قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسعودية ستكون تحت المجهر خلال الفترة المقبلة، مبينةً أن حفل التنصيب الشهير لترامب، قبل نحو عامين، قد يكون مدخلاً لمرحلة جديدة، خاصة إذا ما تم الكشف عن تمويل سعودي تلقاه.
وكانت السلطات الأمريكية قدَّرت تكاليف مراسم تنصيب ترامب، الذي جرى يوم 20 يناير، في العاصمة واشنطن، بنحو 200 مليون دولار، والذي قد يعد الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة، وفق ما قالته صحيفة “نيويورك تايمز” سابقاً.
وبيَّن ويل غور، رئيس التحرير التنفيذي بـ”الإندبندنت”، في مقال له، أن الإجابة عن سؤال: هل أسهمت السعودية في حفل تنصيب ترامب؟ يمكن أن يكون كافياً لعزل ترامب من منصبه.
وأضاف أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن التحالف بين ترامب والسعودية ودفاعه المستميت عن ولي العهد محمد بن سلمان، المتهم بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، جاءا إثر صفقات السلاح التي وقعتها المملكة مع الولايات المتحدة.
ولكن الآن بدأت الشبهات تحوم حول إمكانية أن يكون ترامب قد تلقى تمويلاً من السعودية والإمارات، وعقدَ صفقات بين شركاته وتلك الدول، وفق ما يقوله غور.
وتابع أن الرئيس الأمريكي يواجه اليوم مشاكل مع المحقق روبرت مولر، الذي يتولى التحقيق في ملف التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، ووصل التحقيق إلى المرحلة الثانية وهي تأطير العلاقات بين ترامب وروسيا، وربما عدد من الدول الأخرى.
ومن بين الأشياء التي سيبدأ التحقيق فيها مصادر تمويل حفل تنصيب ترامب، الذي قيل حينها إنه شكَّل لجنة لجمع التبرعات لتمويل حفله، وإن تلك اللجنة جمعت رقماً قياسياً وصل إلى ضعف المبلغ المطلوب.
ويتابع غور أن المحقق مولر يجمع الأدلة حول الأموال التي جُمعت لهذا الحفل، خاصة مع وجود شبهات بأن السعودية هي من موّلت الحفل، في ظل التطورات التي رافقت قضية مقتل خاشقجي، والدفاع الكبير من ترامب عن المملكة.
وأضاف أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن سبب الدفاع يتعلق بتحالف ترامب مع آل سعود لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة، لكن منتقدي الرئيس يدرسون الأمر الآن من زاوية مختلفة.
سلوك ترامب تجاه السعودية هو الذي فتح الباب واسعاً أمام هذه التساؤلات، كما يقول غور.
ويستدرك: “لكن الاتهامات بأن السعودية تدين ترامب بعد تمويل حملته الانتخابية والتبرع لحفل تنصيبه تغير الصورة بشكل كبير”.
ويوضح غور أن “مجلس النواب قرر تحميل بن سلمان المسؤولية في قضية قتل خاشقجي، وهو المجلس الذي يحظى بأغلبية من الحزب الجمهوري. ويُنتظر أن يدعم مجلس الشيوخ موقف مجلس النواب عندما ينعقد من جديد بغالبية من نواب الحزب الديمقراطي، مطلع العام القادم، وعندها سيكون ترامب في موقف شديد الصعوبة”.
ويخلص إلى أن العام المقبل سيكون الأكثر صعوبة لترامب، وربما بشكل لم يتخيله.