خاص: يأتي إعلان الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية عن موافقتها المبدئية على عرض فيلم “باربي” في سينمات المملكة، بمثابة إعلان انقلاب جديد على القيم المجتمعية التي تسود المجتمع السعودي المحافظ، وبداية انهيار أخلاقي جديد يقوده ولي العهد السعودي “ابن سلمان”.

 

– طلبات رفضها المنتجون:

من ناحيته، قال المشرف العام على وحدة تصنيف الأفلام السينمائية بالهيئة، نواف السبهان، إن كل ما يقال حول منع عرض الفيلم في دور السينما المحلية مجرد شائعات”، مشيرًا إلى أن قرار تأجيل عرض الفيلم لا يقتصر على السعودية، بل يشمل دول الخليج كافة ومصر.

وحول سبب التأجيل، ذكر “السبهان” أن الهيئة طالبت إدخال بعض التعديلات على النسخة التي سوف تعرض بداخل المملكة، وهو ما قوبل بالرفض من منتجي الفيلم.

 

أسباب رفض العرض:

يرجع سبب منع فيلم باربي في دول الشرق الأوسط؛ ومنها لبنان والكويت التي رفضت العرض بسبب  ترويجه “لأفكار ومعتقدات غريبة على المجتمع الكويتي والنظام العام”، هو أن التركيز المُباشر كان على «قصص الشخصيات الشاذة جنسيًا»، وذلك فضلاً على وجود العديد من المشاهد الرومانسية بين «باربي وكين» التي وصفها البعض بـ «المُبالغ بها».

كما حذرت تقارير غربية من أن فيلم “باربي” الجديد (BARBIE) “يتجاهل الجمهور الأساسي”لصالح أجندات معينة ودعم الشذوذ والمتحولين جنسيًا”.

وظهرت نجمة المتحولين جنسياً هاري نيف في فيلم “باربي” وقالت إن الفيلم يشجع على عيش الحياة وتحديد الجسد وفقًا للشروط الخاصة بالفرد.

وحذر موقع “موفي جايد” Movie guide”، لمراجعة الأفلام قبل إصدار فيلم “باربي” في 21 يوليو الجاري، من مشاهدة الفيلم خاصة بالنسبة للأطفال، فقد انتقد الفيلم لأنه تجاهل الجمهور الأساسي من العائلات والفتيات الصغيرات وبدلاً من ذلك ركز على قصص الشخصيات المثلية والمثليين/ الشواذ ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والمتحولين.

وبحسب التقرير كان لدى الفيلم سوق قوي وجمهور مهم من الفتيات ارتبط بالدمية باربي وكان من الممكن أن تتوجه ملايين العائلات إلى السينما وشراء التذاكر ولكن بدلاً من ذلك اختارت شركة Mattel المنتجة للفيلم تلبية احتياجات نسبة صغيرة من السكان (الشواذ) الذين هم من أقل الفئات إقبالا على الأعمال الفنية.

 

هجرة خليجية نحو السعودية:

ذكر تقرير نشره موقع “ذا هوليوود ريبورتر” أنه قديمًا كان السعوديين مع الحظر الذي كان مفروضًا على الأفلام السينمائية كانوا يسافرون إلى البحرين لمشاهدة تلك الأفلام في سينماتها.

أما الآن انقلب الحال؛ فالسعودية أصبحت مقصدًا لمقيمين في بلدان خليجية، إذا كانوا يريدون تجاوز القيود الصارمة على السينما لديهم، ومشاهدة فيلم “باربي”، وهدا مؤشر على “الاتجاهات الثقافية التاريخية المعكوسة”.

حيث نشر مدونون كويتيون تفاصيل أقرب 3 دور عرض سينمائي في مدن المنطقة الشرقية بالسعودية، حيث يمكن الوصول لها بالسيارة من الكويت بسهولة.

 

ترويج للشذوذ والقيم المخالفة للمجتمع:

منذ تولي ولي العهد “ابن سلمان” كرسي ولاية العهد في 2017، تغيرت أشياء كثير داخل المجتمع السعودي، وتمثل ذلك جليًا ورسميًا في ردود وزارة السياحة السعودية على الأسئلة الأكثر تكرارًا عبر منصتها “روح السعودية”، والتي أثارت استنكار واسعًا؛ بعد أن رحبت بزيارة الشواذ والغير متزوجين للمملكة.

