وجه ناشطون ومعارضون سعوديون انتقادات حادة للإدارة الأمريكية لتجاهل زياراتها الرسمية للمملكة العربية السعودية مناقشة الملف الحقوقي مع مسؤولي المملكة.

وأشار الناشطون إلى أن ذلك ظهر جليا في الزيارات المعلنة والسرية، التي أجراها مسؤولون بارزون على رأسهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، والتي أعقبها زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي أيه”، وليام بيرنز، وتلتها زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، وأخيرًا حل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ضيفًا خفيفًا على الرياض منمقًا لكلماته عن حقوق الإنسان.

وقال الناشطون إن “بايدن” اجتمع بالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وصافح بقبضة اليد ولي العهد، الذي أكدت الاستخبارات الأميركية أنه وافق على تنفيذ عملية في إسطنبول لاعتقال أو قتل “خاشقجي”، مبررًا زيارته في مقال نشرته واشنطن بوست، بأنها في إطار مواجهة عدوان روسيا والتغلب على الصين، وزعم أن آراءه حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد.

وشدد الناشطون على أن توالي الزيارات الأميركية للسعودية أثبتت انحرافًا أميركيًا عن هذا المسار، فقد زار رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام برينز، التي وجهت وكالته إدانة مباشرة لـ”ابن سلمان” في مقتل “خاشقجي”، السعودية في زيارة غير معلنة أبريل/نيسان 2023، جاءت في أعقاب الإعلان المفاجئ لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في مارس/أذار 2023.

وغاب عن اللقاء أي إشارة للملف الحقوقي، وأوضحت مصادر مطلعة أن الزيارة كان هدفها إظهار التزام أميركا المصالح المشتركة، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب.

وفي 6 مايو/أيار 2023، زار مستشار الأمن القومي الأميركي المملكة، والتقى ولي العهد السعودي، واستعرضا ما وصفها البيت الأبيض بأنه “تقدم كبير” في جهود السلام في اليمن، وشكره على دعم المملكة للمواطنين الأميركيين أثناء الإجلاء من السودان التي اشتعلت فيه الحرب منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقبل أسبوع وتحديدا في 6 يونيو/حزيران 2023، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية، واجتمع في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي مع ولي العهد، وناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية في محادثات وصفها مسؤول أميركي بالمنفتحة والصريحة، لكنها لم تسفر عن أي نتائج ملموسة بشأن الأوضاع الحقوقية والإنسانية بالمملكة.

وقالت وكالة رويترز، إن مواطنون ومقيمون دائمون في أميركا، أرسلوا رسالة إلى الإدارة الأميركية قبل زيارة بلينكن، للمملكة، دعوا فيها للضغط على المسؤولين السعوديين للإفراج الفوري عن أقاربهم، بينهم رجل الدين البارز الدكتور سلمان العودة وأبناء رئيس المخابرات السابق سعد الجبري والمدافع عن حقوق الإنسان محمد القحطاني وعامل الإغاثة عبد الرحمن السدحان.

 

ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي قوله إن بلينكن أثار قضايا حقوق الإنسان في لقائه سواء على مستوى واسع أو فيما يتعلق بقضايا محددة، دون أن يحدد الحالات؛ وانتهت زيارة وزير الخارجية الأميركي للسعودي بتشديد نظيره السعودي فيصل بن فرحان في المؤتمر الذي أعقب اجتماعهما، على أن بلاده لا تستجيب للضغوط فيما يتعلّق بحقوق الإنسان.

ولم يعلق بلينكن، على ما قاله فرحان، لكنه أكد أن بلاده ملتزمة بتعزيز واستمرار الشراكة في المنطقة، وأنها تعمل عن كثب مع السعودية لوقف إطلاق نار دائم في اليمن وإطلاق عملية سياسية شاملة، بالإضافة إلى التركيز في العمل مع دول المنطقة على مواجهة سلوك إيران المزعزع في المنطقة، مشدداً على أن العلاقات مع دول الخليج مهمة لبلاده ودول المنطقة.