خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

اعتقال وطن الشيحي والاستيلاء على حسابها بتويتر:

كشفت مصادر حقوقية سعودية عن قيام السلطات السعودية باستدعاء ابنة الصحفي المتوفي “صالح الشيحي”، وطن، واعتقالها لعدة أيام، قبل الاستيلاء على حسابها بـ”تويتر” وإغلاقه.

وقال حساب “معتقلي الرأي” في سلسلة تغريدات رصدها الموقع: “تأكد لنا أن النيابة العامة استدعت الشابة “وطن صالح الشيحي”؛ للتحقيق، وأبقتها رهن الاعتقال عدة أيام في مركز النيابة العامة برفحاء”.

وأضاف الحساب قائلاً: “تأكد لنا أن المباحث وضعت يدها على حساب “وطن” في تويتر، وغيرت كلمة سره”، متابعًا: “تأكد لنا أن التغريدة التي نُشرت بتاريخ 26 مارس على حسابها ليست من كتابتها”.

وكانت أخر تغريدة منسوبة لـ”وطن” جاء فيها: “تقرر الانعزال عن تويتر لفترة وفي أمان الله”، متابعة: “يستغلون الفرصة.. إما يخلونك “مُعتقل”، أو أنك قفلت حسابك إجبارًا وتحت التهديد، عمومًا: لم أرى أقبح ممّن تدفعه عداوته وكرهه لقيادتنا إلى الكذب والافتراء ونشر الإشاعات!”.

وتساءل ناشطون وناشطات عبر مواقع التواصل السعودية، مؤخرًا عن الاختفاء المفاجئ والغريب لـ”وطن”، ثم تغريدها بتلك التغريدة التي ثبت أنها ليست هي من كتبتها، مرجحين أنها اعتقلت بسبب كتاباتها عن والدها وما حدث معه في فترة اعتقاله.

من جهتها، قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “أنا أخجل من نفسي وأحزن كثيرًا عندما أجد السلطة تقسو على أبنائنا وبناتنا فيما تحنو عليهن البلدان الأخرى”، متابعة: “وطن دخلت السجن، لأن الوطن بات سجنًا كبيرًا!”.

وأضافت “سليمان”: “الظلم الذي تعرضت له وطن صالح الشيحي أكبر من أن يتحمله قلبها الذي لم يستفق بعد من صدمة فقدان والدها”.

في حين علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على أنباء اعتقال “وطن” بقوله: “لماذا تم اعتقال “وطن صالح الشيحي”؟ كأنهم لم يكتفوا بفجعهم للعائلة عندما قتلوا صالحًا، فعادوا ليفجعوها مرةً أخرى باعتقال الفتاة!”.

وتساءل حساب “وطنيون معتقلون” عبر “تويتر” قائلاً: “أما كان لهم -على الأقل- أن يحترموا ذكرى والدها؟! ما ذنب هذه الشابة؟! ما ذنب وطن صالح الشيحي ليتم اعتقالها؟! ألا يكفي مصابها بفقدان والدها الصحفي الراحل صالح الشيحي؟!”.

بينما قال حساب “سعوديات معتقلات”: “تتعثر السلطات مرة أخرى باعتقال الشابة وطن وفتيات السناب، ولن يعيدها إلى وضعها الطبيعي سوى إخلاء سبيلهن، وسبيل بقية النساء المحتجزات”.

وتابع الحساب قائلاً: “وطن مدللة أبيها، ندافع عنها نيابة عنه رحمه الله تعالى، ونرفض الإجراءات التعسفية التي طالتها جملةً وتفصيلًا”.

وأضاف الحساب في تغريدة منفصلة: “ما تعرضت له وطن صالح الشيحي لا يمت للقانون ولا للإنسانية بصلة، فبعد الذي لحق بوالدها من أذىً كبير فارق الحياة على إثره، لا يمكن أن نتخيل إعادة تسليط الأذى نفسه عليها”.

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “حصريًا في السعودية.. يقتل المواطن، وتعتقل ابنته ويستولى على حسابها في تويتر”، مضيفة: “إن غيب المستبد صوت وطن صالح الشيحي؛ فأصواتنا مستمرة، ولن ننسى ما تعرض له والدها رحمه الله وانتقم ممن كان سببًا في موته”.

