خاص: تركي آل الشيخ، هو أحد مستشاري الديوان الملكي السعودي برتبة وزير، شغل عدة مناصب مهمة؛ فهو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية.
هذا بالنسبة للأدوار المعلنة، أما الأدوار التي يتقن “آل الشيخ” أداءها لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فهي لا تعد ولا تحصى، وإلا ما كان لهذا “النقيب” في وزارة الداخلية السعودية ليصل للمنصب الذي وصل إليه سوى بتلك الخدمات التي قدمها ولا زال يقدمها لـ”ابن سلمان”، ولكن من هو هذا الشخص الذي وصل بسرعة الصاروخ إلى ما وصل إليه الآن من منصب ونفوذ؟!
محطات زمنية:
ولد تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ في الرياض، في المملكة العربية السعودية، في 4 أغسطس من عام 1981، تخرج عام 2000 من كلية الملك فهد الأمنية حصل منها على درجة البكالوريوس في العلوم الأمنية، وسرعان ما بدأ بأداء مهامه في وزارة الداخلية إلى أن وصل لرتبة نقيب.
ونقطة التحول التي أوصلته لما هو عليه الآن، هي زواجه من ابنة وكيل إمارة الرياض، ناصر بن عبد العزيز الداوود، عام 2009، حيث تم نقله للعمل لمدة عامين في مكتب إمارة الرياض، والتي كانت بوابة الدخول له لعالم السياسة والأمن، حيث انتقل ليشغل منصب في وزارة الدفاع وديوان ولي العهد لمدة ثلاث أعوام، وصولًا إلى عام 2015 وبعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة.
مهرّج الملك وولي عهده:
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر مقربة من العائلة المالكة السعودية أن المؤهلات التي أوصلت “آل الشيخ” لكي يكون من حواري “ابن سلمان” هي حسه الفكاهي وإضحاكه لولي العهد! فقربه إليه وأوكل إليه مهمات عدة. وهو ما حدا بالكثير من النشطاء لتسميته فيما بعد بـ”توتو وناسة”.
في يونيو من عام 2017، صدر أمر ملكي بترقيته مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير. وفي 7 سبتمبر 2017، صدر أمرٌ ملكيٌّ بتعيينه في منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة (وزارة الرياضة حاليًّا)، خلفًا لمحمد بن عبد الملك آل الشيخ، واستمر في منصبه حتى 27 ديسمبر 2018، إذ صدر أمرٌ ملكيٌّ بإعفائه من المنصب وتعيينه رئيساً للهيئة العامة للترفيه.
استجوابات وخطف وتعذيب:
لعب تركي آل الشيخ، عدة أدوار مهمة جعلته من المقربين جدًا لولي العهد السعودي، بدءا بالإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف، ثم احتجاز العشرات من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض، واختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وفرض الحصار على قطر، والأزمة الدبلوماسية مع كندا.
وقالت عنه الباحثة في معهد دول الخليج العربي بواشنطن، كريستين سميث ديوان: “إنهما -أي هو وسعودي القحطاني- أقرب الناس إلى ولي العهد”، فهما الذراعان اللتان ينفذ بهما سياساته في الداخل والخارج، مضيفة أن جميع الذين يعارضون السياسة الخارجية للسعودية سيكونون سعداء برؤية هذين الشخصين وهما يفقدان صلاحياتهما”.
كما قال عنه السفير الكندي السابق في الرياض دنيس هوراك، الذي طردته السعودية في أغسطس/آب بسبب مطالبة كندا بالإفراج عن ناشطين حقوقيين محتجزين: “إن المستشار الشاب لا يحمل أي صفة دبلوماسية ولا يشغل منصبا له علاقة بالشؤون الخارجية، ومع ذلك فإن الضيوف الأجانب غالبا ما يبحثون عنه بسبب تأثيره هو والقحطاني على محمد بن سلمان”.
ومن أهم المهمات التي أوكلت إلى “آل الشيخ” بحسب الصحيفة، احتجازه لمحمد بن نايف في يونيو/حزيران 2017 هو وسعود القحطاني، والضغط عليه طوال الليل تحت التهديد حتى وافق على التخلي عن حقه بالعرش، ثم إطلاق حملة شائعات ضد محمد بن نايف تزعم أن إدمانه على الكوكايين كان وراء خلعه.
كذلك أكد التقرير أيضا أن الرجل لعب دورًا جوهريًا في حملة الشتائم ضد قطر منذ إعلان الحصار عليها في الشهر نفسه، وعندما احتجز ولي العهد العشرات من رجال الأعمال وأقربائه في فندق ريتز كارلتون بذريعة مكافحة الفساد، لعب الرجل دور المحقق لإجبارهم على التخلي عن جزء من ثرواتهم، حيث نقلت الصحيفة عن أصدقاء وأقارب بعض أولئك المعتقلين أنهم تعرفوا على أصوات “آل الشيخ” أثناء استجوابهم وهم معصوبو الأعين، أو لمحوهما في أروقة الفندق.
تخريب الرياضة العربية:
وتقول “نيويورك تايمز”: إن “آل الشيخ” تمكّن من شق طريقه نحو الأمير عبر روح الدعابة والولاء الشديد، فكافأه محمد بن سلمان بميزانية لا حدود لها لجعل المملكة منافسا دوليا في التنس والملاكمة وكرة القدم وغيرها من الرياضات، كما بلغ طموح آل الشيخ استقدام أبطال المصارعة الحرة الأميركيين للعب على حلبات الرياض.
كما تحدث تقرير الصحيفة عن محاولة اختراق “آل الشيخ” بأمواله بلدا بحجم مصر عبر تمويل النادي الأهلي العريق، وعندما فشل في ابتلاع النادي أنشأ ناديا منافسا سماه “بيراميدز”، وأطلق قناة رياضية خاصة، لكن الجماهير تصدت لأحلامه وهتفت بشتائم لاذعة ضده لتدفعه إلى الانسحاب.
وختامًا، فشخصية كمحمد بن سلمان، لن يكون له مستشارون غير أمثال “آل الشيخ”، فابن سلمان شخصية ضعيفة ليس لديها إمكانات حقيقية تؤهله للمنصب الذي يتولاه والمسؤوليات الجسام، لذا يقوم بتعيين شخصيات ماهرة في الالتفاف على الأعراف والتقاليد، والكفاءة في الإفساد دون مراعاة للمعايير القيمية والأخلاقية، لذا فهو يستعين بأمثال “تركي” لتنفيذ مخططاته.