وشملت الإجابة حول سؤال “هل مرحب بزيارة المثليين للمملكة العربية السعودية؟”، كانت الإجابة هي: “لا نطلب من أي شخص الكشف عن التفاصيل الشخصية، نرحب بالجميع لزيارة بلادنا”!

كذلك في الرد على سؤال “هل الأصدقاء غير المتزوجين مرحب بهم في المملكة العربية السعودية”، جاءت الإجابة: “نرحب بالجميع لزيارة بلدنا، ويمكن لغير المتزوجين مشاركة الإقامة”.

وكانت السلطات السعودية سمحت في وقت سابق، لغير المتزوجين بالإقامة في الفنادق، وكذلك للنساء السعوديات بدون محرم.

كما عرض مهرجان البحر الأحمر السينمائي أفلام تروج للشذوذ الجنسي في نسخته الأخيرة دون أي قيود، وأعلنت إدارة الموقع إنه يمكن للمثليين (الشواذ) الحضور والمشاركة في المهرجان الذي تستضيفه مدينة جدة القريبة من مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وشارك بالمهرجان الفيلم المغربي “القفطان الأزرق”، والذي وتدور أحداثه حول قصة خياط مغربي مثلي الجنس يتكتم على حياته الجنسية لمدة 25 سنة قبل أن يجبر على مواجهة حياته الجنسية عندما ينضم تلميذ ذكر إلى محله للتدرب على المهنة.

ونسب موقع المهرجان الفضل إلى المخرجة، مريم توزاني؛ لتغطية “موضوع معقد بحساسية وشجاعة”! مشيرًا إلى أن “الطريق لمجتمع تزدهر فيه التقاليد والتسامح معا”!

أيضًا قررت السعودية إلغاء المواد والنصوص التي تحتوي على “لغة هجومية” ضد الأديان الأخرى والشذوذ الجنسي، بتوجيهات من ولي العهد “محمد بن سلمان”.

جاء ذلك وفقا لما نشره تقرير لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، ونقلته مجلة “التايم” الأمريكية، في ديسمبر 2020.

وأوضحت “التايم” أن الرياض أقرت نصوصا ومواد جديدة “أكثر اعتدالا وتسامحا”.

وأشارت المجلة إلى أن التعديلات الجديدة شملت حذف دروس الكراهية سواء تجاه المسيحية أو اليهودية وحتى ضد الشواذ جنسيا، إضافة إلى الإملاءات الإسلامية المتمثلة بالدفاع عن العقيدة باستخدام العنف.

وبحسب التقرير، فقد تم حذف الأجزاء الأكثر تعصبا في هذه المناهج ومنها عقوبة الإعدام بكافة أشكاله على “الزنا وأفعال الشذوذ الجنسي وأعمال السحر”، بحسب توصيف هذه المناهج سابقا.

ونقلت “التايم” عن مسؤولين بالخارجية الأمريكية قولهما إن “الفضل في التغيرات الجديدة يرجع لولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان”.

وأردف أحدهما: “الإدارة تدعم الكتب المدرسية الخالية من التعصب والعنف، وتدعم أيضا تطوير برنامج تدريب المعلمين السعوديين”.

وأكد المسؤولان، أن الرئيس “دونالد ترامب” منح ولي العهد السعودي مساحة لإجراء إصلاحات في البلاد من خلال الانتباه إلى مخاوف المملكة من طموحات إيران الإقليمية.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى تصريحات للمتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، “فهد ناظر”، قال فيها إن مسؤولي التعليم السعوديين، وجدوا “بعض المواد التي اعتُبرت مرفوضة ومسيئة” في الكتب المدرسية للمملكة، وبذلوا “جهودا متضافرة لإزالة كل هذه المواد من المنهج بأكمله”، واستبدال “هذه المواد الهجومية بالدروس التي تعزز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي”.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير التعليم السعودي “حمد بن محمد آل الشيخ” إن المملكة أجرت مراجعات للمناهج التعليمية “لضمان خلوّها من أفكار التطرف”.

وأثار تصريح الوزير عن مراجعة المناهج تفاعلات في منصات التواصل الاجتماعي، حيث استنكر معلقون المزاعم بأن المناهج تدعو للتطرف.