وعلق حساب “ميزان العدالة” على “تويتر”، قائلاً: “بعد أن تأكد أن وطن صالح الشيحي كانت بالفعل معتقلة لعدة أيام وتم الاستيلاء على حسابها على تويتر وتزييف تغريدتها الأخيرة، تيقنا الآن كم أن تويتر مزعج لابن سلمان وعصابته ويسبب لهم حرجًا كبيرًا، لذا يسعون لإسكات الأصوات عليه بأي صورة”.

حملة اعتقالات جديدة طالت نساء بالسعودية:

شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات تعسفية جديدة ضد عدد من الناشطات، إحداهن حامل في شهورها الأخيرة؛ بسبب نشاطهن عبر مواقع التواصل.

وقال حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر” إنه تأكد له خبر الاعتقال التعسفي لعدد من الشابات، على خلفية نشاطهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه سيقوم بنشر التفاصيل والأسماء فور التأكد منها.

وأضاف الحساب المعني بحالة المعتقلين والمعتقلات بالمملكة، أنه تم التأكد حتى الآن من وجود اثنتين من الناشطات المعتقلات في سجن الحائر سيئ السمعة، والثالثة في المنطقة الشرقية، كما تأكد أن إحدى أولئك المعتقلات حامل في شهورها الأخيرة.

وقال حساب “سعوديات معتقلات” عبر “تويتر” تعليقًا على الحملة: “الاعتقالات، خصوصًا اعتقال النساء، تمثل الجانب المظلم لما يحصل في البلاد من انتهاكات، ومن شأنه ذلك أن يغطي على كل الجوانب المشرقة فيه”.

في حين قالت الناشطة، أريج السدحان: “نسمع كل يوم المزيد والمزيد من الأشخاص المحتجزين بسبب مشاركة آرائهم أو الدفاع عن حقوق الإنسان، حزينة جدًا لسماع ذلك”.

وعلقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على تلك الأنباء بقولها:” مازالت السلطة السعودية مستمرة في غيها وتختطف الأبرياء”.

بينما قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “بعد تجدد حملات الاعتقال التعسفي التي طالت فتيات ناشطات على الانستقرام والسناب، أستطيع أن أقول بأننا نخطو بخطوات سريعة نحو دولة تُحكم بعقلية بوليسية لن تجلب لنا الاستقرار والرفاهية والسعادة ولا الحداثة الموعودة”.

ووجهت “سليمان” رسالة لكل نسوية مطالبة بحقوقها، قائلة: “لا تستهيني بالجانب الأمني، ولا تعتقدي أنك بمأمن خلف ظهوركِ عبر حساب وهمي، فهؤلاء الفتيات اُعتقلن بعد اختراق حساباتهن والوصول إلى المعلومات الشخصية، وتحديد هوية كل واحدة منهن”.

واختتمت تغريداتها بقولها: “مستاءة جدًا من تجدد حملات الاعتقال، والتي طالت هذه المرة مجموعة فتيات على خلفية أنشطة حقوقية سلمية”.

في حين تساءلت الناشطة السعودية المعارضة بلندن، علياء الحويطي، قائلة: “ماذا بقي من الوطن؟ يمزق ويباع باسم مشاريع وهمية، يعتقل خيرة شبابه، تقصر يد العسكر عن معتدي الخارج ولكنها تطول على السيدات بمختلف أطيافهن، من المتخصصات في الشريعة إلى الحقوقيات إلى بنات الرجال الأوفياء”.

حملة إقالة للخطباء والأئمة:

كشفت مصادر إعلامية سعودية معارضة عن قيام وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد – فرع منطقة مكة المكرمة باستبعاد 54 إمامًا وخطيبًا، بزعم ارتكابهم مخالفات فكرية وإدارية.

وأرجعت الوزارة في بيان لها سبب استبعاد الأئمة والخطباء؛ إلى ما أسمته “استهزاءهم” بقرارات الوزارة التي تقضي بتعيين نساء مراقبات للمساجد، ليتم استبعادهم بعد مراقبة حساباتهم عبر مواقع التواصل!

وشمل قرار الاستبعاد خطباء يعملون في مساجد في منطقة مكة المكرمة والطائف وتربة والخرمة والقنفذة والكامل والليث والجموم وبحرة ومكة.

وطالبت الوزارة في بيانها جميع الجهات بعدم التعاون مع هؤلاء الأئمة والدعاة في البرامج والأنشطة الدعوية المختلفة.

