال فيها إن هناك شكوى جنائية حالية تزعم أن عملاء سعوديين استغلوا أنظمة توتير الداخلية للحصول على على معلومات شخصية لمعارضين سعوديين معروفين وآلاف أخرين آخرين من مستخدمي تويتر.
وأضاف أندرسون: لن نسمح لشركات التكنولوجيا الأمريكية أن تصبح أداة قمع في أيدي الحكومات الأجنبية.
وعقبت الكاتبة قائلة “لكن هذا هو بالضبط ما يبدو أنه قد حدث”، حيث تستغل حكومة أجنبية للأدوات الرقمية الأمريكية؛ فتخرس الأصوات المعارضة وتتوسل إلى ذلك بالتكنولوجيا الأمريكية، ما يخالف القانون الأمريكي ويقوض ثقة المجتمعات بالولايات المتحدة.
وأضافت “تشير قصة التجسس على حسابات المعارضين إلى صعوبة الخصوصية وإدارة منصات التواصل الاجتماعي على المستويين الداخلي والخارجي، وتؤكد تعرض تلك المنصات لأنواع من الضغوط والتحديات غير النزيهة.
ونوهت إلى إعلان الرئيس التنفيذي لتويتر “جاك دورسي” أن منصته ستتوقف عن قبول الإعلانات السياسية على مستوى العالم، حيث قالت إن السيطرة على اختراق الشركات التكنولوجية أمر شبه مستحيل.
وقالت الصحيفة إن “أحمد أبو عمو”، أحد المتهمين في القضية، هو مواطن أمريكي يواجه تهمة التجسس على ثلاث حسابات لصالح الحكومة السعودية. بينما يواجه المواطن السعودي “علي الزبارة” تهما بتسريب أكثر من 6000 حساب للنخبة الحاكمة السعودية المرتبطة ببن سلمان.
وأشارت الكاتبة إلى استثمار الأمير السعودي الوليد بن طلال 300 مليون دولار ليصبح ثاني أكبر مساهم في تويتر، مضيفة أن تويتر ليست الشركة الوحيدة التي تغذيها أموال سعودية؛ حيث وضع صندوق الثروة السيادي السعودي ما يقرب من نصف خزينته لصالح صندوق الرؤية بقيمة 100 مليار دولار في “سوفت بنك” في عام 2016.
يأتي الاستثمار في شركة العقارات الأمريكية WeWork، بمثابة النتيجة الأكثر إثارة للانهيار في الاستثمارات المتعثرة، ويسعى صندوق الثروة السيادي السعودي للمساهمة في صندوق الرؤية الثاني.
ومضت قائلة إن “غسيل الأموال السعودية يتدفق بوادي السيليكون، لكن جزءًا كبيرًا منها في مهب الريح، بما في ذلك في شركة أوبر للتوصيل”.
وأضافت ان ترافيس كالانيك، مؤسس شركة أوبر ورئيسها السابق والعضو الحالي في مجلس إدارة، أتاح دخول الاستثمارات السعودية إلى الشركة، وقد جرى نقاشات داخلية حادة حول ارتباط كالانيك القوي بالسعودية، لا سيّما مع وجود، ياسر الرميان، العضو المنتدب لصندوق الثروة السيادي السعودي، عضوًا في مجلس إدارة أوبر.
وأشارت الكاتبة أنه منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، جاء أول تمويل مباشر لشركة أمريكية ناشئة؛ ففي يناير/كانون الثاني الماضي، تلقى كالانيك حوالي 400 مليون دولار من صندوق الثروة السيادي السعودي؛ لبدء تشغيل شركة مطعم توصيل باسم كلاود كيتشينز CloudKitchens، ويصل مجموع تمويل الشركة الناشئة خمسة مليارات دولار.