مع إصرار نادي “اتحاد جدة” السعودي على التعاقد مع الدولي المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، من المنتظر أن يتواصل إنفاق المملكة الضخم لضم نجوم من دوريات كرة القدم الأوروبية، وهو ما ينعكس بالإيجاب على أندية تلك الدوريات، لكن في الوقت نفسه قد يمثل خطرا عليها.

وأحدث لاعب شهير انضم إلى الدوري السعودي (روشن) هو المهاجم الدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا، الذي تعاقد معه “الهلال” قادما من باريس سان جيرمان الفرنسي، مقابل أكثر من 90 مليون دولار.

 

ماذا يعني؟

انطلاقا من رؤية 2030، تضخ السعودية استثمارات ضخمة في قطاعات عديدة، بينها الرياضة والسياحة والثقافة والفنون والتكنولوجيا، لتنويع وتوسيع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي) كمصدر رئيسي للإيرادات، في ظل توجه العالم نحو الطاقة النظيفة، ولإكساب المملكة القدرة على امتصاص صدمات التقلبات في أسعار النفط.

الرياض تسعى إلى جعل الدوري السعودي من بين أفضل خمس دوريات في العالم، ولذلك تستقطب أفضل اللاعبين لزيادة تنافسية المسابقة، وهو ما سبق أن قامت به دوريات منها الإنجليزي والإيطالي.

قبل نيمار، تعاقدت أندية سعودية مع نجوم بينهم البرتغاليان كريستيانو رونالدو وروبن نيفيز والفرنسي كريم بنزيما والجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو مانى، مقابل مبالغ مالية ضخمة حصلت عليها أنديتهم الأوروبية.

حتى الآن، أنفقت أندية الدوري السعودي هذا الموسم، بما فيها النصر والاتحاد المدعومان من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (مملوك للدولة)، أكثر من 650 مليون دولار لجلب لاعبين بارزين، بحسب موقع “ترانسفير ماركت” (Transfermarkt). وقد حصلت أندية إنجليزية على أكثر من ثلث تلك الأموال.

الدرجة الأولى في الدوري السعودي، التي تضم 18 ناديا، احتلت هذا الموسم المرتبة الثانية في صافي الإنفاق على اللاعبين عالميا خلف الدوري الإنجليزي الممتاز، متجاوزةً الدوري الإسباني الذي احتل الريادة لسنوات، وفقا لمجموعة الأعمال الرياضية في شركة “ديلويت” للاستشارات المالية.

حذر نقاد رياضيون ولاعبون سابقون، بينهم نجم ليفربول السابق جيمي كاراجير، من تداعيات هجرة نجوم الكرة العالمية نحو السعودية، معتبرين أن الاستقطاب السعودي المتزايد للاعبين هذا الموسم يمثل تهديدا حقيقيا لكرة القدم الأوروبية.

لكن الإنفاق السعودي الضخم يساعد الأندية الأوروبية في جمع أموال دون انتهاك  قواعد اللعب المالي النظيف الصارمة التي يفرضها الاتحاد القاري (اليويفا)، بحيث يمثل إنفاق الأندية على الأجور والصفقات ورسوم الوكلاء 70% من الإيرادات.

ومستفيدةَ جزئيا من المال السعودي، أنفقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل انتهاء سوق الانتقالات الصيفية الراهن بنهاية أغسطس/ آب الجاري، 2.5 مليار دولار ارتفاعا من 1.92 مليار في العام الماضي.

غير أنه إذا استمرت السعودية في التعاقد مع كبار النجوم، فربما تخسر الأندية الأوروبية يوما ما أرباحا كبيرة من التجارة وحقوق البث التلفزيوني، لكن يبدو أن المملكة لا يزال أمامها الكثير من الإنفاق والوقت، إذ حصلت “DAZN”، وهي خدمة بث، على حقوق بث الدوري السعودي في 6 دول مقابل 500 ألف دولار فقط.