من ناحيته، قال الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب: “خطيبٌ يُفصل لأنه دعا إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية نصرةً لرسول الله، وآخر يُفصل لأنه دعا لأحد الدعاة على المنبر. مهلًا؛ هذا لم يحصل في فرنسا أو دولة أوروبية، هذا حصل في أرض الحرمين! متخيّلون حجم الكارثة التي نعيشها؟!”.

وأضاف “الشلهوب” قائلاً: “فصل 54 إمامًا وخطيبًا في منطقة مكة، بعضهم بسبب تغريدات لم تُعجب وزير “المؤخرات”، عبداللطيف آل الشيخ، أو بسبب دفاعهم عن رسول الله ﷺ، والدعوة لمقاطعة فرنسا. هذه وزارة شؤون إسلامية أم وزارة قمع وتنكيل ومحاربة لدين الله؟!”.

في حين قال حساب “الديوان” عبر “تويتر”: “وصلتني وثائق وبالأسماء لمجزرة فصل أكثر من ٥٠ إمام وخطيب نفذتها إدارة التوعية العلمية والفكرية في فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة”، متابعًا: “سأعرض للجمهور الأسباب في وقت لاحق بشكل تفصيلي. أحد الأسباب مثلاً: الحديث في خطبة الجمعة عن مقاطعة المنتجات الفرنسية”.

بينما قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “وزارة الشؤون الإسلامية تستبعد 54 إمامًا وخطيبًا؛ بدعوى ارتكابهم تجاوزات فكرية”، متابعة بقولها: “حتى منبر رسول الله لم ينجو من الإجراءات التعسفية”.

وقال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “حملة قمع على أئمة وخطباء في عدة مدن في المملكة”

أما حساب “أمل الناس” عبر “توتير”، علق قائلاً: “مرفق هنا أسماء 54 خطيبًا من منطقة مكة المكرمة، بعضهم لم يعلموا حيثيات إيقافهم بعد”.

وتابع الحساب بقوله: “سننشر بقية الأسماء حال توفرها، ويمكنكم رؤية سبب إيقاف كل شخص أمام اسمه، لتروا الأسباب الحقيقية لاستهداف أبناء الشعب من أجل آرائهم ومواقفهم، وليس كما تدعيه السلطات في الإعلام عندما تتهمهم بالتطرف”.

وقال المحام والحقوقي السعودي، يحي العسيري: “الحملة مستمرة، اعتقل أو فصل ما يزيد عن ألف خطيب مثل: د. ناصر الغامدي، ولطف الله خوجة بسبب تغريدات، أو مخالفة تشدد المدرسة السعودية، أو رفض خطبة الإخوان”! أو التجسس عليهم في واتساب وفي مجالسهم! مطاردة الناس ليكونوا جميعًا شكلًا واحدًا وصوتًا واحدًا جنون متزايد!”.

في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي: “قوم يحكمون بعقلية كبر وتخلف و ولاء لأعداء الله. خطيبان يفصلان لأسباب مضحكة: الدعاء لأحد الدعاة (المفروض يدعو لتركي ترفيه أو تركي الحمد أو الغذامي)، والآخر للدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية (المفروض يشكر ماكرون على عدائه للإسلام والمسلمين)”.

تلميع رياضي بتكلفة 1.5 مليار دولار:

كشف تقرير لمنظمة “جرانت ليبرتي” لحقوق الإنسان الدولية، عن إنفاق المملكة العربية السعودية ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار على الأحداث الرياضية الدولية رفيعة المستوى؛ في محاولة لتعزيز سمعتها المتردية بسبب سجلها السيئ في حقوق الإنسان.

وقالت المنظمة في تقريرها إن الدولة الغنية بالنفط استثمرت الملايين في جميع أنحاء العالم الرياضي، من بطولات الشطرنج، إلى الجولف والتنس، و60 مليون دولار وحدها في كأس السعودية، أغنى حدث لسباق الخيل في العالم بجوائز مالية تقدر بـ20 مليون دولار، حسبما نقلت صحيفة “الجارديان” وترجمه الموقع.

وعرض التقرير، الذي نُشر الأسبوع الماضي، تفاصيل صفقة المملكة البالغة 650 مليون دولار لمدة عشر سنوات مع الفورمولا 1.

وأوضح تحليل المنظمة الحجم الهائل لاستثمارات المملكة فيما يطلق عليه “الغسيل الرياضي”؛ ويعني ممارسة الاستثمار أو استضافة الأحداث الرياضية في محاولة لإخفاء سجل حقوق الإنسان السيئ للمملكة، والترويج لنفسها كموقع عالمي جديد رائد للسياحة والفعاليات.

