نشر موقع تابع لوزارة الخارجية الإيرانية تحليلا يرى أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل لن يتحقق بنفس السهولة التي حدث بها بين دولة الاحتلال ودول عربية أخرى، مثل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وقال التحليل، الذي نشره “المجلس الاستراتيجي أونلاين” على لسان “آرش صفار”، الخبير في شؤون غرب آسيا، إن تناول دوائر إعلامية إسرائيلية مسألة تطبيع العلاقات مع السعودية بشكل متكرر خلال الآونة الأخيرة هو محاولة لتصدير إنجاز إعلامي لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” وحزب “الليكود”، لكي يتمكنا من صرف انتباه الرأي العام عن المشاكل والتحديات الداخلية للحكومة الإسرائيلية الجديدة، ولا تعني بالضرورة حدوث تطورات جديدة يمكن أن تغيّر الجغرافيا السياسية للمنطقة.
واعتبر أن “السعودية ليست دولة تستطيع التطبيع بسهولة مثل الإمارات، وهذه القضية لا تتعلق بالضرورة بقضاياها الداخلية”.
وأضاف: “بما أن السعودية تدعي أنها في موقع ما يسمى بزعامة العالم العربي، فلا يمكنها التعامل مع القضية الفلسطينية مثل السودان والإمارات”.
وأوضح “صفار” أن موقف السعودية من مسألة التطبيع لا يتمتع بالمرونة الكافية، مثل مواقف دول أخرى، حيث أعلن السعوديون أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية هي شرط أساسي لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وتكمن أهمية هذا الشرط في الحقيقة في أن الرياض هي أبرز من صاغته، عبر المبادرة التي تم إطلاقها في عام 2002، والتي سميت في البداية بـ”مبادرة الملك عبدالله للسلام”، وعرف فيما بعد بـ “مبادرة السلام العربية”، إثر إقرارها في جامعة الدول العربية.
لذلك، يرى التحليل أن السعودية لديها قيود أكثر من الإمارات وأي دولة أخرى في العالم العربي لإقامة علاقات مع دولة الاحتلال؛ لأنها هي من طرحت هذه المبادرة.
ومضى الباحث بالقول: “لا يوجد عداء لدى السعودية تجاه الكيان الصهيوني، وستستمر العلاقات الأمنية والتعاون الاستخباراتي بينهما، لكن هذا لن يعني إقامة علاقات دبلوماسية بينهما”.
وأقر “صفار” بوجود ضغوط محتملة من الإدارة الأمريكية لإحداث تحول في العلاقات بين السعودية وإسرائيل، لكنه استدرك بأن جهاز السياسة الخارجية للسعودية سيحاول ألا يتنازل عن مبادئ سياستها الخارجية، وإلى جانب ذلك، في السنوات الأخيرة، لم تنجح أدوات الضغط الأمريكية على السعودية كما كانت من قبل، وتمكنت الرياض من زيادة قوة المناورة لديها عبر السياسات التي اعتمدتها.
وأردف قائلاً: “على افتراض أن نتنياهو وحزب الليكود يريدان التحرك نحو التطبيع مع السعودية حتى من خلال تقديم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية، فإنهما يواجهان عقبات داخلية في تل أبيب”.
فالحكومة، التي تميل لليمين المتطرف وتمثل وجهة النظر الصهيونية المتطرفة، لن تسمح بأي تحرك لحزب “الليكود” في هذا الإطار، وإذا قدم هذا الحزب أي تنازلات، فهناك احتمال أن تنهار الحكومة، ومن شأن انهيار الحكومة ايضاً أن ينهي حياة “نتنياهو” السياسية، على حد قول الباحث.