قالت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية إن السعودية عاجزة عن إيجاد مخرج لها من اليمن بعد سنوات من الحرب، رغم حرصها على إبرام أي صفقة -ولو عن طريق إيران- تساعدها على تحقيق هدفها.
واستشهدت الصحيفة بالانسحاب الأخير الذي نفذته قوات مدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية من مناطق بمحافظة الحديدة التي تعتبر الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر، ما سمح للحوثيين بالسيطرة عليها حيث يقاتلون من أجل تحقيق ذلك منذ 2015.
وذكرت الصحيفة أن الانسحاب من الحديدة كان بمثابة خطوة مفاجأة للجميع تقريبا، بما في ذلك مراقبي الأمم المتحدة الذين انتشروا لمراقبة وقف إطلاق النار في المنطقة منذ 2018.
وأشارت “إيكونوميست” إلى أن الحديدة، التي كانت ذات يوم من أولويات التحالف العربي بقيادة السعودية، باتت اليوم بمثابة عرض جانبي للمعركة الأكبر التي تحدث على بعد 260 كيلومترًا إلى الشمال الشرق، في مأرب، حيث أصبحت المدينة التي كانت ذات يوم واحة سلام نسبيًا، تستضيف حوالي مليون نازح داخليًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصفاة النفط الوحيدة الموجودة في شمال اليمن موجودة في مأرب، وسيكون الاستيلاء على مأرب انتصارًا رمزيًا واستراتيجيًا للحوثيين على السعودية، ويبدو أن الحوثيين أصبحت لهم اليد العليا هناك بشكل متزايد.
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين صعدوا من هجماتهم على مأرب في فبراير/شباط وعلق الطرفان في حرب استنزاف طويلة.
وقالت إن القتال في مأرب زاد من بؤس اليمن التي يحتاج حوالي 80% من سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة. في حين يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد.
وسافر “تيم ليندركينج”، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، إلى المنطقة لإجراء محادثات في نوفمبر/تشرين الأول. لكن كان لديه القليل ليقدمه رغم قيامه بعشرات الرحلات هذا العام.
وقالت الصحيفة إن الحوثيين مسؤولين على المأزق الدبلوماسي الحالي حيث يعتقدون أنهم ينتصرون ولا يرون سبباً كافياً يدعوهم للتفاوض، مشيرة إلى أنه على النقيض من ذلك السعوديين الذين يزداد يأسهم في إمكانية إنهاء الحرب اليمنية ولو حتى لأسباب تتعلق بمصالحهم الشخصية.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع في اليمن كلف ميزانية المملكة مليارات الدولارات كما ألحق الضرر بعلاقاتها مع حلفاء رئيسيين وفي مقدمتهم أمريكا فضلا استهداف المباني التحتية والمطارات السعودية بالمسيرات الحوثية.
وفي غضون ذلك؛ يتحرك السعوديون لتعزيز دفاعاتهم الحدودية في انتظار المزيد من تقدم الحوثيين في مأرب، ومع تعثر المحادثات الأمريكية والأمم المتحدة، بدأ السعوديون التفاوض مع خصمهم اللدود إيران، التي دعمت الحوثيين بالسلاح والمال.
وأجرت القوتان الإقليميتان (السعودية وإيران) محادثات منخفضة المستوى في وقت سابق من هذا العام في العراق. ومع ذلك، ليس لدى السعوديين الكثير ليقدموه لإيران، التي تسعد برؤية عدوها ينزف على يد الحوثيين.
ووفق الصحيفة؛ فإنه حتى لو أرادت طهران مساعدة الرياض، فمن المحتمل أن الدولة الفارسية لا تملك سيطرة كافية على الحوثيين؛ لإجبارهم على إبرام صفقة مع السعودية.
وخلصت الصحيفة أن السعوديين حاليا حريصون على تقليص خسائرهم بأي صفقة والخروج من اليمن لكنهم رغم ذلك لا يستطيعون إيجاد طريقة للقيام بذلك حتى الآن .