وأشار التقرير إلى أن إنفاق المملكة مبالغ كبيرة لتأمين المشاركة في الأحداث الرياضية العالمية، يعد أيضًا من الجهود المبذولة لتقديم السعودية كدولة جديدة صديقة للأعمال التجارية، وذات تفكير مستقبلي.

من جانبها، قالت عضوة برنامج “جرانت ليبرتي”، لوسي راي، موجهة اتهامات للسعودية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في مؤسسة صناعية، قائلة: “تحاول المملكة العربية السعودية استخدام السمعة الطيبة لأفضل نجوم الرياضة في العالم لإخفاء سجل حقوق الإنسان الخاص بالوحشية والتعذيب والقتل”.

وأضافت: “ربما لم يطلب نجوم الرياضة البارزون في العالم أن يكونوا جزءًا من خطة تسويقية ساخرة لصرف انتباه العالم عن الوحشية، لكن هذا ما يحدث”.

وبنت “جرانت ليبرتي” تقديراتها تلك من الأرقام المبلغ عنها للصفقات بين الكيانات التي تسيطر عليها الدولة السعودية، مثل منظمة “زوروا السعودية” و”نيوم”، وليس جهود أفراد من العائلة المالكة السعودية، ما يعني من المحتمل أن يكون رقم 1.5 مليار دولار هو رقم قليل نسبيًا عن الحجم الحقيقي لاستثمارات المملكة في الرياضة.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “ابن سلمان هدر عشرات المليارات على تحسين صورته في الغرب وعلى متاعه الشخصي، تاركًا الكثير من أبناء الشعب يعيشون بالفقر والعوز؛ مثل هذا الشخص السجن أولى به من العرش”.

وتابع “الشلهوب” بقوله: “ابن سلمان بنى لنفسه سجلًا حافلًا بالإجرام، ورسم لنفسه صورةً سوداء قاتمة، فلو أنفق مئات المليارات على الرياضة، ولو زرع العالم زهورًا وأشجارًا خضراء فلن يحسن ذلك من سمعته”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض، وليد الهذلول: “تقرير يشير إلى أن السعودية صرفت ١,٥ مليار دولار على الغسيل الرياضي للتغطية على الفضائح المتراكمة على البلد. كل هذه الأموال ذهبت هباء الريح ولم تُحسن من سمعة البلد.

بينما قال الناشط السعودي المعارض بكندا، عمر بن عبد العزيز: “محمد بن سلمان أنفق ٥.٦ مليار ريال سعودي على التلميع الرياضي، بدون أي فائدة”.

وعلق المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، على تقرير “الجارديان” بقوله : “تقرير يكشف أن السعودية أنفقت ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار على “الغسيل الرياضي”، متابعًا بقوله: “اعدلوا، فكوا المعتقلين، وزعوا الثروات، ولن تحتاجوا لغسيل قذارات الظلم والقمع والاستبداد”.

مشروع الشرق الأوسط الأخضر:

دشن ولي العهد السعودي “ابن سلمان”، مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بالشراكة مع دول المنطقة، لزراعة 50 مليار شجرة كأكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، فقد تواصل “ابن سلمان” بزعماء قطر والكويت والبحرين والعراق والسودان، لبحث المشروع الإقليمي الضخم لزراعة الأشجار.

وكان ولي العهد السعودي كشف عن البرنامج، يوم السبت، ويهدف لزراعة عشرة مليارات شجرة بالمملكة خلال العقود القادمة، فضلاً عن التعاون مع دول عربية أخرى لزراعة 40 مليار شجرة أخرى لخفض انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي.

وقالت الوكالة إن المبادرة تهدف أيضا “إلى تعزيز كفاءة إنتاج النفط، وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة، إضافة إلى جهود متعددة للحفاظ على البيئة البحرية والساحلية وزيادة نسبة المحميات الطبيعية”.

وتعد “مبادرة السعودية الخضراء” جزءًا من رؤية 2030 المزعومة لولي العهد لخفض اعتماد المملكة على عائدات النفط وتحسين جودة الحياة بالبلاد.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك المبادرة بقوله: “بالإضافة إلى كون حملة التشجير التي أطلقها ابن سلمان أفلاطونية، وغير قابلة للتطبيق بالشكل الذي أُعلن، فهي بذات الوقت، ليس لنا نحن كشعب، بل له، فهي تأتي من أجل تبييض سمعته أمام الرأي العالمي، الذي اشتد في حملات كشف إجرامه وهمجيته عقب قدوم بايدن”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة أخرى: “المبادرة جاءت كمحاولة لاستمالة “بايدن” الذي تستضيف بلاده قمة المناخ العالمي في إبريل”

بينما قال حساب “رجل دولة” عبر “تويتر”: “الأرقام الخيالية التي يستخدمها بن سلمان في مشاريعه؛ تثبت بأنه إنسان منفصل عن الواقع، وأنه يطلق وعوده دون دراسة”.

من جانبه، قال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “المبادرة الخرافية لـ”السعودية الخضراء”، ودعم “الشرق الأوسط الأخضر”، ولغة حماية البيئة التي تكلم فيها ابن سلمان ليس لها علاقة بمشروع حقيقي، بل لها هدفان؛ مغازلة بايدن حين رأى اهتمامه بالبيئة؛ فقدم المشروع عربونًا لرضاه، وعسى أن يدعوه لمؤتمر المناخ، والهدف الثاني تنفيذ سرقة أخرى ضخمة من الخزينة”

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي: “حماقة أطلقها محمد بن سلمان تستهدف استمالة قلب بايدن”، متابعة: “وهم جديد يبيعه السفيه محمد بن سلمان على الشعب لتضليلهم عن الواقع”.

وأوضح حزب الأمة الإسلامي أن تلك المشاريع “وهمية لا يمكن تحقيقها”، مؤكدًا على أن التنمية الحقيقية تكمن في الإفراج الفوري عن المعتقلين ظلمًا من العلماء والمفكرين ورموز المجتمع، وإطلاق الحقوق والحريات؛ ومنها التعددية والمشاركة السياسية والمحاسبة والشفافية.

وذكرت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “السعودية العظمى، السعودية الخضراء؛ شعارات جميلة لكن لكي تكتسب أي معنى إنساني مؤثر، يجب أن تبدأ بالإنسان وتعزيز حرياته وحقوقه”.

وقالت الناشطة، علياء الهذلول: “كل يوم مبادرة كردة فعل دون فهم أو نضج للفكرة”، متابعة بقولها: “بايدن قرر تنظيم مؤتمر عن البيئة، بعدها بساعة قرر ابن سلمان زرع شجر في سنة ما، المبادرات لا تتم أو تنجز عبر تويتر بل بالعمل الدؤوب”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة بلندن، علياء الحويطي، على المبادرة بقولها: “نظام يهتم بالبيئة وصداقتها يلمع نفسه!! يسجن المواطن أو يُهجره، ينهبه ويقطعه، مصادقة البيئة وطلب رضى الشجر لن يُجمل حقيقتك التي يعرفها البشر!”.

بينما قال الناشط السعودي المعارض بالولايات المتحدة، وليد الهذلول: “أي إنسان عاقل عنده ذرة عقل لازم يجيب تاريخ تقريبي لانتهاء المشروع، و”ابن سلمان” يقول في العقود القادمة. المرة القادمة سيقول في القرون القادمة”.

وتناول المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، المبادرة بالأرقام، قائلاً: “لو افترضنا أن هذا الخبال صحيح فالشجرة تكلّف على الأقل 20 ريالاً استيرادًا وشتلاً ورعاية، ثم زراعة وريًّا، أي ما مجموعه 20 ترليون ريالاً!”.

وتابع “الغامدي” بقوله: “لو أُعطيت للفقراء والأرامل والعاطلين لسدّت حاجتهم، وهي في الأصل حق لهم وليست منحة، أو أن في الأمر سرقة كبيرة لتوزيعها على فقراء البيت الأبيض!”.

في حين قال المحامي والحقوقي السعودي، يحي العسيري: “أظن عدم معرفة الأرقام، وما تعنيه الأرقام، ليس مرده فقط الجهل والارتجال، ولا الوعود الكاذبة غير المسؤولة، بل أيضًا ربما بسبب تضخم الأرصدة البنكية؛ أصبحت هذه الأرقام كأنها عادية! وترى وتسمع كلامًا لا يمكن تطبيقه ولا يقوله عاقل، بل لا يصدقه عاقل”، منهيًا تغريدته بقوله: “احسبوا بالحاسبة، كم يزرع في اليوم؟”.